المؤتمر العام للأحزاب العربية تؤكد على دعمها لخيار المقاومة لتحرير الاراضي المحتلة

الساعة 10:37 م|14 مايو 2022

فلسطين اليوم- غزة

جددت الأمانة العامة للمؤتمر العام للأحزاب العربية موقفها الواضح والصريح الداعم للمقاومة كسبيل وحيد لتحرير فلسطين وكل الأراضي العربية المحتلة، مؤكدة على رفضها لعموم الاجراءات التي يمارسها الاحتلال الصهيوني والتي تتناقض مع الشرعية الدولية المزعومة .

و دعت الأمانة العامة السلطة الفلسطينية والمجلسين المركزي والوطني الفلسطينيين إلى الانسحاب الفوري من اتفاقية أوسلو التي عقدت مع عدو ليس له أي شرعية ولا يجب الاعتراف به بأي شكل من الأشكال. وإلى وقف التنسيق الأمني مع العدو .

فيما يلي نص بيان الأمانة العامة للمؤتمر العام للأحزاب العربية:

بيان صادر عن

الأمانة العامة للمؤتمر العام للأحزاب العربية

في الذكرى الرابعة والسبعين للنكبة

       تحل الذكرى الرابعة والسبعون لقرار تقسيم فلسطين (يوم النكبة) في ظل تحولات كبرى يشهدها العالم والثابت الوحيد فيها هو إرادة شعبنا الفلسطيني الذي يبتدع في كل يوم أساليب جديدة للمقاومة تعبر عن أصالته وتمسكه بحقوقه السليبة ، أما الاحتلال ورغم ما يعيشه من تهديد وجودي حقيقي جعل من ذكرى النكبة وبالاً عليه وهذا ما بدا ظاهرا في كلام مسؤوليه ، أن الاستقرار المنشود لهذا الكيان السرطاني مجرد وهم ، ورغم ذلك ما زلنا نشهد البؤر الاستيطانية ونشهد تحركات مدانة لفرض واقع جديد على الأرض خاصة في مدينة القدس عموماً وشرقي القدس خصوصاً وفي منطقة الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة خليل الرحمن .

       في محاولة لضم أجزاء من الضفة الغربية وتوسيع الاستيطان وصولاً إلى تهويد القدس استكمالاً واستناداً لخطط الإدارة الأميركية وتواطئها المقيت مع مخططات الاحتلال، إنفاذًا لما يسمى "صفقة القرن" التي تشمل غور الأردن وشمال البحر الميت بالإضافة إلى فلسطين والجولان.

       كل ذلك يجري في ظل صمت وتآمر عربي ودولي مريب ، ينبئ عن حجم التحديات التي تواجهها الأمة ما يحملنا شعوباً وهيئات وأحزابا وقوى مسؤولية توحيد الجهود ومضاعفتها متجاوزين صمت وتواطؤ معظم الأنظمة العربية ولهاثها وراء التطبيع العار والخيانة الذي لن تنساه شعوبنا الحرة والمقاومة .

       إننا في الأمانة العامة للمؤتمر العام للأحزاب العربية نجدد موقفنا الواضح والصريح الداعم للمقاومة كسبيل وحيد لتحرير فلسطين وكل الأراضي العربية المحتلة . ورفضنا ومواجهتنا عموم الاجراءات التي يمارسها الاحتلال الصهيوني والتي تتناقض مع الشرعية الدولية المزعومة .

       من هنا فإننا ندعو السلطة الفلسطينية والمجلسين المركزي والوطني الفلسطينيين إلى وجوب الانسحاب الفوري من اتفاقية أوسلو التي عقدت مع عدو ليس له أي شرعية ولا يجب الاعتراف به بأي شكل من الأشكال. وإلى وقف التنسيق الأمني مع العدو .

       كما نستغرب وندين التواطؤ الذي نشهده والسكوت عن الجرائم المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته .

        ونتوجه بالتحية إلى شعبنا الفلسطيني المرابط على أرضه المدافع عنها وعن مقدساته الرافض للتفريط باي ذرة تراب واحدة من أرضه ووطنه ، وكلنا ثقة أن شعبنا العظيم بأبنائه وفصائله سيواصل مسيرته النضالية ويعمل على إنهاء الانقسام ، رفضاً للخنوع والذل والمهانة ودفاعاً عن حريته وكرامته وهو الذي يدافع عن كرامة الأمة جمعاء.

       إننا في هذه المناسبة نتوجه إلى شعوبنا وأحزابنا وهيئاتنا واتحاداتنا وقوانا الحية بضرورة القيام بالواجب القومي لنصرة فلسطين وشعبها المكافح على مدى عقود وعلينا النهوض جميعاً للوقوف أمام لحظة حقيقة متجاوزين طقوس الاستنكار والإدانة لهذا الإرهاب الصهيوني البشع الذي تجاوز كل الحدود وأمام التعسف والاضطهاد الذي تمارسه قوات الاحتلال الأكثر تطرفاً وعنصرية والتي تتماهى مع الإجرام والبلطجة الأميركية تجاه شعبنا.

