خبر نتنياهو يرمش اولا -هآرتس

الساعة 09:33 ص|23 ابريل 2009

بقلم: يسرائيل هارئيل

 (المضمون: تراجع نتنياهو عن مطلبه باعتراف فلسطيني باسرائيل كدولة للشعب اليهودي كعادته يؤكد ضعف الاساس الذي نقف عليه في تصدينا للطرف الاخر - المصدر).

عندما صرحت غولدا مئير معبرة بذلك عن رأي الاغلبية في اسرائيل انه "ليس هناك شعب فلسطيني"، اصطف اليسار الاسرائيلي ضدها. المعركة التي خاضها هذا اليسار من اجل الاعتراف بالشعب الفلسطيني تسببت في تغيير القيم في الجمهور اليهودي في اسرائيل وفي العالم. حتى مناحيم بيغن رجل "ضفتين لنهر الاردن هذه لنا وتلك لنا ايضا" وقع في كامب ديفيد على وثيقة تعترف بـ "الحقوق الوطنية للفلسطينيين".

بالمقابل، كلما كانت اسرائيل تطالب الفلسطينيين بالاعتراف بها كدولة يهودية  – اي بـ "الحقوق الوطنية لليهود" – رفض هؤلاء ذلك بصرامة. الفلسطينيون حصلوا على الدعم القوي لرفضهم وما زالوا من الاسرائيليين الذين قاتلوا من اجل اعتراف اسرائيل بحقوقهم الوطنية.

قبل ايام من ظهور رئيس ايران الرهيب في جنيف كرر نتنياهو مطلب سلفه ايهود اولمرت عشية قمة انابوليس: اعتراف فلسطيني باسرائيل كدولة للشعب اليهودي. كما كان متوقعا حظي بوابل من السخرية والاستهزاء. هذه مناورة تملص تهدف الى دق اسفين على طريق اقامة الدولة الفلسطينية، ادعت جوقة اليسار.

ونتنياهو كعادته كان اول من يرمش. بذلك الحق الضرر بمصداقيته وبوزن تصريحاته، ولكن الضرر وقع بالاساس في حق مطلب عادل ومبدئي – الذي ان لم ينفذ، فلن يتمكن اي اتفاق سياسي من الصمود من دونه.

عندما يصرح محمود احمدي نجاد " بدأنا العد التنازلي لوجود الدولة الصهيونية"، سيتسبب الاعتراف الفلسطيني باسرائيل كدولة يهودية صهيونية بهزة ارضية ايديولوجية واستراتيجية في العالم العربي. مكانة ايران الوحيدة التي تتحرك بصورة حازمة لتجسيد تطلعات ملايين المسلمين – ازالة الدولة الصهيونية – قد تضعف، ايضا ازاء الدول السنية التي تهدد انظمتها

من الصعب اذا المبالغة في مغزى هذا الاعتراف. "معسكر السلام " بالسعي للاعتراف الايديولوجي الفلسطيني باسرائيل. هذا الاعتراف وحده قد يخفف من القلق القائم في اسرائيل ويبلور وضعا لن تكون فيه حاجة لان نوطد وجودنا فقط على القوة.

مؤيدو الفلسطينيين لا يعرفون كيف يردون على التساؤل، ان كان مطلب الاعتراف ليس هاما فلماذا لا يستجيبوا له الفلسطينيون. وان كان هذا المطلب هامشيا، فلماذا اجتمعت كل تيارات عرب اسرائيل وصاغت ورقة "اوراق الرؤية المستقبلة" التي حددت بصورة واضحة لا تقبل التأويل ان من المحظور الاعتراف باسرائيل اعترافا ايديولوجيا؟

ولماذا يصمت مؤيدو فلسطين في اسرائيل ازاء قضية الرؤية المستقبلية لعرب اسرائيل – واقامة دولة فلسطينية خالية من اليهود بينما تكون اسرائيل دولة ثنائية القومية؟ مع مرور الايام وفقا لرؤيتهم هذه وبعد ان يطبق حق العودة ويحقق التفوق الديموغرافي ليرجح الكفة، لن يكتفوا بدولة ثنائية القومية. هوية اسرائيل ستتحدد وفقا للتوازن الديموغرافي الجديد. اي: ستكون بين الاردن والبحر دولتان فلسطينيتان ولن تكون هناك دولة يهودية واحدة حتى.

يحدونا الامل بان يتعامل مجلس الامن القومي بصيغته الحالية باهتمام كبير مع هذه القضايا المصيرية مقدما النصح لرئيس الوزراء بعدم التراجع عن مطلبه باعتراف عربي لدولة اسرائيل وبيت قومي للشعب اليهودي. عليهم وعلى هيئات رسمية اخرى ان يتحركوا مع الادارة الامريكية ايضا. لان الاسرائيليين الذين يكيدون لنتنياهو لا يكتفون بالتحركات في الساحة الداخلية الاسرائيلية الشرعية. عندما يخسر اليسار في صناديق الاقتراع تواصل اذرعه الامتداد والتحرك في ارجاء المعمورة ايضا.