سيف القدس وفوبيا الزوال

الساعة 08:02 ص|22 مايو 2022

فلسطين اليوم | ياسر عرفات الخواجا

ياسر عرفات الخواجا

شكلت معركة (سيف القدس) التراكمية انتصاراً  مؤثراً وواضحاً

فمعركة( سيف القدس)التى دارت تحت عنوان واحد  وهو الدفاع وحماية القدس والمقدسات حيث كان لهذه المعركة الشأن الكبير في عملية الالتفاف الشعبى حول المقاومة معلنة بذلك انا لشعبنا سيف اسمه المقاومة الموحدة بكافة أذرعها وعنوانيها وهذا ما شكل بواعث امل حقيقية اثمرث في ايصال الصوت المقاوم لكل الفلسطينيين الأمر الذي أسقط كل الخيارات الأخرى وعلى رأسها مشروع التسوية والاستسلام .و لم يبقى الا امل المقاومة في استرداد الحقوق والدفاع عن المقدسات .

ومثلت حالة الانتصار في معركة سيف القدس نتائج عديدة من اهمها :

_ وحدت كل طاقات الشعب الفلسطينى حول مشروع المقاومة .

_  التفوق في خلق شبكة امان صلبة بالحفاظ على مقدراتها وادواتها وخططها من الاختراق . مما شكل للعدو حالة من الافتقار الأمنى افقد العدو توازنه أثناء المعركة .

_ افشال القدرات والمقدرات العسكرية في إحراز اي انتصار عسكري في المعركة وما بعد المعركة .

_  تعزيز الشعور بالقدرة على المواجهة والانتصار والتحرير والاعتماد على الذات الفلسطينية في ذلك  .

_ خلفت ارث من الانتصارات المتراكمة وعلى مدار عشر سنوات من الحروب والمعارك وابقت باب الانتصارات مفتوحا وكذلك سيفها  مشرعا أمام التحديات المقبلة.

-القدرة على تطور إمكانياتها الدفاعية والهجومية أثناء وبعد المعركة.

_ فتح آفاق جديدة واسعة متمثلة  بالقدرة والمبادرة على الدافعية لفصائل المقاومة تحت عنوان ان ما قبل سيف القدس ليس كما بعدها

-امتلاكها عنصر المبادرة في مواجهة التجاوزات والتحديات الصهيونيةبمفهوم الحسابات الرياضية وهذا ما يضيف لها التحكم في قدراتها وسلوكها المقاوم  ومهارة إدارة المعركة.

-_ أعادت القضية الفلسطينية على كل المستويات إلى الواجهة بعدما تراجعت وغابت نتيجة اتفاقات التسوية والهزيمةوخيار التنسيق الامني.

-تعزيز ثقافة خيارالمقاومة لدى الجمهور الفلسطيني

-إعطاء الدافعية للشباب المقاوم علي تنفيذ عمليات جهادية إيمانا منهم بهذا الخيار.

 

كل هذا وغيره شكل حالة من الفشل والإحباط و التراجع لهذا الكيان وعلي كل المستويات.

هذا ما أكده العديد من الخبراء والمحللين الإسرائيليين الامنين والعسكريين.

فقيادة هذا الكيان يعلمون جيدا ومن خلال التهديدات و الرسائل  التي وجهت لها من قبل (محور المقاومة) ومن كافة جبهاته مفادها أن اي مساس بالقضية الجوهرية (القدس)فإن المنطقة ستشتعل برمتها وسيكون واقع المواجهة الشاملة حاضرا  وستصبح كل المدن تحت مرمى وضربات المقاومة.

و هذا الأمر  بالتأكيد يأخذه العدو علي محمل  الجد وهذا ما ولد لدي العدو شعور حقيقي بأزمة وجوده وخشيته من الزوال .تم تأكيد ذلك من قبل

العديد من قادة هذا العدو وعلي راسهم(اهود براك) الذي يعتبر من القيادة المميزين في تاريخ الدولة المزعومة(الصقور)

ان هذه الخشية لم تتولد لدي القادة الصهاينة عبثا وإنما جاءت

متوافقة في حالة تراكمية انساقت  مع الواقع والذي بات لا يخفي علي احد ويتم الحديث به صراحة وهو اقتراب زوال الاحتلال والذي أصبح واقعا وليس فرضية

