مؤرخ يروي لـ"فلسطين اليوم": هذا ما تغير بعد 74 عاماً على النكبة

الساعة 10:21 ص|15 مايو 2022

فلسطين اليوم

شهدت القضية الفلسطينية منذ النكبة عام 1948 تغيرات جذرية على أصعدة عدة، لاسيما على صعيد العمل المقاوم ومراحل تطوره من الحجارة وعجل "الكاوتشوك"، و"السكين" و"الكارلو"، وصولاً إلى الصواريخ التي باتت تزلزل كيان العدو الصهيوني، إضافة إلى أن الفلسطيني أضحى أكثر تمسكاً بأرضه وممتلكاته، ومقدساته، ويقارع المحتل في عمق كيانه، ويسبب له قلقاً كبيراً؛ لأنه صاحب الأرض المحتلة.

ويوافق اليوم الأحد 15 مايو 2022، الذكرى 74 للنكبة الفلسطينية، التي شهدت تهجير نحو 950 ألف فلسطيني من مدنهم وبلداتهم الأصلية، من أصل مليون و400 ألف فلسطيني كانوا يعيشون في 1300 قرية ومدينة، إذ باتوا يعيشون في مخيمات الشتات، معتبرين أن حق العودة مقدس، لن يتنازلوا عنه.

وفي العادة، يُحيي الفلسطينيون ذكرى النكبة بفعاليات وأنشطة شعبية زاخرة لتأكيد التمسك بحق العودة ورفض التوطين، وأحياناً تتحول فعاليات النكبة إلى مواجهات مع جيش الاحتلال في ظل التصعيد "الإسرائيلي" غير المسبوق على القدس والأقصى والمقدسات والممتلكات الفلسطينية في محاولة منه لتقويض آمال الفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة، وفي المقابل بات الفلسطينيون يستبسلون في الدفاع عن أرضهم وعرضهم ضد آلة الحرب "الإسرائيلية" حتى أضحى العدو الصهيوني يحسب لهم ألف حساب، فما الذي تغيّر منذ 74 عاماً؟

وتشهد الأراضي الفلسطينية المحتلة أحداثًا وتطورات مفصلية في مواجهة الاحتلال والتصدي لمخططاته الاستيطانية والتهويدية، وتحديدًا في مدينة القدس والداخل المحتل، ومحاولته طمس الهوية الفلسطينية، وتشويه النضال الفلسطيني.

تطور العمل المقاومة

الباحث والمؤرخ الفلسطيني د. ناصر اليافاوي، أكد إنه لا يختلف اثنان على تطور الأداء العسكري للمقاومة الفلسطينية، الذي تحوّل من الحجر والسكين إلى الصاروخ، إذ إن تسارع قوتها وأدائها وانتقالها إلى مرحلة أكثر تطورًا أربك حسابات الاحتلال، وجعل قادته يحسبون للمقاومة ألف حساب.

وقال د. اليافاوي في حديث مع وكالة "فلسطين اليوم" الإخبارية: إن أيادي وصواريخ المقاومة باتت تتغول في عمق الكيان "الإسرائيلي" وتزلزله، بعدما كان المقاومون يواجهون الآلية العسكرية بالحجارة، والسكين و"الكاوتشوك"، مبيناً أن جنين ومقاومتها باتت ترهق الاحتلال وتكبده خسائر فادحة، في ظل تصاعد وتيرة العمليات الفدائية التي معظم منفذوها من يخرجون من تلك.

وأشار إلى أن التغيير الذي طرأ لم يقتصر على تطور العمل المقاوم، بل بات ملف القضية الفلسطينية أكثر تداولاً بشكل معمق ومكثف في السنوات الأخيرة، فباتت الدول جميعها تدرك جيداً، أنه لا وجود لأي استقرار في المنطقة، ما لم تُحل القضية الفلسطينية، مضيفا: "فلسطين باتت صمّام الأمان للجميع، فإن لم تُحل قضيتها بطريقة عادلة، فإن العالم لن ينعم بالهدوء، وهذا كله بفعل المقاومة، وقادتها، ورجالها.

تحطيم رؤى "بن غوريون" و"جولدا مائير"

الباحث والمؤرخ الفلسطيني، نوه إلى أن أطفال فلسطين من الصف الأول حتى الخامس الابتدائي "وفقاً لاستطلاع رأي أجرته الجهات المختصة في الآونة الأخيرة"، باتوا متيقنين من حق العودة وأن القضية الفلسطينية أولى اهتماماتهم، وبذلك حطموا رؤى أقدم وأبرز قادة للاحتلال "دافيد بن غوريون"، وجولدا مائير"، عندما قالا: إن الكبار سيموتون والصغار سينسون، إذ أصبح الفلسطينيون أكثر تشددا بالتمسك بحق العودة وتحرير فلسطين من بحرها إلى نهرها.

