يوم القدس العالمي.. يجعلنا مطمئنين

الساعة 01:24 م|01 مايو 2022

فلسطين اليوم | خالد صادق

بقلم/ خالد صادق

لا أدرى ما هو الشعور الذي ينتاب الزعماء العرب وهم يشاهدون احياء العديد من دول العالم الإسلامي ليوم القدس العالمي، وما هي مشكلتهم الحقيقية مع القدس وأهلها, ولماذا يتحالفون مع الاحتلال الصهيوني المجرم لتمكينة من السيطرة على القدس والمسجد الأقصى المبارك, وتمرير مخططات التهويد وطرد سكانها المقدسيين منها وهو ليس تحدي للفلسطينيين فقط, انما هو انكار لأمر معلوم بالضرورة وفق إرادة المولى عز وجل وهو الانتصار على اليهود والدخول المشهود للمسجد الأقصى الذي وعد الله به عباده المؤمنين وزوال هذا الكيان اللقيط المسمى "إسرائيل", والذي يدفع بالعرب لتمكينه من القدس والاقصى وطرد أهلها الأصليين منها.

فربما نظرتهم العدائية الغير مبررة للجمهورية الإسلامية الإيرانية تدفعهم للتبرؤ من القدس والتخلي عن الواجبات والمسؤوليات نحوها، فهذا الامر يرضي "إسرائيل" وامريكا والغرب الصليبي الحاقد, وتبقى القدس هي القربان الذي يقدمه الزعماء العرب لإسرائيل وامريكا لضمان البقاء في سدة الحكم لأطول فترة ممكنة, واستتباب واستقرار الأوضاع الأمنية في بلدانهم, والسماح لهم بالعيش تحت الوصاية الامريكية وتحت العصا الإسرائيلية كاتباع وعبيد, فمن يتخلى عن القدس يتخلى عن عقيدته وتاريخه وجذوره الاصيلة ومجده التليد, ومن يقبل بالتنازل عن القدس والاقصى, سيقبل بالتبعية للمجرمين والاشرار الذين يقودون العالم بمنطق القوة.

مشاهد خروج الملايين من المسلمين حول العالم تثلج الصدور وتبعث الامل في ان الامة الإسلامية رغم كل القهر والتضليل والزييف الذي يحيط بها من كل جانب الا انها تبقى بوصلتها متجهة نحو القدس كقضية مركزية للامة الإسلامية, وان واجب تحرير المسجد الأقصى يقع على عاتقها وان وجدانها ومشاعرها متجهة بفطرتها نحو فلسطين وارضها وشعبها ومقدساتها, واحياء الجمهورية الإسلامية الإيرانية ليوم القدس العالمي, يهدف للتذكير بالواجب الذي يقع على عاتق المسلمين للدفاع عن مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم, وهذا الامر لا يعجب الكثير من الزعماء العرب الذين يرددون عبارات "يكفي ما قدمناه للفلسطينيين" دعونا نعيش بسلام مع جيراننا اليهود, وكأن "إسرائيل" تؤمن بالسلام والتعايش وكأنهم لا يسمعون شعارات إسرائيل "الموت للعرب".

والسؤال الملح دائما طالما ان العرب يتوجسون من كل الخطوات الإيجابية لإيران تجاه القضية الفلسطينية ولا يرغبون بالمشاركة في احياء يوم القدس العالمي, فلماذ لا يقوم الزعماء العرب انفسهم بتخصيص يوم عالمي او إسلامي او عربي للقدس, كي يثبتوا حقهم بها ويشعروا المجتمع الدولي ان هناك مدينة مقدسة لدى المسلمين يحتلها اليهود ويقوموا بقمع وطرد وقتل وسجن سكانها الأصليين كي يستولوا عليها بالكامل, اين ملك الأردن عبد الله ابن الحسين وملك المغرب محمد السادس رئيس منظمة التعاون الإسلامي وملك السعودية سلمان بن عبد العزيز في تدشين يوم عالمي للتضامن مع القدس والمسجد الاقصى اذا كانوا لا يرغبون في احياء يوم القدس العالمي الذي تحتفل به ايران في الجمعة الأخيرة من رمضان في كل عام, اين دوركم أيها الزعماء العرب؟!.

بالتأكيد فان يوم القدس العالمي له انعكاسات إيجابية ومعنوية كبيرة في نفوس الفلسطينيين, تجسدت في الحضور الكبير للفلسطينيين في باحات المسجد الأقصى المبارك ورفع الشعارات التي تؤكد على حق المسلمين في قدسهم واقصاهم والهتاف للمقاومة والاشتباك مع قوات الاحتلال الصهيوني, وكانت انعكاساته في عملية مستوطنة "اريئيل" التي أدت لمقتل جندي صهيوني, وكانت انعكاساته في اعلان المقاومة وتحديدا سرايا القدس عن طائرة "جنين" والمفاجآت التي اظهرتها المقاومة الفلسطينية للاحتلال من خلال استهداف طائراته الحربية بمضادات أرضية وصواريخ مضادة للطائرات, اما انعكاسه المباشر على الشعب الفلسطيني فهو ان الشعب بات يدرك ان فلسطين ليست وحدها في مواجهة الاحتلال الصهيوني, وان الامة حاضرة للمعركة وقادرة على تحرير أقصاها ومقدساتها, وان هذه اللحظة تقترب بشدة وقد باتت معركة تحرير على مرمى حجر .. فصبر جميل والله المستعان.

التصريحات والكلمات التي وردت على لسان مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد على خامنئي أنّ "إيران داعم ومساعد للمقاومة في فلسطين، وتدين التوجه الخياني للتطبيع مع إسرائيل", وما اكده السيد حسن نصر الله امين عام حزب الله ان القدس هي مسؤولية الأمة جمعاء، ونحن في حزب الله كجزء من هذه الأمة نعتبر أنفسنا في الخط الأمامي للمواجهة ، وما قاله امين عام الجهاد الإسلامي القائد زياد النخالة اننا في يوم القدس العالمي نجتمع وكلنا تصميم وإصرار بأن هذه المسيرة ستصل إلى الهدف بتحرير القدس وفلسطين, وما قاله رئيس المكتب السياسي لحركة حماس القائد إسماعيل هنية "إننا صامدون ثابتون على أرضنا، ومطمئنون لقدر الله، وقادرون إن شاء الله أن نحقق النصر، ندحر المحتل، ونصلي معًا في رحاب الأقصى, يجعلنا مطمئنين.

كلمات دلالية