كتب محمد فايق عزيز لـ"ابراهيم الحساينة أبو جعفر": رحلتَ... وما زال الأثر

الساعة 11:05 ص|25 ابريل 2022

فلسطين اليوم

كالطَّلِ كنت تَمسُ الارضَ فتزهر ورداً وياسمينا، كالقمرِ تملأ القلوب فلاً ونسرينا، كالشمسِ كنت تعطي بلا نهاية دفئاً وحباً وأملاً، ففي نهاية الغروب تكون البداية.

عامٌ مضى كألف عام، وما زال القلب يتلفت علَّه يظفر بنظرة من وجهك الصبوح، حتى رمضان هذا العام جاء على عَجَلِ دون استئذان مسرعاً يحثُّ الخطى نحو الرحيل كأنه خَجِلٌ من غيابك، أولُ رمضان لم تلتق الروح بشطرها، ولم تكتحل العين برؤية حبيبها، لم تعلُ ضحكاتنا كالعادة، لم نجلس نُقَلِبُ في ثنايا الذاكرة قصصنا الجميلة، لم تلقِ بهمومك على ضفاف القلب فتتخفف من حملك الثقيل، عزائي سيدي أبا جعفر أني أرى صفحة وجهك في قلوب المحبين، واسمع صوتك في كل دعوة ورجاء من فقير كنت له السند، أرى صورتك في أكف الضارعين إلى الله أن تكون في الشهداء مع الأنبياء والصالحين، أرى دموع الفرح تنهمر من عينيك عندما تدخل السرور على مسكين، فتروي ظمأ قلوبنا التي يبست من الشوق إليك، حتى في أشد لحظات الألم تسأل وتتابع وتوجه أطعموا الناس.

أي قلب كنت تحمل سيدي ليسع بحبه هذا العطاء، أي نفس رضيةٍ كانت نفسك تعفو وتسامح وتعطي كالغيث الهطُّال، هكذا كنت وهكذا ستبقى في وجدان كل من عرفك أو سمع بك، إنها الحقيقة الكل سيغادر ولن يبقى إلا الأثر، وأي أثرٍ أجمل من الذي تركت، مسكاً تضوع على ألسنة الخلق وثناءً تلهج به القلوب ووفاءً قلما جادت به النفوس، أيها الفارس الذي لم يترجل رغم الغياب، ما زال اللواء معقودا ومازال الحلم يكبر ويتحقق وما زالت شعلة الإسراء التي أوقدت تملأ السمع والبصر وما زال من بعدك على العهد والوصية، فسلام لروحك في الخالدين، والعهد لك ألا يغيب طيفك عن خاطري حتى الملتقى. 

 

كلمات دلالية