كيف يمكن كسب المعركة القانونية بعد استشهاد شيرين أبو عاقلة؟

الساعة 12:41 م|12 مايو 2022

فلسطين اليوم

تتزايد المطالبات الشعبية والرسمية المحلية والعربية والدولية، بإجراء تحقيق دولي تشارك فيه الأمم المتحدة ومختلف الأطراف المختصة بجريمة اغتيال مراسلة قناة "الجزيرة" الفضائية الصحفية شيرين أبو عاقلة، معتبرين أنه عمل مقصود ومُدبر، وسط مطالبات بملاحقة ومحاكمة مجرمي الحرب في المحافل الدولية، لكن السؤال الذي يُفرض الآن.. كيف يمكن كسب المعركة القانونية بشأن استشهاد شيرين أبو عاقلة؟

و"ينص القانون الدولي الإنساني على أن الصحفيين المدنيين الذين يؤدون مهماتهم في النزاعات المسلحة يجب احترامهم وحمايتهم من كل شكل من أشكال الهجوم المتعمد، كما يُؤمّن القانون الدولي الإنساني للصحفيين المدنيين الحماية نفسها المكفولة للمدنيين طالما أنهم لا يشاركون مباشرة في الأعمال العدائية".

واغتالت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" الشهيدة شيرين أبو عاقلة، برصاصة غادرة في الرأس، أثناء تغطيتها اقتحام محافظة جنين ومخيمها، صباح أمس الأربعاء 11 مايو 2022، كما أصيب منتج الجزيرة علي السمودي بإطلاق النار عليه في ظهره أثناء تغطيته للحدث نفسه وهو يخضع للعلاج حالياً.

الصحفيون والمدنيون محميون دولياً

المستشار القانوني أسامة سعد، قال: "جريمة اغتيال شيرين أبو عاقلة تعد بموجب التصنيف الدولي التي نصت عليه اتفاقية جنيف، جريمة مباشرة ومتعمدة، يُحاسب ويُحاكم كل من ارتكبها؛ داعيا للتحرك الفوري من المستوى السياسي الفلسطيني الرسمي، متمثلة بوزارة الخارجية لإحالة ملف وأدلة هذه الجريمة لمحكمة الجنايات الدولية.

كما دعا سعد في مقابلة خاصة لوكالة "فلسطين اليوم" الإخبارية، الدبلوماسية الفلسطينية سرعة الحصول على إدانة جريمة اغتيال أبو عاقلة من المؤسسات الدولية، كمجلس حقوق الإنسان، وجمعية الأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي، تمهيدًا لسرعة محاكمة قادة وجنود الاحتلال.

وأشار إلى أن الجريمة وقعت أمام عدسات الكاميرات وعلى مرأى العالم بشكل مباشر، وهو ما يسهل عمل الجنائية الدولية في التحقيق بهذه الجريمة، مطالبا بجمع كل الأدلة الممكنة، سواء من الطب الشعري، أو الرصاصة التي اخترقت رأسها، أو إفادات الشهود في مسرح الجريمة، وتقديمها للمحكمة الدولية، والتي بدورها سترسل استنادا لتلك التقارير والشهادات فريقاً خاصاً للتحقيق في هذه الجريمة.

وقال: "على المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية التحرك على وجه السرعة لفتح تحقيق بهذه الجريمة، وألا يتلكأ في هذا الأمر، كما حدث في المرات الكثيرة السابقة، ولا يجب أن يكون عمله مسيساً، بل يجب أن يكون نزيهاً وشفافاً من اجل كسب المعركة القانونية ضد الاحتلال وجنوده وقادته"، مضيفا: "فلسطين قدمت العديد من الشكاوى ضد (الإسرائيليين)، الذين ارتكبوا جرائم حرب ضد أبناء شعبنا منذ عام 2014 ولم يتحرك المدعي العام حتى اللحظة في هذه الملفات".

الفيتو الأمريكي

وحذّر المستشار القانوني سعد، من التدخل الأمريكي لحماية مرتكبي الجريمة، متابعاً: "أكثر من 45 فيتو أمريكي صدر ضد إدانات قادة العدو الإسرائيلي، وهل ما سيشكل عائقا أمام عمل المحكمة الدولية".

من جهتها، حثت أستاذ مساعد القانون الدولي العام بجامعة الأزهر في غزة د. سامية الغصين، الجهات المختصة على سرعة جمع الأدلة المتعلقة بجريمة اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة، وتقديمها لمحكمة الجنايات الدولية، من أجل دراستها والبدء بالتحقيق في ظروف استشهادها.

ولفتت الغصين في مقابلة خاصة مع وكالة "فلسطين اليوم" الإخبارية، إلى أنه على الرغم من وضوح الأدلة وإشارتها إلى أن الاحتلال هو من ارتكب جريمة الاغتيال، لكن على الفلسطينيين جمع الأدلة الكافية وإثبات أن "إسرائيل" هي من التي تقف ورائها، منوهة إلى أن الإجراءات تستغرق مدة طويلة قد تصل إلى سنوات.

وحثت الصحفيين إلى تنظيم حملة لتسليط الضوء على الانتهاكات التي يتعرضون لها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حتى تصل إلى المحافل الدولية، ومحاولة تقديم قادة الاحتلال للمحاكمة.

وأوضحت الجنائية الدولية، هي محكمة دول وأفراد، وهو ما يعني أن باستطاعة الاتحاد الدولي للصحفيين تقديم شكوى للمحكمة، مستدركة: "لكن تحرك المستوى هو الأفضل في مثل هذه القضايا".

بدوره، مهند كراجة المحامي والحقوقي الفلسطيني قال: إن اغتيال الصحفية شيرين أبوعاقلة، جاء كأول انتهاك بعد أيام من مرور مناسبة "اليوم العالمي لحرية الصحافة" التي أطُلقت خلالها الوعود الدولية والأممية بحماية الصحفيين.

وأضاف كراجة في تصريحات صحفية تابعتها وكالة "فلسطين اليوم" الإخبارية، أن مؤسسات الاحتلال أصبحت اليوم عاجزة عن التستر على الجرائم الصهيونية وتقديم روايات جديدة، في ظل وجود أدلة ومؤشرات على ارتكاب العدو جريمة اغتيال أبو عاقلة.

وطالب، بأن يكون هناك وسائل وأساليب جديدة للتعامل مع جرائم وانتهاكات الاحتلال، بدلاً من لجان التحقيق التقليدية غير المقنعة للشعب الفلسطيني وكل حر في العالم.

كما طالب السلطة بالتوجه فعلياً الى محكمة الجنايات الدولية لمحاسبة الاحتلال، باعتبارها طرفاً في العديد من الاتفاقيات التي تحمي الصحفيين وحقوق الانسان.

يشار إلى أن شيرين أبو عاقلة من الرعيل الأول من المراسلين الميدانيين لقناة الجزيرة، إذ التحقت بالقناة عام 1997، أي بعد عام من انطلاقها.

 

كلمات دلالية