لم تغب مشاعر الحزن والألم عن زوار معرض "تراثنا.. هوية وطن وثأر مقاوم" التراثي بمدينة غزة، لا سيما تجمّع المشاركين على صورة الصحفية الشهيدة شيرين أبو عاقلة وسط المعرض، وارتسمت تجاعيد القهر والألم على وجوههم بفقدانها أمام مرأى ومسمع العالم.
وحمل المعرض الذي نظمه الإطار النسوي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بمناسبة الذكرى الـ 74 للنكبة الفلسطينية على أرض السرايا وسط غزة، الكثير من مشاهد وتفاصيل المعاناة على مدار نحو قرن من الجرائم "الإسرائيلية" بحق الشعب الفلسطيني الذي يواصل التصدي والصمود في وجه المحاولات الصهيونية تهويد القضية الفلسطينية.
شيرين لم تغادرنا
وفي تعقيبه على انطلاق معرض "تراثنا.. هوية وطن وثأر مقاوم"، شدد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي د. جميل عليان، على أن "النكبة حية فينا منذ 74 عامًا، ولم تغادرنا بالأمس في دماء شيرين أبو عاقلة، لم تغادرنا في مخيم جنين في النقب والداخل والقدس".
وأوضح، د. عليان، أن المعرض يهدف لتجديد البيعة لشعبنا لتراثنا وترابنا والتاريخ الممتد لأكثر من قرن من الزمان بأننا باقون ومتمسكون بدماء الشهداء وشيرين.
وتابع القيادي في الجهاد: "سننتقم من كل ذرة سٌلبت من فلسطين، ومن كل قطرة دم سالت على تراب فلسطين، وسننقم من كل متآمر ومتخاذل، وسنواصل حمل البندقية والرصاصة ونواصل ملاحقة العدو حتى يتحقق وعد الله ونحرر فلسطين من نهرها إلى بحرها".
صِبغة حقيقية
القيادية في حركة الجهاد الإسلامي، آمنة حميد، أكدت أن رسالة معرض "تراثنا.. هوية وطن وثأر مقاوم"، أخذ طابع القوة عندما ضم في ثناياه صورة شيرين أبو عاقلة التي كانت توصل أوجاع وألام الشعب الفلسطيني من خلال الصحافة بتوثيقها للمجازر والاعتقالات واقتحام المخيمات.
وقالت حميد لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن المعرض يأتي على شرف إحياء ذكرى النكبة الفلسطينية تزامنًا مع ذكرى معركة سيف القدس، مشيرة إلى أنه يحمل المعاناة التي تتجسد في تكوين المعرض الذي تناقل كتبًا للأسرى خرجت من بين أضراس الاحتلال وإدارة مصلحة السجون.
وأضافت أن دماء الصحفية شيرين أبو عاقلة لم تجف فقد أفرد المعرض زاوية خاصة بها ليؤكد على جريمة الاحتلال، وليحيي الصبغة الحقيقية للشعب الفلسطيني ويظهر الهوية الفلسطينية بشكل يرقى أن يكون معرضًا دوليًا ويؤرخ في كل زاوية من زواياه معاناة وانتصار.
وأوضحت حميد، أن المشاركة الواسعة في المعرض تدل على أصالة الشعب الفلسطيني وتمسكه بتاريخه المتوارث، مبينة أنه يحمل رسالة جديدة يحافظ فيها على تاريخه وهويته الفلسطينية واستمرار شعلة الصراع مع العدو الصهيوني.
وأكدت القيادية في حركة الجهاد، أن "المعرض يحمل رسالة مفادها أننا باقون ولن نتزحزح مهما حاول الاحتلال أن يقتل الحقيقة، نحن هنا حماة للثغور".
إرث فلسطيني
وكيل وزارة الشباب والرياضة أحمد محيسن، أوضح أن "العدوان متواصل منذ نحو 74 عامًا على شعبنا الفلسطيني، وليس غريبًا ما حدث من اغتيال الصحفية أبو عاقلة أمام الكاميرات ومرأى مسمع العالم.
وأكد لـ" وكالة فلسطين اليوم الاخبارية"، أن إقامة المعرض التراثي يؤكد تمسك شعبنا بإرثه وتاريخه، مبينًا أنه يستذكر ماضيه وتراثه بالمعارض التراثية التي يعبر من خلالها على تمسكه بتاريخه وحاضره ومستقبله.
تاريخ مشرف
المشاركة في المعرض بزاوية التطريز غادة عادل، أوضحت أن "الثوب الفلسطيني الكنعاني هو أكبر من عمر دولة الاحتلال، وله تاريخ واسع ومشرف يلغي أي مزاعم "إسرائيلية" في وجودها على أرض فلسطين التاريخية، مشيرة إلى نفتخر بالثوب الفلسطيني لأنه يؤكد على هويتنا الفلسطينية".
وذكرت لـ" وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، ان المعرض يجدد ويؤكد هويتنا الفلسطينية بهذا التراث الأصيل، لافتة أن اغتيال أبو عاقلة تأكيد على همجية وعنفوان الاحتلال في وجه الصحفي الفلسطيني والطفل والحجر .