كواليس الاتصالات المصرية مع فصائل غزة وما هو الطلب الذي رفضته حماس؟

الساعة 10:23 ص|21 ابريل 2022

فلسطين اليوم

كشفت مصادر مصرية خاصة مطلعة على ملف وساطة القاهرة بين الفلسطينيين وحكومة الاحتلال الإسرائيلي، تفاصيل اتصالات الساعات الأخيرة بشأن الأحداث التي تشهدها الأراضي المحتلة.

وقالت المصادر، في أحاديث خاصة لـ صحيفة"العربي الجديد": "إن القاهرة "طلبت من حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عدم استغلال الظرف الراهن، وإطلاق أي صواريخ من قطاع غزة تجاه الأراضي المحتلة أو مستوطنات غلاف غزة".

وأشارت إلى أن "التحذير المصري للحركة، جاء محمولاً بمبررات مفادها بأن حكومة نفتالي بينت الحالية في أضعف حالاتها، والتوصل لتفاهمات معها والحصول منها على تسهيلات مقابل عدم التصعيد، سيكون أنسب، وستكون متجاوبة معه".

القاهرة طلبت من "حماس" عدم إطلاق صواريخ من غزة تجاه الأراضي المحتلة

وتابعت أنه "في المقابل، فإن الضغط على حكومة بينت في الوقت الراهن، وفقاً للرؤية المصرية التي نقلتها القاهرة لقيادة حماس، سيدفع تجاه خيارين لا ثالث لهما؛ إما نحو إجراءات أكثر قسوة ومزيد من العنف لتجاوز أزمتها السياسية الداخلية، أو تؤدي الأوضاع الحالية إلى تفكك الحكومة ووصول حكومة يمينية أكثر تطرفاً للحكم، ووقتها ستزيد الوضع سوءاً".

"حماس" ترفض طلباً مصرياً حول التصعيد

وقال أحد المصادر المصرية التي تحدثت لـ"العربي الجديد"، إن حماس "رفضت طلباً تقدمت به القاهرة عبر المسؤولين في جهاز المخابرات العامة الذي يشرف على الوساطة، بإصدار بيان عن اجتماع الغرفة المشتركة للفصائل، يتضمن تأكيداً بعدم الرغبة في التصعيد".

وأوضح المصدر أن "نائب اللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة، تحدث إلى قيادة الحركة من أجل ذلك، لكنه تلقى رفضاً للمطالب التي تم التقدم بها، والمعنية في مجملها بالتهدئة من جانب الحركة وممارستها ضغوط أمنية على باقي الفصائل في غزة لمنع إطلاق الصواريخ".

في مقابل ذلك، كشفت المصادر المصرية عن أن الاتصالات التي جرت في غضون إطلاق الصاروخ من قطاع غزة، شهدت تأكيدات من جانب حركة حماس أنها ليست مسؤولة عن الواقعة، مؤكدة في الوقت ذاته أن الوضع الراهن "يثبت أنه من الصعب السيطرة على كافة مكونات المشهد الفلسطيني الغاضب".

مصادر "حماس": على الوسطاء دفع الاحتلال الإسرائيلي لوقف عدوانه على الفلسطينيين أولاً، قبل الطلب من المقاومة عدم التهديد والرد

وفي غزة، أكدت مصادر "حماس" لـ"العربي الجديد"، أن الحركة أبلغت الوسطاء المصريين أن الاستفزازات الإسرائيلية في القدس والضفة والداخل الفلسطيني المحتل عوامل تدفع لـ"الانفجار الشامل"، وأن "على الوسطاء دفع الاحتلال الإسرائيلي لوقف عدوانه على الفلسطينيين أولاً، قبل الطلب من المقاومة عدم التهديد والرد على الانتهاكات الإسرائيلية".

وقالت المصادر: "إن الوسطاء؛ مصر وغيرها، "فهموا أن المقاومة في غزة جاهزة للتصدي للعدوان الإسرائيلي، وأنها لن تتراجع عن ربط غزة بالضفة والقدس، وأن القدس بالنسبة للفلسطينيين جميعاً وخصوصاً المقاومة خط أحمر، يمكن أن يؤدي تجاوز الحدود فيه إلى انفجار شامل وكبير".

وعلى الرغم من أن "حماس" لم تطلق الصاروخ على مستوطنة أشكول إلى الشرق من مدينة خان يونس جنوب القطاع مساء الإثنين الماضي، إلا أن استهداف ذراعها العسكرية "كتائب القسام" للطيران الحربي المغير على موقعها العسكري المسمى "القادسية" بالمدينة، رسالة لإسرائيل والوسطاء بأنها "غطت سياسياً وعسكرياً مطلقي الصاروخ"، وفق المصادر.

وبحسب المصادر المصرية "فإن الأوضاع الحالية يشوبها الكثير من التوتر"، مشيرة إلى أن "العلاقة بين المسؤولين في مصر وحركة حماس لا يمكن وصفها في اللحظة الحالية بأنها في أفضل حالاتها".

من جهته، قال مصدر مصري آخر، إن "التقديرات المصرية لسير الأحداث، ليست إيجابية"، مشيراً إلى أن "الأيام العشرة الأخيرة من رمضان تتزايد فيها أعداد المصلين في المسجد الأقصى، وهو ما يعني زيادة احتمالات الصدام مع قوات الاحتلال والمستوطنين".

في مقابل ذلك، أرجع المصدر الموقف المصري، والذي دفع بعض الفصائل الفلسطينية بتصنيفه بالمنحاز لحكومة بينت، إلى أنه "يأتي لكون القاهرة ترى أن الوقت الآن مناسب للحصول على تسهيلات من الحكومة الإسرائيلية، هذا عدا عن تنسيق مصري إسرائيلي آخر بشأن بعض ملفات المنطقة التي ترى القاهرة أنها في حاجة إلى دعم إسرائيلي فيها، وهو ما حمّل مصر عبء الضغط على الفصائل الفلسطينية".

وأكد المصدر في الوقت ذاته أن "التدخل المصري المكثف هذه المرة جاء بناء على مطلب إسرائيلي أولاً".

كلمات دلالية