هل يشهد مخيم جنين عملية سور واقي جديدة..!؟

الساعة 02:45 م|09 ابريل 2022

فلسطين اليوم

من جديد فشلت إسرائيل بتحقيق هدفها من اقتحام مخيم جنين، واعتقال والد وعائلة الشهيد "رعد حازم" منفذ عملية تل أبيب البطولية، بعد أن تصدى مقاومين لها وجرح عدد من جنودها.

واقتحمت قوة كبيرة من جيش الاحتلال المخيم في ساعات الصباح الأولى من اليوم السبت، وداهمت منزل منفذ العملية الفارغ و الذي عاثت به فسادا بعد أخذ قياساته.

وفي تصريحات صحافية قال عم الشهيد، إن العائلة ترفض تسليم نفسها للاحتلال بعد استدعاء والد الشهيد وأشقائه بعد العملية، مطالبا الأجهزة الأمنية الفلسطينية "التي تمتلك آلاف العناصر" أن تتحرك لحماية الفلسطيني الذي يتعرض لعدوان مستمر.

الاحتلال الذي أهتم بالنشر حول هذه العملية وأن قائد منطقة الشمال في جيش الاحتلال كان في جنين وهو من أشرف على العملية بشكل مباشر، قال إنه سيركز في الفترة المقبلة على المخيم في عملياته، وهو يطرح السؤال حول إمكانية اجتياح جديد للمخيم على غرار عملية السور الواقي و اجتياح المخيم ضمن عملية استهداف المقاومة في مدن الضفة الغربية بالكامل عام 2002.

محللون إسرائيليون عبر قنوات عبرية تحدثوا بشكل مباشر عن ملية سور واقي 2، والتي يقصد بها بشكل ضمنا "مخيم جنين" معقل المقاومة في الضفة الغربية، ولكن على الواقع وفي ظل الوضع الحالي للحكومة الإسرائيلية وتخوف إسرائيل من مواجهة كاملة مع الضفة قد تجر لمواجهة مع المقاومة في القطاع هل هذا ممكنا.

عمليات استعراضية فقط

محلل الشؤون الإسرائيلية عصمت منصور يجيب بـ"لا" فما تقوم به إسرائيل حاليا بنظره من اقتحام جنين ومخيمها في وضح النهار يأخذ الطابع الاستعراضي، إلى جانب طابعة الدموي.

وقال منصور لـ"وكالة فلسطين اليوم الاخبارية"، إن الهدف من هذه العمليات هو بث رسالة قوة  لجمهور فقد أمنه الشخصي وفقد الثقة بأذرع أمن دولته، وحكومة تتأرجح وتحاول أن تؤجل سقوطها ولو لأيام.

واعتبر منصور أن المخيم الذي تحول الى بؤرة جذب لكل المقاومين والمسلحين من كافة الفصائل، واكتسب رمزية وقوة مثال ونموذج يغري بالمحاكاة، أصبح يشكل معضلة أمنية ومعنوية،  ولكن ذلك لا يعطي مسوغا كافيا لشن حرب ضده بالرغم من مطالب  العسكريين والسياسيين  الى شن حملة سور واقي 2 تستهدف مخيم جنين.

ويرى منصور أن اجتياح المخيم يحتاج الى توفر الكثير من العوامل، الغير متوفرة الآن، أهمها وجود (مسوغ) كما كان في حال الانتفاضة الثانية التي كانت فيها بنية عسكرية تتحصن في المدن التي لا يدخلها جيش الاحتلال.

وبحسب منصور أيضا، فإن حالة الضعف التي تمر بها الحكومة الاسرائيلية، وفقدان رئيسها للقوة الحزبية - خمس مقاعد في الكنيست-  وضعفها السياسي يجعلها غير قادرة على اتخاذ قرارات بحجم الدخول في مواجهة أو عملية سياسية.

وتابع:" خلال عملية السور الواقي شارون في حينه وحدّ وحشد الشارع والتحركات والإعلام حوله قبل شن العملية".

وقال منصور:" العامل الأخير الذي يعتبر الأهم، هو عدم وجود برنامج أو مشروع سياسي او استراتيجية، يمكن للاجتياح ان يخدمها، فشارون اراد من خلال السور الواقي إعادة صياغة الواقع وإنهاء أوسلو على الأرض وإنهاء السلطة بالطريقة التي كان يقودها ابو عمار واعادة انتاجها بصورتها الحالية، ولكن رئيس الحكومة الحالي "فتالي بينت" لا يوجد لديه أي مشروع".

 

إسرائيل تواجه نمط جديد من المقاومة

المحلل السياسي نهاد أبو غوش يوافق منصور في رأيه بعدم ترجيح اجتياح جديد يستهدف جنين ومخيمها، ولكنه يذهب في حديثه مع "فلسطين اليوم" إلى عوامل أخرى.

وقال لـ"وكالة فلسطين اليوم الاخبارية" إن إسرائيل عندما قررت القيام بعملية السور الواقي كان هناك قوى فلسطينية هي من تشكل التهديد - تشكيلات عسكرية  وتنظيمات هي من توجه الفدائيين لعمليات ضد إسرائيل، ولكن الأن إسرائيل تواجه نمط جديد من العمليات وهو ما تطلق عليه " الذئاب المنفردة" أي العمليات المنفردة والتي حتى أن نفذها أكثر من مقاوم هي بعيدة عن توجيهات التنظيمات، وبالتالي لا يوجد هدف معروف لديها لملاحقته.

وبالمقابل توقع أبو غوش أن تجري عمليات محدودة ومتفرقة هدفها رسالة للجمهور الإسرائيلي المتعطش للإنتقام  أننا نستطيع أن نقتل و نقتحم ما أردنا، كما أنها رسالة للقيادة الفلسطينية إن لم تتولوا ضبط العناصر المسلحة نحن نقوم بذلك بكل ما ينطوي عليه ذلك من إحراج للسلطة.

وقال أبو غوش إن جزء من العقيدة الإسرائيلية هو منطق الانتقام وتكبيد الفلسطينيين خسائر بشرية كبيرة، عقابا له على تضامنه وتشكيله حاضنة لهؤلاء المقاومين، واعتزازه بالمقاومة.

 

كلمات دلالية