       وعلينا أن نتحمل ، كل في موقعه ، مسؤولياتنا الوطنية والقومية والأخلاقية تجاه القضية الفلسطينية أسمى وأعدل قضايا العصر .

        وعلينا أن نطالب ونضغط على مؤسسات المجتمع الدولي ومنظماته الحقوقية للوقوف عند مسؤولياته القانونية والأخلاقية انتصاراً للحقوق الفلسطينية التي يضمنها التاريخ وأقرها المجتمع الدولي ، ومطالبة صناع القرار الدولي بإنهاء الظلم التاريخي الذي يعاني منه شعبنا في فلسطين منذ مطلع القرن الماضي جراء مؤامرة سايكس بيكو ووعد بلفور المشؤوم وما ترتب عليهما من جرائم .

       كما أننا ملزمون بمواجهة كل خطوات التطبيع التي نشهدها وما تمثله من خيانة بحق نضالنا وحقوقنا لن نسمح بها ابداً .

       إن المؤتمر العام للأحزاب العربية من خلال أحزابه لن يوفر جهداً أو منبراً لإحقاق هذه الحقائق والذود عن فلسطين مؤكدين أن المقاومة هي الحل لاستئصال هذا العدو الجاثم على صدورنا ، ونؤكد دعمنا لكل حركات وفصائل المقاومة بكل الوسائل المتاحة .

       إن الأمانة العامة للمؤتمر العام للأحزاب العربية وأمام ما تقدم تؤكد الآتي :

1) إن رهاننا الأول على شعبنا الفلسطيني العظيم الذي عبّر عن تمسكه بحرية أرضه وخياره الوحيد المتمثل بمقاومة هذا العدو، وما مسيرات العودة والمواجهات المباشرة مع العدو في كل يوم جمعة والتي انطلقت في ذكرى يوم الأرض وارتقى خلالها عشرات الشهداء ومئات الجرحى إلا تأكيد على عظمة هذا الشعب وتمسكه باستعادة حقوقه وتحرير أرضه وإقامة دولته المستقلة على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس .

2) ندين خطوات التطبيع المسعورة والتعبير والسلوك الواضح عن دعم العدوان والقصف الصهيوني على غزة وكل اللقاءات والاجتماعات التي يعقدها وزراء وسفراء وعدد كبير من المسؤولين الخليجيين مع الصهاينة والتصريحات التي صدرت وتصدر عنهم ومحاولة خلق عدو وهمي للأمة يتمثل في إيران التي تقف وتدعم قضايا أمتنا وإسقاط الصراع القومي ضد الصهاينة الأعداء الحقيقيين لأن حربنا معهم هي حرب وجود لا حرب حدود .

3) ندين ونرفض الإجراءات الأميركية كافة المتمثلة في فرض الحصار الاقتصادي على سورية وإيران واليمن وحزب الله وسائر دول وقوى محور المقاومة بهدف إضعافها والحفاظ على أمن الكيان الصهيوني .

4) نؤكد ضرورة تنفيذ القرارات الدولية التي تنص على حق عودة الشعب الفلسطيني إلى أرضه ودياره سيما القرار 194، وندعو المجتمع الدولي ومؤسساته إلى تحمل مسؤولياته القانونية تجاه ذلك .

5) نجدد دعوة أحرار الأمة والعالم وأحزابها وقواها إلى العمل الجاد على مواجهة التطبيع وإلى دعم قوى ودول محور المقاومة وإلى القيام بتحركات وفعاليات في جميع الأقطار العربية وفي العالم لمساندة الشعب الفلسطيني في نضاله المستمر منذ ما يزيد على الثمانين عاماً دون هوادة وبإصرار وإباء يقدم الشهداء ويروي كل ذرة من تراب وطنه دماً زكياً .

6) إننا وفي هذه المناسبة الأليمة في تاريخ الأمة وحاضرها ومستقبلها نؤكد أن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة وأن العدو الصهيوني لا يفهم إلا لغة الحديد والنار ونصّر على التمسك بخيار المقاومة وتحقيق الوحدة الوطنية والعودة إلى الميثاق الوطني الفلسطيني وتحرير الأرض والمقدسات وعودة اللاجئين إلى ديارهم ورفض التوطين والوطن البديل وصفقة القرن وموجة التطبيع المسعورة التي تقودها انظمة مشبوهة ومتآمرة.

 

       والنصر دائماً وأبداً للشعوب المناضلة .

       عاشت فلسطين حرّة أبية .

       المجد والخلود لشهداء أمتنا الأبطال .

14- 5- 2022

الأمين العام

قاسم صالح

كلمات دلالية