خبر لا توجد وجبات مجانية.. هآرتس

الساعة 11:48 ص|27 ابريل 2009

بقلم: اسرة التحرير

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، منشغل ببلورة سياسته قبل سفره للقاء الرئيس براك اوباما في البيت الابيض. ويفهم من تصريحاته بانه يرغب في وقف السياقات السياسية التي قادها اسلافه، والتي كانت موجهة لاقامة دولة فلسطينية في المناطق وتسوية سلمية مع سوريا. وبدلا من ذلك يضع رئيس الوزراء سلسلة مطالب سيعرضها على اوباما: اسبقية معالجة التهديد الايراني، اعتراف الفلسطينيين باسرائيل كدولة الشعب اليهودي، استمرار البناء في المستوطنات، ورفض الانسحاب من الجولان. وهو مستعد لان "يحكم الفلسطينيون انفسهم" في نصف من الضفة، تحت اشراف امني اسرائيلي.

نهج نتنياهو، المسنود بتصريحات وزير الخارجية افيغدور ليبرمان، يثير المعارضة في الاسرة الدولية. اوباما وكبار رجالات ادارته كرروا التزامهم بـ "حل الدولتين:". وفي الاتحاد الاوروبي تصدر نداءات لتجميد تطوير العلاقات مع اسرائيل، اذا ما تنكرت لتعهداتها الماضية.

ويعتقد رئيس الوزراء بان اسرائيل تقف امام لحظة سياسية مناسبة لا سابقة لها، بسبب القلق المتزايد لدول عربية مثل مصر، السعودية والاردن من التهديد الايراني، مما سيقودها الى تعاون استراتيجي مع اسرائيل. غير ان الاسرة الدولية، برئاسة الرئيس اوباما، تتوقع من نتنياهو ان يواصل المسيرة السياسية التي ورثها عن ايهود اولمرت، ان يجمد البناء في المستوطنات، وان يخفف من ظروف الحياة للفلسطينيين في الضفة وفي قطاع غزة. الدول العربية، الملتزمة بالقضية الفلسطينية، ستجد صعوبة في التعاون مع حكومة اسرائيلية تواصل الاحتلال وتعارض التسوية. وزيرة الخارجية الامريكية، هيلاري كلينتون، قالت ان اسرائيل ستفقد تأييد الدول العربية مع ايران اذا لم تحث السلام مع الفلسطينيين.

كدبلوماسي وكسياسي مجرب يعرف نتنياهو بانه "لا توجد وجبات بالمجان" في الحياة السياسية. يجدر به ان ينصت الى كلينتون، والا يصل الى واشنطن بيدين فارغتين. وبدل المطالب واللاءات التي ستصطدم بالمعارضة الامريكية، فان عليه ان يعرض التزاما واضحا بفكرة الدولتين، ان يؤيد مبادرة السلام العربية كأساس لتسوية اقليمية، ان يوقف توسيع المستوطنات وان يعمل على تعزيز الاقتصاد الفلسطيني. هكذا فقط يمكنه ان يجند تأييد الاسرة الدولية لهدفه المركزي – صد التهديد الايراني.