بالصور مطبخ "ورد".. يجمع ثلاثة شقيقات لصنع المأكولات البيتية

فلسطين اليوم

غزة/ أمل الوادية:

طاولة خشبية تتوسط منزل إحداهن مُزينةً بكافة المأكولات، يجلسن أمامها الأخوات الثلاثة ويقمن بإعداد جميع أصناف الطعام حسب طلبيات الزبائن، حيث تضع إحداهن لمساتها الفنية على حبات الكبة التي انتهت من إعدادها في لوحة فنية جميلة، في حين تُكمل أختها حفر حبات الكوسا وحشوها بالأرز المتبل، لتقوم بصفها قرب بعضها البعض في صحن بلاستيكي تمهيداً لإرساله إلى بيت إحدى السيدات.

ففي جلسة عائلية، قررت الأخوات الثلاثة (سهاد، أمل، رنا أبوجمعة) من سكان مدينة غزة، فتح مشروع صغير لإعداد جميع أصناف الطعام البيتية، حيث دفعهن حبهن لطهي الطعام وإصرار الأهل والأصدقاء إلى البدء بهذا المشروع واستقبال طلبيات الزبائن حتى يسد احتياجاتهن ويكون مصدر رزق لهن.

ولجأ الكثير من أبناء الشعب الفلسطيني، خاصةً الخريجين منهم، لعمل مشاريع صغيرة على نفقاتهم الخاصة، لتساعدهم في كسب رزقهم، في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة، حيث لا وظائف جديدة.

وأضحت المشاريع النسوية المنزلية سمة غالبة لدى نساء قطاع غزة تحديداً، ساعد في انتشارها فيروس كورونا الذي أجبر الناس على العمل من المنزل خاصةً النساء، ليتم تسويقها عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي برعت في هذا المجال، ويتم توصيلها عبر شركات التوصيل "الديلفروي"، ليحل شهر رمضان المبارك ويكون له فرصة مناسبة لاعتماد النسوة على تلك المشاريع لتجهيز الإفطارات الرمضانية.

 

بداية المشروع الصغير

تقول سهاد لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "اتفقنا أنا وشقيقاتي أن نفتح مشروع ونعمل من خلاله، فبدأنا مشروعنا الصغير في الأول من ديسمبر العام الماضي، قمنا بجمع الأموال من بعضنا البعض واشترينا الأغراض الأساسية من مواد خام ومأكولات وغيرهما، واخترنا بيت أختي لأنه يتوفر فيه مطبخ واسع، لنقوم فيه بطهي جميع الوجبات التي يطلبها الزبائن."

تضيف سهاد: "حبي وشغفي لطهي الطعام دفعني للتفكير بهذا المشروع خاصةً بعد إطراء الأهل والأصدقاء على مأكولاتي، إلى جانب فقداني لعملي بمؤسسة طبية والسبب ذاته بالنسبة لأختي أمل وهي خريجة سكرتاريا طبية."

 

الأم مدرسة

تعلمت الأخوات الثلاثة مهارة طهي الطعام من والدتهن، حيث كانت الأخوات يفضلن البقاء بجانب أمهن، وهي تعدُّ الطعام في المطبخ، وبقيت ذاكرتهن تحتفظ كل مقادير أصناف الطعام ومنها: السماقية، وفطائر السبانخ، والكبة، وورق العنب، والسمبوسك، إلى جانب إبداعهن في صنع الحلويات وخاصةً الكعك والمعمول.

تقول أمل: "تعلمنا الأكلات التقليدية من أمي، لكن هناك أكلات جديدة نقوم بصنعها لنواكب فيها العصر مثل: الشاورما، التشكن بيتزا، التايلندي، والمسخن، وجميع الوجبات السريعة التي تعلمناها بأنفسنا ومن خلال اليوتيوب أيضاً."

 

تقسيم الأدوار

تُكمل أمل حديثها: "نسجل جميع الطلبات في الليل ونقوم بتوزيع الأدوار بيننا، فأستلم أنا صُنع المعجنات، وأختي سهاد ماهرة في صنع الحلويات وخاصة الكعك والمعمول، أما أختي رنا فتقوم بطهي جميع الأكلات، لنجتمع في صبيحة اليوم التالي لطهيها ويقوم صاحب "الديلفري" بتوصيلها للزبائن."

بالمقابل تستذكر رنا ضاحكة موقفاً حدث معهن: "ذات صباح تواصلت معنا إحدى الزبائن وطلبت 60حبة فطاير سبانخ، وبعد لحظات زادت كمية الطلب ليصل إلى 84 حبة، فكنا كخلية الخيل نعمل (على حد وصفها)، وقمنا بتجهيز الطلبية خلال نصف ساعة وسلمناها ظهراً بالوقت المناسب."

وتحرص الأخوات الثلاثة عند اتصال أي زبون على معرفة رغباته بخصوص أي طبق إذا ما يفضله حاراً أو مالحاً أو حاذقاً أو إذا كان لديه أي طلبات في طريقة إعداد الطعام، وذلك لنيل إعجابهم.

 

صعوبات العمل

أما بالنسبة للصعوبة الكبرى تقول سهاد: "وجدنا صعوبة كبيرة في التمويل حيث نعتمد فقط على أنفسنا، ناهيك أن المعدات اللازمة لطهي الطعام لا تكفي لتلبية جميع الطلبيات كفرن الغاز مثلاً، وهناك معدات لا نستطيع شراءها كالعجانة لارتفاع أسعارها."

ولاقت الأخوات الثلاثة اقبالاً كبيراً من الزبائن، إذ ساعدتهن مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير في ترويج مأكولاتهم عبر صفحتهم الخاصة "مطبخ ورد" وخاصةً على تطبيق "الانستغرام"، فأسعارهن متوسطة وفي متناول الجميع.

وشاركت، في عدة معارض للأكلات البيتية ومنها: معرض يوم الأرض الذي أُقيم في مركز رشاد الشوا، حيث عرضن فيه منتجاتهن للتعريف بمشروعهن للزبائن.

وعبرت الأخوات الثلاثة عن أملهن في تطوير مشروعهن ليكبر ويعرفهن أكبر قدر من الناس، تقول إحداهن: "حلمنا الأكبر هو افتتاح محل صغير خاص بنا نستطيع من خلاله طهي وبيع جميع أصناف الطعام."