في حوار خاص لـ"فلسطين اليوم"

مفكر لبناني: بعد 74 عاما على النكبة قوة الردع الإسرائيلية تتأكل والمقاومة تزداد قوة

الساعة 09:03 ص|15 مايو 2022

فلسطين اليوم

-      بعد 74 عاماً على النكبة المقاومة أصبحت تتحدث بلغة الواثق وليس بلغة الطموحات

-      "سيف القدس" أثبتت أن الشعب الفلسطيني كيان موحد وأن المقاومة ليست لغزة فقط

-      المقاومة أكدت أنها الأقدر والأجدر في تغير المعادلات التي يفرضها الاحتلال

-      العمليات الفردية أفشلت محاولات العدو فصل وتقسيم فلسطين إلى مناطق آمنة وغير آمنة

المُفكر اللبناني وأستاذ العلوم السياسية بالجامعة اللبنانية في بيروت د. طلال عتريسي
 

أكد المُفكر اللبناني وأستاذ العلوم السياسية بالجامعة اللبنانية في بيروت د. طلال عتريسي، أن معركة سيف القدس التي خاضتها المقاومة الفلسطينية العام الماضي 2021، أثبتت أن الشعب الفلسطيني كيان واحد وموحد في وجه الاحتلال، وأن كل محاولاته اليوم بفصل وتقسيم فلسطين إلى مناطق آمنة وغير آمنة بعد 74 عاماً من النكبة الفلسطينية باءت بالفشل.

وقال د. عتريسي خلال حوار لـ "مراسل وكالة فلسطين اليوم الإخبارية":" إن ذكرى النكبة لهذا العام، تأتي مختلفة عن الأعوام السابقة التي اتسمت في فعاليات إحياء الذكرى فيها بإظهار الواقع المتمثل بالبعد الإنساني والمظلومية والاعتداء "الإسرائيلي"، لأن الإمكانيات التي تمتلكها المقاومة الفلسطيني استطاعت بها فرض معادلة جديدة عنوانها الدفاع وأنها مقاومة للكل الفلسطيني في كافة أماكن تواجده".

ذكرى النكبة مختلفة عن السابق

وأضاف:" أن ما يميز ذكرى النكبة لهذا العام أيضا أن المقاومة اليوم تتحدث بلغة الواثق وتمتلك القدرات ولا تتحدث عن طموحات بل هي تمتلك قدرات عسكرية سواء أكانت طائرات مسيرة وصواريخ بعيدة المدى، فضلاً عن القدرة في حفر الأنفاق، بالإضافة للتعاون بين أطرافها المختلفة ما جعل منها جبهة قوة تفرض نفسها على العدو من خلال الثبات والمواجهة وليس من خلال قرارات دولية أو خارجية".

وأشار أستاذ العلوم السياسية بالجامعة اللبنانية إلى أن العوامل التي أوصلت المقاومة الفلسطينية لهذه المرحلة بعد 74 عاماً يمكن تلخيصها على مستويين، أولاً: على صعيد العدو الصهيوني والمتمثل بتآكل قوة الردع ومكانة جيش الاحتلال الإسرائيلي، كذلك حالة القلق الأمني التي أوصلت الكيان ومستوطنيه إلى فقد شعور الأمن في التجول في شوارع فلسطين، وهو ما ترجمه الشباب الفلسطيني والأسود المنفردة وعملياتها التي شلت أركان العدو، ووضعته عاجزاً أمامها غير متوقع بوقت تنفيذها.

"ثانياً: على المستوي المقاومة وما حققته بقدرتها على التوسع في قدراتها وإمكانياتها، إلى جانب توسع الالتفاف الشعبي الفلسطيني حول مقاومته وهو ما تم إثباته أثناء معركة سيف القدس حين انتفض الكل الفلسطيني في كافة أماكن تواجده سواء كان في القدس والضفة والداخل المحتل 48، فضلاً عن الدعم والإسناد المباشر من محور المقاومة" وفق قول المفكر اللبناني

مميزات المقاومة بعد 74عاماُ

ولفت الدكتور عتريسي إلى أن ما يميز المقاومة هذا العام عن الأعوام السابقة " التي حاول فيها الاحتلال كسر إرادة المقاومة سواء في غزة أو خارج فلسطين"، أن نتائج معركة سيف القدس وضعت المقاومة في محطة مهمة وتحول كبير وعميق؛ لان إرادة العدو انكسرت في مواجهة المقاومة وفي مواجهة الشعب الفلسطيني الذي وقف يدافع عن القدس وقبلة المسلمين الأولى في كافة أماكن تواجده اثناء المعركة.

