كتب د. جميل عليان: بعد عام على سيف القدس المشرع

الساعة 10:53 م|10 مايو 2022

فلسطين اليوم | د. جميل عليان

تفرض علينا الذكرى الأولى لمعركة سيف القدس المبارك رسم صورة حقيقية لفلسطين وللمنطقة ومستقبلها انطلاقا من هذه المواجهة الكبيرة في رمضان 2021، كان انتصار سيف القدس محطة حتمية للإنجازات الكثيرة التي راكمها شعبنا وقوى المقاومة منذ انتصار الصمود في 2008-2009 مرورا بكل المعارك التي اعقبته والحركات الشعبية كانتفاضة القدس ومسيرات العودة وثورة السكاكين والبوابات ومصلى باب الرحمة والمعادلات التي فرضتها قوى المقاومة في العقد الأخير من الصراع.

معركة سيف القدس لا يمكن فصلها عن مرحلة الانتصارات الفلسطينية المتتالية التي أدخلت المنطقة في الزمن الفلسطيني الذي نرى تجلياته المباركة في كل مكان من فلسطين.. في 300.000 معتكف في الأقصى، في صمود الشيخ جراح، في ثورة الداخل الفلسطيني 48، في كتيبة جنين وثوار الضفة الغربية، في النقب ووادي عارة وبني براك وديزنقوف وإلعاد، في كي الوعي الصهيوني وحالة الخوف ومسيرة المسخ في القدس وبلا اعلام، والارتباك والتسليم النفسي بقرب نهاية "اسرائيل".

نرى سيف القدس في قوة قوى المقاومة والمحور التي بدأت تلتحم بمعادلات سيف القدس من خلال معادلات الأقصى والحرب التي أعلنها حزب الله في لبنان وانصار الله في اليمن وقوى مقاومة عراقية اخرى.

سيف القدس استنفرت كل المشاعر الوطنية والعروبية والإسلامية في المنطقة والتي باتت مشهدا مألوفا في التجمعات المختلفة كالبرلمانية والتعليمية والرياضية والفنية وغيرها واستحضرت كل معاني الثقة بالنصر واعادت الاعتبار لمحاولة النفي والتضاد مع العدو الصهيوني.

نعم إنه الزمن الفلسطيني الذي بدأ بعد انكفاء العدو من جنوب لبنان 2000 وغزة عام 2005 وصعود الخط البياني لقوى وقدرات المقاومة.. وهو نفسه زمن قوى المقاومة في المنطقة بعد فشل المشاريع الامريكية في سوريا والعراق.

إننا أمام زمن محور القدس الذي يفرض قوانينه على الغزاة والاعداء ويعيد روح الانتصار لشعوب المنطقة ومفكريها وقواها السياسية، سيف القدس هي مدخل مهم لفهم المنطقة وموازين القوى وعقدة الثمانينات عند العدو الصهيوني.. مدخل للثقة بهزيمة التوجهات والانظمة التطبيعية والسلام الإبراهيمي وفشل كل تحالفات الشر في منطقتنا.

عندما تستطيع المقاومة في فلسطين بأدوات بدائية احداث تحولات وتحقيق مكاسب عسكرية تفوق اضعاف ما تحققه كل اسلحتهم المتطورة وقدراتهم وحلفائهم، وتهزم الملعقة في جلبوع امكانات بمئات الملايين من الدولارات، والمسدس يفرض منع التجوال في عاصمتهم المزعومة وغيرها الكثير نجد أنفسنا كفلسطينيين وعرب وإسلاميين امام نصر قريب ونهاية قريبة مفرحة لمشروع الشر في منطقتنا.

سيف القدس تجدد فينا الثقة والأمل اننا نستطيع هزيمة امريكا و "اسرائيل" عندنا نتوحد كفلسطينيين داخليا ونتوحد مع كل قوى المقاومة في المنطقة والعالم ونتخلص من خبث التسوية والتطبيع وكل إفرازاتها، زمام أمر المنطقة والمبادرة أصبحت بأيدينا ولن نسمح لأحد بعد الآن بانتزاعه منا.

كلمات دلالية