خبر الخليل هبة السماء لفلسطين..500 مستعمر يستولون على تاريخها يخنقون سكانها

الساعة 08:03 ص|25 ابريل 2009

الخليل هبة السماء لفلسطين..500 مستعمر يستولون على تاريخها يخنقون سكانها

فلسطين اليوم: الخليل

الرحلة ما بين مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، و الخليل جنوب الضفة الغربية قبل زمن كانت لا تتعدى النصف ساعة، اليوم يحتاج المسافر بين المدينتين إلى ساعتين دون إيه طارئ قد تحدث على الطريق، والطارئ الذي يحسب له كل المسافرين ألف حساب هو مزاج الجنود على الحواجز العسكرية الثلاثة التي تفصل المدينتين.

 

حواجز و طرق التفافية

 

و كانت الطريق الرئيسية للمدينة هي التي تمر عبر مدينة القدس، فمن رام الله إلى بلدة الرام و منها  إلى مدينة القدس و من ثم باتجاه الجنوب إلى الخليل.

 

إلا أن الحال تغير بشكل كلي مع بدء انتفاضة الأقصى في العام 2000 حيث أغلقت القدس و عزلت عن الضفة بالكامل عبر جدار عازل و معبر قلنديا، و بات الوصول إلى الخليل يتطلب المرور في رحلة طويلة و راء الجدار من رام الله باتجاه معبر قلنديا إلى حاجز جبع و منه إلى العيزرية فأبو ديس و السواحرة باتجاه مدينة بيت لحم، للوصول إلى الخليل.

 

يوضح محافظ الخليل د. حسين الأعرج أن المحافظة تعج بالحواجز و نقاط التفتيش و الأبراج المراقبة، فعدد الحواجز على مدخل المحافظة سبعة حواجز، في حين ان32 حاجزا تتحكم في قلب المدينة فقط، و 39 حاجزا تفصل المدينة عن القرى المحيطة بها.

 

و في قلب المدينة أيضا يوجد 24 برج مراقبة، في حين أن عدد البوابات الحديدة المغلقة 14 بوابة والبوابات المفتوحة منها بلغ عددها 15 بوابة، إلى جانب 24 ساتر ترابي و إسمنتي.

 

 

و نوه المحافظ إلى انه و إلى جانب هذه الحواجز التي تعرقل التحرك الطبيعي للمواطنين في المحافظة، شرع الاحتلال بمصادرة أراضي واسعة من المواطنين لصالح الطرق الالتفافية لتحرك المستعمرين، حتى بلغت مساحتها حتى الآن ما مساحته 3% من أراضي المحافظة و يبلغ طولها 117 كيلو متر و تقسم المحافظة إلى ستة كتل رئيسية، و مما يزيد الضرر الذي تحدثه هذه الطرق هو منع البناء على جانبي الطرق على بعد 150 مترا.

 

27 مستعمرة...

 

و لا تتوقف معاناة أهالي محافظة الخليل على الحواجز والطرق التي تعزلهم عن فضائهم المحيط، فكان الاستعمار و المستعمرين الذي احكموا سيطرتهم على المحافظة بالكامل، ففي محافظة الخليل بني الاحتلال 27 مستعمرة تشغل ما مساحته 8 كيلو متر مربع من أراضي المحافظة إلى جانب 26 بؤرة استعمارية.

 

و يسكن هذه المستعمرات والبؤر حوالي 18 ألف مستعمر و يهودي بينهم 530 مستعمر في البلدة القديمة في قلب المدينة، يقيمون في أربع مستعمرات هي " رامات يشاي" و" أبراهام ابينو" و " بيت هداسا" و "بيت رومانو" إضافة إلى بؤرتين استعماريتين في محيط الحرم الإبراهيمي الشريف.

 

 

و بحسب الاعرج،  فأن هؤلاء المستعمرين هم الأخطر على المواطنين فهم يعتدون بشكل متكرر على الموروث الحضاري و الديني و يحاولون باستمرار تغير معالم البلدية القديمة و الحرم الإبراهيمي الشريف ضاربين بالمواثيق الدولية عرض الحائط، إضافة إلى اعتداءهم على المزارعين و الرعاة محيط المستعمرات و منع المواطنين من ممارسة حياتهم الطبيعية.

 

الجدار...

 

و مع بدء بناء الجدار العازل في الضفة الغربية، كان لمحافظة الخليل نصيب من مصادرة الأراضي لصالح بنائه، فقد التهم الجدار من أراضي المحافظة حوالي 55 ألف دونما، و يبلغ طوله 75 كيلو متر، و التي في معظمها كانت أراضي زراعية و مراعي، كما أنها تحوي عددا من الأحواض المائية و الآبار.

 

و مسار الجدار يبدأ من قرية الجبعه شمال شرق محافظة الخليل و ينتهي قرب البحر الميت ويمر بأراضي الجبعة صوريف إذنا ترقوميا نوبا خاراص، دير ساميت، بيت عوا، بيت الروش الفوقا و التحته، السكة، دير العسل التحتا و الفوقا، الرماضيين، الظاهرية،  يطا، السموع، عرب الهذالين، وينتهي في منطقة مسافر.

 

و يتألف الجدار من شقيين الأول يتمثل ببناء جدار حول المستعمرات القائمة مثل مستعمرات "|كارمي تسور" و "كريات اربع" و خارصينا" و"تيلم" و" ادورا"و "بني حيفر" والشق الثاني وهو الجدار الذي يلتف حول المحافظة.

 

تردي اقتصادي...

 

كل هذه العوامل الإحتلالية، ألقت بظلالها على المدينة و التي كانت تعتبر من اكبر المدن الفلسطينية من ناحية اقتصادية، و كانت تشكل الخليل ما نسبته 50% من الاقتصاد الوطني الفلسطيني، حيث ارتفعت نسبتي الفقر و البطالة في المحافظة إلى حد كبير.

 

و قد وصلت نسبة البطالة مؤخرا إلى 30.5 %.الأمر الذي جعلها الأعلى على مستوى الضفة الغربية، و مما تسبب أيضا باختفاء العديد من الصناعات التي كانت في السابق وزيادة تكلفة الإنتاج و عدم تمكين المنتجات الفلسطينية المنافسة عالميا و عربيا، بالإضافة إلى هجرة رأس المال.