عشية يوم الأسير.. 500 معتقل من محافظة جنين نصفهم سجنوا منذ آذار الفائت

فلسطين اليوم

في العاشر من أبريل/نيسان الحالي اقتحمت قوة كبيرة مدينة جنين لاقتحام مخيم جنين ودارت اشتباكات عنيفة بين قوات الاحتلال والمقاومين، بالإضافة الى المواجهات التي امتدت إلى أنحاء مختلفة من المدينة ومخيمها، وعرقلت الاقتحام.

في ذلك اليوم أعلن عن استشهاد فلسطيني واعتقال عدد آخر من بينهم أحد المقاومين الذي اعتقل بعد إطلاق النار عليه وقام الاحتلال بنقله بطائرة عمودية من المكان ونقله إلى أحد مستشفيات الداخل.

هذا المصاب كان "نور الدين جربوع" من سكان مخيم جنين، والذي أصيب بثلاثة رصاصات إحداها اخترقت صدره من المنطقة الشمالية وخرجت من ظهره، ورصاصة في البطن وأخرى في القدم، بالإضافة إلى إصابته بعدد من الشظايا، كما يقول شقيقه توفيق لـ "وكالة فلسطين اليوم الاخبارية".

يضيف توفيق: "نور الدين يعاني من وضع صعب للغاية جراء الإصابة حاليا، إلى جانب إصابته بشظية بالنخاع الشوكي في العمود الفقري تسببت بشلل نصفي".

العائلة لم تتمكن حتى الأن من الاطمئنان عليه أو رؤيته، وعلمت بوضعه الصحي بعد أيام من اعتقاله، بالرغم من تواصلها مع مؤسسات حقوقية ودولية ومنها الصليب الأحمر الدولي، إلا أن الاحتلال لم يبلغهم أية معلومة عنه.

ويتابع الشقيق توفيق:" ما عرفناه عن وضعه الصحي وصلنا بطريقة غير رسمية من خلال التواصل مع طبيبه المعالج في مستشفى رمبام الإسرائيلي حيث يحتجز الأن".

ونور الدين ( 27 عاما)، يعمل بائعا على بسطة في المدينة، وهو متزوج وأب لطفلة. وهو أيضا معتقل سابق قضى 14 شهرا في سجون الاحتلال، إلى جانب اعتقالاته المتكررة في سجون السلطة الفلسطينية آخرها في فبراير/ شباط الفائت حيث اعتقلته  أجهزة السلطة 28 يوما في سجن أريحا.

ونور الدين أيضا هو واحد من 245 حالة اعتقال سجلت في محافظة جنين منذ بداية العام الحالي، معظمها في شهري آذار/مارس ونيسان/ أبريل، بحسب نادي الأسير الفلسطيني

وقال النادي في بيان وصل لـ"وكالة فلسطين اليوم الاخبارية" نسخة عنه:" إن عمليات الاعتقال تركزت في عدد من البلدات، إضافة إلى مخيم جنين، وتراوحت أعمار المعتقلين ما بين (18-35 عاما)، كما أن نسبة كبيرة منهم تعرضوا للاعتقال المتكرر على مدار السنوات الماضية".

ويبلغ عدد معتقلي محافظة جنين القابعين حاليا في معتقلات الاحتلال يبلغ نحو 500 معتقل، بينهم ثلاثة معتقلات ونحو 10 أطفال، من بينهم 35 معتقلا إداريا، و175 يصنفون من ضمن المعتقلين الذين يواجهون أحكاما عالية، بينهم  و75 يقضون أحكاما بالمؤبد آخرها خلال العام الجاري، بالحكم على الأسير "محمد مروح كبها" بالمؤبد مدى الحياة وغرامة مالية (3 ملايين شيكل).

وكان كبها، والذي اعتقل في ديسمبر/ كانون أول 2000،  نفذ عملية فدائية في منطقة شمال جنين قتل خلالها مستوطنة إسرائيلية إنتقاما لاستشهاد صديقه الأسير كمال أبو وعر الذي استشهد داخل سجون الإحتلال نتيجة الإهمال الطبي.

وفي حديث لـ "وكالة فلسطين اليوم الاخبارية"، قال مدير نادي الأسير في محافظة جنين "منتصر سمور" إن وخلال السنوات القليلة الماضية شهدت جنين ارتفاعا ملحوظا في نسبة الاعتقالات، إلا أنها تصاعدت منذ أواخر العام الماضي وبداية العام الحالي مقارنة مع فترات سابقة".

وتابع إن هذه الأعداد غير نهائية، وإنما ما تم رصده من قبل النادي، فهناك بعض الحالات التي يتم اعتقالها من على الحواجز ولا يعلم الأهل عن الاعتقال إلا بعد أيام.

وبحسب سمور، فإن قوات الاحتلال تتعامل بوحشية خلال اعتقال أبناء المحافظة، خلال الفترة الأخيرة معظم الاعتقالات تتم من خلال القوات الخاصة خلال الاقتحامات، و التي يرافقها ضرب وتنكيل بالأسرى قبل وخلال اعتقالهم.

وطالت الإجراءات التي فرضتها سلطات الاحتلال على مدينة بعد العملية التي نفذها رعد حازم ابن مخيم جنين في تل أبيب، الأسرى حيث منعت سلطات الاحتلال العائلات من التوجه لزيارة الأسرى من خلال حاجز الجلمة بعد إغلاقه مما اضطرهم إلى معبر طولكرم.