 

ممثلا بدوافعه الثلاثة

اولا:حالة التشظي والانقسام المجتمعي  الداخلي نتيجة العنصرية الممارسة على  فئات وعرقيات واحزاب هذا الكيان(تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى)  ثانيا:. الخشية الحقيقية من القنبلة الموقوته الممثلة بفلسطني الداخل وهذا ما أكده خبراء ومختصى الأمن القومي  الإسرائيلي بأن كل محاولات الدمج والاحتواء لدى الفلسطينيين داخل أراضينا المحتلة باءت بالفشل وعليه شكل لهم خشية حقيقية بان هذا الجبهة قد يكون لها دور مؤثر في المعركة القادمة.

ثالثا:جبهات المقاومة الممثلة بجبهة  غزة والضفة ..جنوب لبنان والجبهة السورية .وربما تتدحرج كرة الثوتر والتصعيد وتؤثر في مسارات وجبهات اخري.كل هذا اسرائيل تحسب له الحسابات الجدية و في الحقيقة  انا اتفق مع هذه الخشية من الزوال  لما ذكر انفا.

كل هذا وغيره من الحسابات لهذا العدو دفعه باتجاه تفعيل نظرية(تنوفا)والتعامل معها علي انها خطة قابلة لمواجهة  كل التهديدات التى تواجهه وتشكل خطر حقيقي علي استمرارية وجوده .وتعتمد هذه الخطة علي عدة مرتكزات هامه منها :

_القدرة الاستخبارتية: من خلال تطوير كل الطرق و الأساليب الاستخبارية وكذلك كل الإمكانيات التكنولوجية  وتسخيرها في المعركة.وتشمل أنظمة اتصال وأجهزة تمويه وتجسس  ومراقبة وعلي اعلي المستويات تطورا .وكذلك الاستعانة باقمار اصطناعية تساهم في ربط اتصالات  سرية بين كل الوحدات والتشكيلات العاملة علي ارض المعركة. 

_ تطوير كل القدرات الهجومية والدفاعية عبر امتلاك الطائرات بكافة انواعها والأكثر  تطورا و الاعتمادا علي القدرة الهجومية و التدميرية .

_اعادة تطوير وتدريب كل الأولوية والوحدات والفرق العسكرية وخصوصا منها المشاه

لمعركة  قد تطول تداعياتها كل الجبهات.

-  الاستعداد  العمل علي مواجهة القدرات الصاروخية (الهجومية)لدي المقاومة الموجهة الي كل المدن عبر منصات القبة الحديدية وتوفير الذخيرة اللاز مة لها.

_استخدام كل القطع والطائرات  والبوارج البحرية العسكرية برا وبحرا وجوا في وقت واحد لضرب الأهداف الميدانية ومراكز القوة والقيادة.

ان المناورات الأكبر والاضخم لهذا العدو و  التي اطلق عليها(عربات النار ) جاءت في سياق عامض  ينذر بأن هذا العدو يعد نفسه لطبيعة المواجهة المحتومة والتى لا مفر منها نتيجة لما فقده من هيبة الردع من خلال هزائمه المتلاحقة.وابعاد كل عوامل التهديد الذي يشكل له أزمة وجود.

ومن وجهة نظري الشخصية فإن هذا العدو رغم كل الترتيبات والاستعدادات لن ينتصر في المعركة القادمة كما سابقاتها لعدة امور:

١_الافتقار الأمنى للعدو  وعدم قدرته الكافية علي جمع المعلومات لدى خصومه.

٢_فقدانه لعنصر المفاجأة .فهو أمام خصم يقظ مستعد له ويراقب كل تحركاتها عن كتب

٣_عدم جدوى القبة الحديدية في التصدي لصواريخ المقاومة وهذا ما اثبتثه  المعارك السابقة

وخصوصا معركة سيف القدس.

٤_ضعف الجبهة الداخلية وعدم قدرتها علي التحمل والصمود أمام حجم وكثافة الصواريخ التى ستنهال عليها أثناء المعركة 

٥_ضعف المساندة والتأييد لاسرائيل من قبل الغرب والولايات المتحدة الأمريكية لانشغالهم بالحرب المصيرية الدائرة بين روسيا واوكرانيا .

كلمات دلالية