المنهاج الفلسطيني يُسبب الصداع للاحتلال

وشدد د. اليافاوي على أن قضية المنهاج الفلسطيني باتت تُشكل كابوساً للاحتلال، كونها تُغذي عقول الأطفال بروح الوطنية والمقاومة، وحب الأرض والتمسك بها، إضافة إلى إنها تُحاكي حق العودة، والتعرف على شخصيات العمل الفلسطيني المناضلين منهم الأحياء والأموات، كالراحل المؤسس فتحي الشقاقي، ورمضان شلّح، وأحمد ياسين، وياسر عرفات، وغيرهم الكثيرين، ممن ضحوا بأرواحهم لأجل فلسطين ومقدساتها.

وأضاف، أن هذه التطورات التي طرأت على المنهاج الفلسطيني، أضحت تشكل قلقاً للاحتلال، لأنها تُجسد في عقول الطلبة روح المقاومة وحب الوطن، وهو ما دعا المنظومة الصهيو أمريكية، إلى محارته بكل الطرق الممكنة، حتى إنهم لا يتوقفون عن محاولة الضغط لحذف مواد كثيرة منه.

واستدرك: "على الرغم من محاربة المنهاج الفلسطيني، إلا أن كل أبناء الشعب الفلسطيني بجميع ألوان طيفه يلتف حول المنهاج الذي يحاكي واقع النكبة، وحف الأرض والحقوق الفلسطينية، ويفند رواية الاحتلال التي تزعم بأن فلسطين وطنهم المسلوب.

وزاد بالقول: "الاحتلال أضحى يعاني من مأزق حقيقي، مأزق الأجبال القادمة التي تربت على الفكر الثوري الذي ينادي بتحرير فلسطين من بحرها إلى نهرها، إذ إن كل المؤشرات تدل على إننا اقتربنا كثيراً من الزحف نحو فلسطين التاريخية ورفع علم فلسطين فوق الأقصى".

الاحتلال يُحاول نهب باقي الأراضي الفلسطينية

وذكر، أن الاحتلال "الإسرائيلي" لا يتوقف عن وضع مخططات للاستيلاء على ما تبقى من الأراضي الفلسطينية، وضمها إلى كيانه الزائل، لولا أنه بات يلقى مقاومة شرسة من المواطنين بكل أماكن تواجدهم، قائلا: "نحن الآن أصبحنا نشكل قلقا وكابوس ليس فقط على دولة الاحتلال، بل على كل من يراهن على نظرية التطبيع، والمطبعين الذي أضحوا واثقون أن الكيان لن يستطيع حمايتهم، حتى إن الطفل الفلسطيني بات يشكل مصدر خطر على الاحتلال، والمطبعين في كل أرجاء العالم".

ومع التطورات المتسارعة في قضية الصراع مع العدو منذ النكبة الفلسطينية عام 1948 أكّد "أن غزة أضحت تشكل الحبل السري للقضية الفلسطينية، وهي الخزان الوطني والقومي، والخط الأمامي للدفاع عن الأمة العربية والإسلامية، لهذا تزداد عليها حجم المؤامرات التي تقودها المنظمات الصهيو أمريكية، والتي تحاول تصويرنا أننا الثقب الأسود".

عدد الفلسطينيين في الداخل والشتات

وفي، ذكر اليافاوي، أن ما يقارب من 6.4 مليون لاجئ حتى نهاية عام 2020 وعدد الفلسطينيين تضاعف منذ النكبة أكثر من 10 مرات، ووصل إلى نحو 13 مليوناً، وسجّلت فلسطين ما يزيد عن 100 ألف شهيد منذ النكبة، ونحو مليون حالة اعتقال منذ عام 1967.

وفي نهائية حديثه، شدد على أن نحو 13 مليون فلسطيني يعتبرون حق العودة مقدس، ولن يتنازلوا عنه إطلاقاً ماضين متمسكين بمقولة "لن يمت حق وراءه مطالب" وسينتصرون على فكرة كي الوعي التي تمارسها المنظومة الصهيونية، والمطبعين تجاه أبناء الشعب الفلسطيني.

 

 

 

 

كلمات دلالية