حكومة "بينت" في خطر بعد انسحاب "سيلمان" من الإئتلاف..فما تداعيات القرار؟

الساعة 09:34 ص|06 ابريل 2022

فلسطين اليوم

أعلنت رئيسة الائتلاف عضو الكنيست عن حزب "يمينا"، عيديت سيلمان، اليوم الأربعاء، الانسحاب من الائتلاف الحكومي برئاسة نفتالي بينيت، ما يعني عدم وجود أغلبية للائتلاف في الكنيست، بحسب ما أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية.

وقررت سيلمان الانسحاب من الائتلاف، بسبب خلافات وصفتها بـ"الأيديولوجية" مع شركاء بالحكومة من أحزاب اليسار الصهيوني، حيث ستقدم استقالتها رسمياً في وقت لاحق اليوم. إلا أنه لا يتوقع أن تستقيل من عضوية الكنيست.

ويرجح أن ما سرع قرارها الاستقالة من الائتلاف، هو توجه وزير الصحة الإسرائيلي، نيتسان هوروفيتس، نحو السماح بإدخال المأكولات الـ"حاميتس" (ليست حلال بموجب الشريعة اليهودية) إلى المستشفيات في البلاد خلال عيد "الفصح العبري".

وسيلمان هي عضو الكنيست الثانية من حزب "يمينا" التي تنسحب من الائتلاف، بعد عضو الكنيست عاميحاي شيكل. وبذلك يصبح عدد أعضاء الكنيست في الائتلاف 60، ما يعني أن الائتلاف لن يتمكن من تشريع قوانين، وخاصة قوانين أساس، كما أنه قد لا ينجح بتمرير ميزانية الدولة.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن سيلمان قولها "حاولت تحقيق الوحدة وعملت من أجل الائتلاف الحالي، لكني أرفض المشاركة في إلحاق أضرار بالهوية اليهودية لإسرائيل وشعب إسرائيل".

وأضافت أن "الهوية اليهودية لدول إسرائيل، هي جوهر وجودنا هنا، والمساس بذلك دون أي اعتبار للجمهور الذي أمثله، والقيم التي أؤمن بها، بمثابة خط أحمر بالنسبة لي".

وتابعت "أنتم لا تعرفون كل شي، كوني حاولت العمل بهدوء. سأجمد عضويتي في الائتلاف وسأواصل محاولة إقناع أصدقائي بالعودة إلى معسكر اليمين وتشكيل حكومة يمينية. أعرف أنني لست الوحيدة في هذا السياق. يمكن تشكيل حكومة أخرى خلال ولاية الكنيست الحالية".

وكانت سيلمان قد أعلنت، في أعقاب قرار هوروفيتس بشأن الـ"حاميتس" أنه لن يكون بمقدورها البقاء في الائتلاف إذا شجع وسمح وزير الصحة إدخال المأكولات الـ"حاميتس" إلى المستشفيات خلال أسبوع عيد الفصح اليهودي.

وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن رئيس الحكومة بينيت لم يكن على دراية بقرار سيلمان الاستقالة من منصبها، وعلم بذلك من خلال ما نشرته وسائل الإعلام، التي نقلت عن مصدر مطلع في الائتلاف قولها إنه "على الرغم من عدم وجود أغلبية للائتلاف، فإن ولاية الحكومة قد تستمر حتى آذار/مارس 2023".

وحاول بينيت الاتصال بسيلمان والتواصل معها، لكن دون أن يتمكن من ذلك، حيث قرر إلغاء برنامجه ومواعيده المقررة مسبقا لليوم، من أجل المشاورات بشأن تداعيات قرار سيلمان على مستقبل الائتلاف الحكومي، ومن المتوقع أن يجتمع مع وزير الخارجية و"رئيس الحكومة البديل"، يائير لبيد.

ووجهت من داخل الائتلاف الحكومي، وخاصة من أحزاب اليسار الصهيوني انتقادات شديدة اللهجة لقرار سيلمان، وقال عضو الكنيست عن حزب ميرتس، يائير غولان، إن خطوة سيلمان هي "قمة الانتهازية السياسية، ومن النوع المنحط، لكن ليس بالضرورة أنه سيفكك الحكومة".

