جنين تستعد للتصعيد ووحدة إسرائيلية انتشرت لأول مرة في تل ابيب منذ عملية دلال المغربي

الساعة 09:18 ص|09 ابريل 2022

فلسطين اليوم

اكد أحد مقاومي مخيّم جنين، في حديث إلى لصحيفة "الأخبار" اللبنانية ، أنّ «الوضع الميداني آخذٌ في التصعيد» وخاصة بعد العملية البطولية للشهيد "رعد فتحي حازم"، مضيفاً أنّ «الأسابيع المقبلة ستشهد ارتفاعاً في منسوب الاشتباك بقوّة». ويلفت إلى أنّ «العدو الآن أمام تحدٍّ كبير ومعادلة جديدة، إذ إنّ الشهيد رعد هو المقاوم الأول الذي يخرج من مخيّم جنين وينفّذ عملية يسقط فيها قتلى منذ سنوات طويلة». وإذ يُشير إلى أنّ «العدو يهرب من فكرة المكوث في جنين ومخيّمها، كما أن عملياته هناك سريعة وخاطفة»، فهو يستدرك بأن الاحتلال «الآن، سيحتاج إلى اقتحام منزل عائلة الشهيد وأخذ قياساته تمهيداً للهدم، وهذا الأمر لن يكون سهلاً بل معقّداً، رغم أن المنزل يقع على أطراف المخيّم تقريباً».

وبناءً عليه، من المتوقّع أن يشهد مخيّم جنين استنفاراً واسعاً بدءاً من الليلة، خصوصاً في محيط منزل عائلة رعد، وداخل المخيّم. كما يُتوقّع أن تشهد الأيام المقبلة مسيرات حاشدة مستمرّة إلى منزل العائلة، الأمر الذي يعني بالضرورة استمرار ظهور المقاومين المسلّحين، ورفع حالة الاستنفار ميدانياً.

في هذه الأثناء، غاب، للمرّة الأولى، التصريح المعتاد للمسؤولين الإسرائيليين، والذي يقول إن «المنفّذ كان تحت مراقبة الشاباك».

ومثّلت عملية تل ابيب صفعة قوية لمنظومة أمن العدو، الذي سارع إلى استدعاء آلاف الجنود من مختلف وحدات النخبة، بما فيها وحدة «سييرت متكال» التابعة لهيئة الأركان مباشرة، والتي لم يسبق لها أن انتشرت في شوارع تل أبيب، منذ عملية الشهيدة دلال المغربي في عام 1978. في المقابل، باركت الفصائل الفلسطينية عملية تل أبيب، واعتبرتها ردّاً طبيعياً على جرائم العدو، لكن رئيس السلطة، محمود عباس، سارع إلى إدانتها، كالعملية السابقة التي نفّذها الشهيد ضياء حمارشة في «بني براك». وبدا لافتاً أن نصّ الإدانة الجديدة كان عبارة عن نقلٍ حرفي للإدانة السابقة، إذ قال عباس: «قتل المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين لا يؤدّي إلّا إلى المزيد من تدهور الأوضاع، حيث نسعى جميعاً إلى تحقيق الاستقرار، خصوصاً خلال شهر رمضان الفضيل والأعياد المسيحية واليهودية المقبلة».

بالنتيجة، يبقى انطلاق عمليات مسلّحة من جنين نحو الأراضي المحتلّة عام 1948، سيناريو غير معهود، ولم تشهده فلسطين منذ سنوات طويلة. وتكمن الخطورة، بالنسبة إلى العدو، في أن مثل هذه العمليات لا تحتاج إلى تخطيط وتنفيذ على مراحل كثيرة ومتتالية، إذ إنه لا توجد اتصالات ولا لقاءات مع تجّار أسلحة ولا تعدُّدية منفّذين. كما أنها ليست مكلفة، بل أثبت الشهيد رعد أنه بمسدّس واحد قد يتمكّن من توجيه ضربة قوية من الصعب كشفها مسبقاً، لأن المنفّذ لا يملك سجلّاً أمنياً، وليس أسيراً محرّراً، وبالتالي غير خاضعٍ للمراقبة، ولا يمكن التنبّؤ بما قد يُقدم عليه. وإذا كانت عملية بئر السبع قد جرّت عملية الخضيرة، التي كان منفّذاها من الداخل المحتل، وهجوم الشهيد ضياء حمارشة في بني براك، قد جرّ هجوم الشهيد رعد حازم في قلب تل أبيب، فإن الإشكالية الرئيسة اليوم بالنسبة إلى إسرائيل هي: كيف يمكن إحباط العملية التالية، من جنين إلى الداخل؟

كلمات دلالية