مرارة الأسر والفقد.. غصة يعيشها أسرى فلسطين

الساعة 01:54 م|26 مايو 2022

فلسطين اليوم

من الصعب جداً وصف مشاعر الأسرى في سجون الاحتلال، بعد فقد أحبائهم، لاسيما بعد سنوات عدة من الانتظار شوقاً للقياهم، لكن القدر يقول كلمته الأخيرة، إذ يجتمع عليهم ابتلاء الفقد والأسر معاً.

عشرات الأسرى عانوا ألم فقد أحبائهم، وهم يذوقون مرارة الأسر في السجون، حتى إن السجّان يزيد من غصتهم ويضرب كل القوانين الإنسانية والدولي بعرض الحائط، بعد منعهم من توديع موتاهم وإلقاء النظرة الأخيرة عليهم، قبل تشييعهم إلى مثواهم الأخير.

الأسير يعقوب قادري وهو أحد أبطال نفق الحرية من سجن "جلبوع"، آخر من عانى من ألم الفقد، بعد أن تلقى خبر وفاة والدته صباح اليوم، وهو الذي كأن يأمل في أن يمتع نظره بوالدته بعد أن ينتصر على السجّان ويخرج حراً طليقاً، لكن كانت الأقدار أقوى من الأمنيات، إذ صعدت روحها إلى بارئها، حتى دون أن يكون له فرصة في توديعها.

المختص في شؤون الأسرى، ومدير مركز الأسرى للدراسات، د. رأفت حمدونة، يقول: إن الأسير يكون متفائل ومستعد للقاء أحبته بعد التحرر من سجون الاحتلال، لاسيما الذين يقضون سنوات عدة في الأسر، لكن فقدان من كان الأسير ينتظر رؤياهم، يُسبب له الحزن، والصدمة، ولاسيما وإنه لم يحظى حتى بتوديعهم.

وأضاف حمدونة في تصريح لوكالة "فلسطين اليوم" الإخبارية، أن هذا الحدث "فقدان الأسرى لذويهم"، صعب وقاسٍ جداً، فحزنه يفوق بكثير من يفقد عزيز وهو خارج السجن؛ لأنه يكون متعطش وطوّاق للقاء أحبته، لاسيما والديه.

وتابع: "الأسير كريم يونس قضى 40 عاما في السجن ينتظر خروجه للقاء والدته، لكنه فقدها قبل تحرره بأشهر قليلة، وهو ما تسبب له بصدمة كبيرة، وكذلك الأسير يعقوب قادري، الذي فقد والدته صباح اليوم، وهو لايزال قابع داخل زنازين الاحتلال، وغيرهم المئات الذين فقدوا أعزاءهم دون أن يحظوا بفرصة إلقاء النظرة الأخيرة عليهم، قبل تشييعهم إلى مثواهم الأخير".

ممثل حركة الجهاد الاسلامي في لجنة الأسرى للقوى الوطنية والاسلامية، ياسر مزهر، أكّد أنّ فقد أحباء الأسير، تُعد أحد أصعب لحظات حياته، كونه قضى سنوات من عمره دون أن يراهم، وهو ما يسبب له حزن وصدمة كبيرة، لا يقدر أحياناً على استيعابها.

وأشار مزهر في مقابلة مع وكالة "فلسطين اليوم" الإخبارية، إلى أن خبر وفاة والد أو والدة أو أحد أقارب أي أسير، فإن قادة الأسرى يمهدون له كثيراً قبل أن يبلغوه بالحدث، حتى تكون حدة الصدمة أقل على نفسيته.

وشدد مزهر، على أن الأسير الذي يفقد عزيز عليه، يعيش الصدمة والمأساة مضاعافة، لاسيما وأن قوات الاحتلال لا تسمح له بالخروج لتوديع من فقد، وهو أمر مخالف لكل القوانين والشرائع الدولية والإنسانية.

وتوفيت صباح اليوم الخميس 26 مايو 2022، والدة الأسير في سجون الاحتلال "الإسرائيلي" يعقوب قادري من جنين شمال الضفة الغربية المحتلة.

وأفادت مصادر طبية، بوفاة والدة الأسير يعقوب قادري من جنين، وهو أحد أسرى "نفق الحرية" من سجن جلبوع.

 

 

 

كلمات دلالية