وقال: "إن ما يميز ذكرى النكبة لهذا العام أيضا أن المقاومة بعد معركة سيف القدس لم تعد مقاومة تدافع عن غزة فحسب، فقد أصبحت في نظر الشعب الفلسطيني مقاومة تدافع عن الكل الفلسطيني، وهو ما ترجمه شعبنا في دفاعه وحمايته لها بخروجه في كل المناطق ليس فقط في الضفة أو غزة، بل خرج يؤيد المقاومة ويدافع عنها ورفضه الممارسات اليهودية العنصرية تجاه القدس والأماكن المقدسة حتى في مناطق الداخل 48 التي يحكم الاحتلال سيطرته عليها".

وأضاف:" معركة سيف القدس كشفت كذلك أن المقاومة تمتلك أهدافاً وقدرات واسعة وعلاقات واضحة مع محور المقاومة خارج فلسطين، وبأنها جزء منه وبأن المحور كله جبهة واحدة يمكن أن يتدخل في أي حرب مقبلة لو كان هناك تهديد للمقدسات الإسلامية، وهو ما اثبتته المقاومة بإعلانها ذلك إبان المعركة وما بعدها".

وأوضح أستاذ العلوم السياسية بالجامعة اللبنانية أن هذا العام هو عام إنجازات المقاومة ويجب أن نستعيد في هذه الذكرى كل إنجازات المقاومة في داخل فلسطين وخارجها وأن "نرى أن هذا الكيان أصلا لم يعد يتصرف بثقة بنفسه وثقة الاستمرار" وهو ما يؤكده كلام وتصريحات ساسة وقادة وحاخامات الكيان على أن كيانهم لم يعد موثوق أو مضمون له البقاء.

ما تحتاجه بعد 74عاماً

وبين الكاتب اللبناني أن المقاومة الفلسطينية وبعد 74 عاماً من وجود الاحتلال في أرضها، تحتاج اليوم إلى مزيد من التعاون فيما بينها سواء كان بالدعم الإعلامي والسياسي الخارجي؛ بأن هناك تواصل مع الرأي العام العربي والإسلامي، بالإضافة لاستمرار وتصاعد التعاون مع محور المقاومة لأن كل الرهان على مواقف دول عربية أو إسلامية في أنها تندد في ممارسات "إسرائيلية" أو أن الشعب الفلسطيني له حق أو ما شابه ذلك نعم قد يكون جانب إيجابي؛ لكنه لم يغير المعادلات التي يفرضها الاحتلال وإنما من يغير المعادلات فقط المقاومة.

وأضاف د. طلال عتريسي:" كذلك تحتاج المقاومة تعزيز التعاون والتنسيق والعمل مع الدول والحركات والمنظمات التي تنخرط فعلياً وبشكل واضح في مقاومة الكيان الصهيوني وتدعو إلى إزالته عن الوجود، كذلك الدول والأحزاب التي تقوم بنشر الوعي وترفض التطبيع وتدعو إلى مقاطعته وتدعم المقاومة وما تحتاجه في صراعها مع العدو لأن هذه الحرب مفتوحة والمقاومة تحتاج فيها دائما للدعم والالتفاف".

وأشار إلى أن ما تحتاج المقاومة أيضا هو تعزيز الترابط الفلسطيني الداخلي في غزة والضفة والـ 48 لأن الاحتلال يهدف دائماً بأن يجعل فلسطين مناطق معزولة، بعزل غزة ومقاومتها والضفة تنسيقها الأمني بجهة والداخل المحتل أن بالواقع والهاجس "الإسرائيلي"؛ لأن ما جرى في معركة سيف القدس ضرب كل هذه الاستراتيجية وتبين أن الشعب الفلسطيني شعب واحد موحد يرفض الاحتلال وأن من يراهن على أن الشعب الفلسطيني شعب مشتت ومنفصل "معركة سيف القدس" أثبت عكس ذلك.

كلمات دلالية