منتفعو الشؤون.. لا طعام يسدّ جوعهم في رمضان ولا كسوة تُبهج أطفالهم في العيد

الساعة 05:40 م|23 ابريل 2022

فلسطين اليوم

تتواصل معاناة منتفعو الشؤون الاجتماعية في قطاع غزة جراء تأخر صرف مخصصاتهم المالية من قِبل الحكومة الفلسطينية، تزامنًا رمضان واقتراب عيد الفطر السعيد، ليزيد العبء أضعافًا مضاعفة على كاهل الفقراء المنتفعين، لا سيما تراكم الديون وحاجتهم لكسوة أطفال في العيد.

هذه المرة لم يكن التأخير 4 شهور أو 5، بل وصل إلى نحو العام، تحت ذريعة عدم تحويل الاتحاد الأوروبي للمخصصات المالية، ليهدد مصدر رزقهم الوحيد الذي يعتاشون منه وبالكاد يكفي لسد لقمة عيشهم مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية والتموينية، وسط حالة من الترقب والانتظار آملًا في سماع خبر مفاده "غدًا موعد صرف شيكات الشؤون للمنتفعين من الأسر الفقيرة في غزة"..!

مشكلة عالقة

بوجعٍ وألمٍ، تقول المواطنة أم جهاد البدرساوي (55 عامًا) من مدينة خان يونس، والتي تنتفع من برنامج وزارة التنمية الاجتماعية: "شو بدي أعلق، شو بدي أقول، البيوت ساترها الحيطان يا ابني، الشكوى لغير الله مذلة، والحمد على كل حال".

وحول شراء كسوة العيد لأبنائها الـ  3، تضيف البدرساوي لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أنها كانت تأمل أن يتم صرف شيكات الشؤون مع حلول شهر رمضان المبارك، وأن تنظر الحكومة الفلسطينية بعين العطف إلى حالتهم المعيشية وتضغط في سبيل حل مشكلتهم العالقة منذ نحو عام.

وتتابع: "أهل الخير تبرعوا لي بزكاة الفطر منتصف رمضان وقمت بشراء كسوة العيد لأطفالي من "البالة"، مشيرة إلى أن ملابس البالة جيدة وسعرها مقبول وتفي بالغرض

ويبلغ عدد منتفعي مخصصات الشؤون الاجتماعية في غزة والضفة 116 ألف أسرة، 81 ألفًا من غزة، و36 ألفًا من الضفة، وغالبيتهم من كبار السن وذوي الإعاقات والأمراض المزمنة.

ريحة البر ولا عدمه

وعلى مقربة المواطنة البدرساوي، تجلس جارتها أم العبد أبو سلطان (52 عامًا) تشكو لمراسلنا سوء الأوضاع الاقتصادية، مشيرًا إلى أنها لم تتلقَ مساعدة الشؤون لأكثر من عام، في الوقت الذي تتراكم فيه الديون مع غلاء الأسعار في رمضان وكسوة العيد.

وبِحُرقة تقول أبو سلطان لـ" وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "صح المبلغ اللي بنقبضوا من الشؤون قليل، لكن ريحة البر ولا عدمه، أقل شيء بنقدر ناكل، نشتري لبسة من البالة نستر حالنا من الوضع الصعب".

ودعت الجهات المختصة والحكومة الفلسطينية في الإسراع وانتشال المستفيدين من شيكات الشؤون والإسراع في صرفها بأقرب وقت ممكن.

موعد صرف شيكات الشؤون

مفوض عام وزارة التنمية الاجتماعية لؤي المدهون، أكد أنه تم الانتهاء من ترتيب ملفات صرف مخصصات الشؤون، مشيرًا إلى أن الوزارة تنتظر الموعد من المالية.

وتوقع المدهون في تصريحات إذاعية، أن يكون صرف شيكات الشؤون خلال الشهر القادم، فيما لم يتم تحديد قيمة المبلغ الصرف، مبينًا أن الاتحاد الأوروبي أصدر بياناً وقال إنه سيستأنف مساهمته للأسر الفقيرة بداية العام المقبل.

وأضاف: "مخصصات الشؤون حق طبيعي كفله القانون الأساسي وكافة القوانين الفلسطينية لفقراء فلسطين ولا يوجد أحد يمن على الشعب الفلسطيني"، مؤكدًا أن وزارته لم تدخر جهداً وقدمت مساعدات كثيرة للأسر الفقيرة المُدرجة على برنامج التحويلات النقدية.

وتابع: "34 ألف أسرة فقيرة استفادت من مساعدات وزارة التنمية الاجتماعية أقل مساعدة 220 شيكل وتصل المساعدات 870 شيكلاً كل ثلاثة أشهر إضافة إلى من هم على قائمة الانتظار، كما أن كل من تضرر من العدوان الأخير تم صرف مساعدة نقدية له".

وكشف المدهون أن العام المقبل سيكون به عشرات المشاريع الكبيرة ليستفيد منها الأسر المسجلة على برنامج التحويلات النقدية وفقراء الشعب الفلسطيني”، منوهًا إلى أن عام 2022 سيكون حافلاً بتقديم المساعدات للأسر الفقيرة.

يشار إلى أن منتفعو الشؤون لم يحصلوا على مخصصاتهم المالية عن خمس دورات بواقع 137 مليون شيكل في كل دورة، حيث وبلغت قيمة المديونية المتراكمة على السلطة لصالح منتفعي الشؤون الاجتماعية أكثر من مليار ونصف شيكل، كما يضاف إلى ما سق مبلغ 959 مليون شيكل عن 7 دورات لم يتسلموها بين عامي 2017 و2020.

وتنتظر أكثر من 116 ألف أسيرة في الضفة الغربية وغزة صرف حقوقها المالية والإفراج عن المستحقات المتأخرة، وسط تحذيرات من قبل خبراء الاقتصاد بتدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في قطاع غزة.

 

كلمات دلالية