وقال وزير الرفاه الاجتماعي، مئير كوهين، من حزب "ييش عتيد"، تعليقا على قرار سيلمان إنه: "يمكن أن يكون الأمر قد انتهى (بالإشارة إلى الائتلاف الحكومي). لكن الوقت ما زال مبكرا، ونحتاج أن نرى التطورات. وبلا شك أن الوضع أصبح أكثر تعقيدا. وأقترح ألا نبدأ بنعي الحكومة. إعلان سيلمان هو دراماتيكي للغاية، ولم أكن أتوقعه".

وفي المقابل، رحب أعضاء كنيست من اليمين ومن أحزاب المعارضة بقرار سيلمان، وتوجهوا للمزيد من أعضاء الكنيست من الجناح اليميني في الائتلاف، وخاصة في حزب "يمينا"، للانسحاب من الائتلاف وإسقاط حكومة بينيت.

ورحب زعيم الليكود ورئيس المعارضة، بنيامين نتنياهو، بإعلان سيلمان، قائلا "أهلا بك في البيت، في المعسكر الوطني. وأدعو كل من تم انتخابه بأصوات المعسكر الوطني للانضمام إلى عيديت والعودة إلى بيتنا، سيتم استقبالكم بكل الاحترام وبذراعين مفتوحين".

وقال مصدر رفيع في الائتلاف إن سيلمان اتفقت مبدئيا مع مقربي نتنياهو على ضمان مكان لها في قائمة مرشحي الليكود في الانتخابات المقبلة للكنيست، وفقا لموقع صحيفة "هآرتس" الإلكتروني. وبموجب هذا الاتفاق، فإنه في حال شكّل الليكود حكومة، ستُعيّن سيلمان وزيرة للصحة. وهي تتولى حاليا رئاسة لجنة الصحة في الكنيست.

وأضاف المصدر نفسه أنه حذر بينيت، خلال الأسبوع الأخير، من أن سيلمان تجري اتصالات مع مكتب نتنياهو. والتقت سيلمان وزوجها عدة مرات في الأيام الأخيرة مع عضو الكنيست من الليكود، ياريف ليفين.

 وأشارت مصادر أن الاتفاق بين سيلمان ونتنياهو شبيه بالاتفاق الذي أبرمه نتنياهو في حينه مع عضو الكنيست السابقة أورلي ليفي أبيكاسيس، التي انسحبت من الشراكة بين حزبي العمل وميرتس، خلال ولاية الكنيست السابقة.

تداعيات القرار 

وضعت عضو الكنيست عيديت سيلمان حكومة بينت في أزمة كبيرة تنذر بتفككها وانهيارها، حيث أصبحت فاقدة للأغلبية التي تضمن نجاح عملها.

استقالة سيلمان يعني أن الائتلاف الحكومي في إسرائيل لديه 60 صوتًا فقط وليس 61- وسيجد صعوبة في حشد الأغلبية وتعزيز التشريعات في الكنيست.

إضافة إلى ذلك فإنه بأغلبية 60 عضوًا فقط من أعضاء الكنيست، لن تكون الحكومة قادرة على تمرير قوانين أساسية ولن تكون قادرة على الموافقة على ميزانية الدولة المقبلة.

سيلمان هي ثاني من يرحل عن حزب اليمين، الذي تم انتخابه لعضوية الكنيست بسبعة أعضاء كنيست، ولكن اليوم ، بعد استقالتها واستقالة عميحاي شكلي في وقت سابق، فإن حزب بينت لديه خمسة أعضاء فقط في الكنيست.

يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت لم يتم إبلاغه مسبقًا بنيّة سيلمان على التقاعد وعلم بذلك من تقارير وسائل الإعلام.

 

ألغى بينيت جميع جداول الأعمال الصباحية لإجراء المشاورات السياسية بعد استقالة سيلمان، بينما لم يتمكن مكتبه من الاتصال بعضو الكنيست هذا الصباح.

سيلمان قالت إنها للأسف لم تستطع مد يد العون لتحركات الحكومة، وحاولت الوحدة لكن لسوء الحظ لن تتمكن من المساعدة في الإضرار بالهوية اليهودية لإسرائيل وشعبها، وفق زعمها.

كلمات دلالية