تحليل: الجيش "الإسرائيلي" يصعّد ضد الفلسطينيين وعينه على "حزب الله"

الساعة 03:15 م|21 ابريل 2022

فلسطين اليوم

في ظل تصعيد "إسرائيل" الوضع الأمني في القدس والضفة الغربية، واحتمال حدوث تصعيد عسكري بين "إسرائيل" والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، لا تغيب أنظار جيش الاحتلال الإسرائيلي عن لبنان وتحركات "حزب الله"، العسكرية والسياسية، مستفيدةً من دروس الغزو الروسي لأوكرانيا، بحسب العديد من المحللين العسكريين "الإسرائيليين".

بدوره أشار المحلل العسكري في صحيفة "يسرائيل هيوم"، يوءاف ليمور، أن القلق الأساسي في الجيش "الإسرائيلي" هو من "انضمام الجبهات إلى بعضها، مثلما حدث بشكل جزئي في العام الماضي" في شهر أيار/مايو.

وقال ليمور :أن "الدرس المركزي من عملية (حارس الأسوار) هو أنه ليس بالإمكان النظر إلى هذه الأمور كقضايا منفصلة عن بعضها، فغزة مرتبطة بالضفة، المرتبطة بالقدس، المرتبطة بعرب الداخل المحتل، المرتبطون بما يحدث في الجبهة الشمالية، وجميع هذه الجبهات مرتبطة ببعضها وتؤثر على بعضها، خاصة في عصر الشبكات الاجتماعية وصناعة الأخبار الكاذبة. ".

وزعم أن :"قواعد الحرب في غزة، التي تسيطر "إسرائيل" بالمطلق عليها، ليست مثل قواعد الحرب في لبنان، التي فيها يمطر حزب الله آلاف القذائف الصاروخية يومياً على الجبهة الداخلية "الإسرائيلية" وينجح بالتسبب بقتلى وأضرار بحجم كبير".

وأضاف ليمور:" فإن هذا هو السيناريو الذي يتوقع الجيش "الإسرائيلي" حدوثه في حرب مقبلة ضد لبنان، وحزب الله يبذل جهودا كبيرة من أجل بناء "خلايا" داخل "إسرائيل" ليتمكن من تفعيلها أثناء حرب، موضحاً أن مدى نجاحه مرتبط بصورة مباشرة بالجهوزية "الإسرائيلية" في الأوضاع الاعتيادية وبرد فعلها في حالات الطوارئ".

من ناحيته، رأى قائد فرقة الجليل العسكرية في الجيش "الإسرائيلي"، العميد شلومي بيندر أن "حزب الله مرتدع"، مبيناً أنه كقائد الفرقة العسكرية الذي يعيش بالجبهة يومياً، يفترض طوال الوقت أنه قد تكون هناك مفاجآت، وأن بإمكانه القيام بخطوة غير متوقعة، ونحن مستنفرون وقلقون طوال الوقت، ويدرك أن الواقع قد يقفز من صفر إلى مئة بسرعة كبيرة جدا".

وزعم بيندر "أن بحوزة الجيش "الإسرائيلي" معلومات استخباراتية جيدة عن حزب الله، لكن كضابط في رتبتي، ينبغي أن أفكر بقدرات الجانب الآخر وليس بنواياه، وأنا أرى ما الذي يطوره وأحاول أن أسبقه بتطوير خططنا ".

وأشار إلى أن التغيير الأساسي الحاصل عند الحدود، في السنوات الأخيرة، هو انتشار "قوات الرضوان"، قوات النخبة في حزب الله، في جنوب لبنان، بعد أن اكتسبوا خبرة بمشاركتهم في الحرب في سورية، مضيفاً إن "لديهم أدوات لم تكن بحوزتهم في (حرب لبنان الثانية) العام 2006، وفي مقدمة ذلك خطة وقدرة هجومية في أراضينا، ووسعوا قدرتهم النارية الموجهة إلى جبهتنا الداخلية وحسّنوا قدرتهم الدفاعية أمام اجتياح بري للجيش الإسرائيلي".

وقال بيندر "أحد المؤشرات البارزة لانتقال حزب الله من منظمة إلى جيش هو تطوير تشكيلات (عسكرية) هجومية واسعة، وليس شن هجوم موضعي أو الدفاع عن النفس، وهذا ليس سيئا لنا بالضرورة، فبقدر ما يتحولون أكثر إلى جيش وتكون لديهم أنماطا ثابتة، فإنهم ينشئون بذلك أهدافا لنا لنهاجمها، فالجيش ينبغي أن يتحرك، ويجمع قوات. وهذا يترك آثارا يتم تعقبها".

وأضاف أن "التهديد المركزي الأكبر علينا منذ سنين هو حزب الله، ونحن نخطط ونتدرب ونفكر في ذلك، ويوجد لدينا علاقة أقوى (من حزب الله) بين جمع المعلومات الاستخباراتية والنيران والاجتياح البري، والهدف هو إنهاء الحرب بعد أن يكون حزب الله قد تلقى ضربة شديدة للغاية، وسنحاول تقليص ترسانة أسلحته من كافة الأنواع بشكل كبير واستهداف قيادته العسكرية ومقاتليه، والأمل هو أن يؤدي ذلك إلى ردع لسنوات طويلة".

ويحاول الجيش "الإسرائيلي" الاستفادة من دروس الغزو الروسي إلى أوكرانيا. لذا يعتقد بيندر إن "ثمة الكثير من الأمور التي يمكن تعلمها مما يصطدم به الروس، وهذا يجسد بشكل ممتاز ما يمكن فعله وما لا يمكن فعله، وكيف ينبغي أن تبدو قافلة لوجيستية، ومدى أهمية العناية بالدبابات والاستثمار في الوحدات الخاصة، والدفاع عن المدرعات من هجمات جوية".

كلمات دلالية