حكومة بينت على حافة الهاوية

تحليل اعتقال منفذي "عملية إلعاد": يُكمل حلقة الفشل ويضع أمن المستوطنين على المحك

الساعة 12:46 م|08 مايو 2022

فلسطين اليوم

بعد أربعة أيام من البحث المتواصل بمشاركة وحدات صهيونية كبيرة، يُعلن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" عن اعتقاله لمنفذي عملية "إلعاد" البطولية، التي أدت لمقتل 3 صهاينة وإصابة 3 آخرين بجروح خطيرة، ليكُمل الاحتلال مسلسل فشله الذريع في تحقيق الأمن لمستوطنيه.

فشابان أعزلان استطاعا أن يُدوخا حكومة الاحتلال "الإسرائيلي"، لأكثر من 60 ساعة، اعتقلهما جنود الاحتلال اليوم على بعد 500 متر من مكان العملية التي نفذها الاحتلال.

وذكر الإعلام العبري، أن الشابين أسعد يوسف الرفاعي(19 عاماً)، وصبحي عماد صبيحات (20 عاماً) من قرية رمانة غرب جنين بالضفة المحتلة وهما منفذا عملية "إلعاد"، كانا بين أشجار بمنطقة مفتوحة قريبة من مكان تنفيذ عملية.

ويؤكد اعتقال الشابين منفذي عملية المزيرعة (ألعاد) فشل الاحتلال وهشاشته، أولاً من خلال تنفذيهم عملية بهذا الحجم في الوقت الذي تستنفر فيه حكومة الاحتلال لمنع "الإرهاب" وحفظ الأمن وفي سبيل ذلك جندت 8 وحدات جديدة..

ثم برز ذلك، حين تم اعتقاليهما؛ حيث أن القوات التكنولوجية والاستخباراتية والوحدات الخاصة من جنود الاحتلال و"الشين بيت" والجيش، إضافة إلى وحدات ماجلان والتسمم والكوماندوز وبمساعدة مروحيات؛ كلها عملت لأكثر من 60 ساعة متتالية للبحث عن "مطلوب" يبعد عنهم 500 متر فقط!!..

على حافة الهاوية

المحلل السياسي المختص في الشأن الصهيوني نهرو جمهور رأى أن، مسألة اعتقال الشابين أو عدمه ليست نجاحاً للاحتلال ولا لكل المنظومة الأمنية الصهيونية، خاصةً وأن مكان اعتقاليهما لا يبعد ٥٠٠ متر عن مسرح العملية بعد كل هذا البحث الذي استغرق أكثر من ٦٠ ساعة..

ولفت إلى أن الاحتلال سيحاول إبراز الحدث كنجاح وسيفرد مساحة طويلة للنقاش لطمأنة جمهور المستوطنين بأن لديه أجهزة أمنية قادرة أن تجلب لهم الأمن، لكن كل هذه الصورة ستتحطم فوراً مع حدوث العملية القادمة.

وكان رئيس أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي أقَرَ: "لقد فشلنا بعد وقوع عملية "إلعاد"، رغم نشرنا مئات الجنود على فتحات الجدار الفاصل في الضفة".

وبعد عملية زرعت في شوارع المستوطنين الرعب، ووضعت حكومة اسرائيل بأكملها على حافية الهاوية، واحتاج جيش الاحتلال بتشكيلاته العسكرية والاستخبارية عدة أيام لاعتقال شابين غير مسلحّين مكثا في أحراش قريبة، يحاول الاحتلال الخروج بصورة "إنجاز الاعتقال" .

شعب فلسطين عرف صبحي وأسعد كما يجب أن يعرفهما قبل أيام.. وسيعرفهما عند تحررهما في مشهد "الإنجاز والانتصار" فعلا.

تعرية لحكومة بينت

الكاتب والمحلل السياسي من لبنان أمين مصطفى، رأى أن نجاح المنفذين في الاختفاء أربعة أيام بعد تنفيذهما العملية أثبت فشل المنظومة الأمنية للاحتلال.

وأشار إلى تهكم أعضاء كنيست من حكومة الاحتلال بقيادة نفتالي بينت ويسخرون من كيان الاحتلال وهشاشته، وأنهم اعتقلوا المنفذين بعد أربعة أيام حيث يتهموهم بأنهم لم يحققوا انجازاً وسأموا من حكومة بينت، وأن الوقت الطويل للمنفذين بعد تنفيذ العملية يعري الحكومة.

واعتبر مصطفى، أن منفذي العملية وضعوا القضية في مسارها الصحيح، وأن رسالتيهما المتعددة لأكثر من طرف وجهة قد وصلت.

بُعد آخر للفشل

أما الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، فاعتبر، أن إلقاء القبض على البطلين منفذي عملية إلعاد بعد أكثر من ستين ساعة على تنفيذ العملية ليس بطولة أو نجاح للمؤسسة الأمنية الصهيونية بل هو فشل كبير وزاد في الفشل هو القاء القبض عليهما على بعد ٥٠٠ متر من مكان تنفيذ العملية، وهذا بُعد آخر يضاف على الفشل للأجهزة الأمنية الصهيونية.

وقال الصواف:"نحن لا نستغرب تمكن الاحتلال من اعتقاليهما وكنا نقول هي مسألة وقت، كون الاحتلال  جَند الآلاف من جنوده واستخدم الطائرات في البحث".

ولفت إلى أن اعتقال المنفذين لا يقل من البطولة والانجاز الذي تحقق، ومن حالة الإرباك الذي عليه الكيان وحكومته، وهذا القلق لن ينتهي بإلقاء القبض على أبطال عملية إلعاد لأن العملية القادمة والتي ستعمق في الاحتلال خوفه واضطرابه هي مسألة وقت، لأن الفلسطيني ذاق حلاوة النصر وبات على يقين أن هذا المحتل يعد أيامه وسينتهي بفعل ظلمة وإرهابه ومقاومة الفلسطينيين والذين باتوا على قناعة تامة أن لهم مقاومة يستندون عليها في نصرتهم وتحقيق أهدافهم.

 

كلمات دلالية