"مذبحة بوتشا" تثير صدمة في العالم

الساعة 02:00 م|04 ابريل 2022

فلسطين اليوم

عبر مسؤولون أوكرانيون وأوروبيون عن غضبهم، أمس الأحد، مما قالوا إنها أعمال وحشية ارتكبتها القوات الروسية في بوتشا، بالقرب من كييف قبل انسحابها من المنطقة لتركيز هجماتها على مواقع أخرى، في حين نفت موسكو الاتهامات.

وعثر في المنطقة على جثث تعود إلى 410 مدنيين، وفق ما أعلنت النائبة العامة لأوكرانيا إيرينا فينيديكتوفا. وأضافت “خبراء الطب الشرعي عاينوا حتى الآن 140” من هذه الجثث.

كما عُثر على 57 جثة في مقبرة جماعية في بوتشا، حسب ما أفاد الأحد مسؤول الإغاثة المحلي سيرهي كابليتشني. كان يمكن مشاهدة نحو عشر جثث، علما بأن بعضها كان مدفونا في شكل جزئي. وقال كابليتشني “هنا، في هذه المقبرة الطويلة، تم دفن 57 شخصًا”.

وعرض أناتولي فيدوروك، رئيس بلدية مدينة بوتشا، أمام الصحافيين جثثا في منطقة قال إن المقاتلين الشيشان سيطروا عليها خلال الشهر الذي احتلت فيه القوات الروسية المدينة.

وعرض أمام فريق من الصحافيين، جثتين مربوطتي الأذرع بقماش أبيض. وقال إن مقاتلين من الشيشان أوثقوا السكان بهذه الأربطة. ونشرت الشيشان، وهي منطقة في جنوب روسيا، قوات في أوكرانيا لدعم القوات الروسية.

وبدا أن إحدى الجثتين كانت مقيدة اليدين بقطعة قماش بيضاء، وعليها إصابة في الفم.

واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا بارتكاب إبادة جماعية، وقال “في الواقع هذه إبادة جماعية تستهدف القضاء على الأمة بأسرها والشعب”.

كما طالب وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا بعقوبات أكثر صرامة من جانب مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى على روسيا/ معتبرا أن “روسيا أسوأ من داعش”.

وقال أوليكسي أريستوفيتش مستشار زيلينسكي إن القوات الأوكرانية عثرت على جثث نساء تعرضن للاغتصاب وأُضرمت فيها النيران، فضلا عن جثث لمسؤولين محليين وأطفال.

وأضاف للتلفزيون الأوكراني “يوجد قتلى من الرجال وقد بدت على أجسادهم آثار تعذيب. كانت أياديهم مقيدة بينما قتلوا بطلقات نارية في مؤخرة الرأس”. مع ذلك فقد نفت روسيا الأحد الاتهامات، ووصفت اللقطات والصور التي تظهر جثث القتلى بأنها “استفزاز آخر” من جانب كييف.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان “كل الصور ومقاطع الفيديو التي نشرها النظام في كييف، ويزعم أنها شاهدة على (جرائم) الجنود الروس في مدينة بوتشا بمنطقة كييف، هي استفزاز آخر”.

ووصفت الوزارة هذه الصور والمقاطع بأنها “استعراض مسرحي من جانب نظام كييف لوسائل الإعلام الغربية”.

وقال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الأحد، لقناة “سي أن أن”، “لا يَسَعك إلّا التعامل مع هذه الصور بوصفها ضربة مؤلمة”، مضيفًا “هذا هو واقع ما يحصل كلّ يوم ما دامت استمرت وحشية روسيا ضد أوكرانيا”.

فيما أكّد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، أنه “ليس متفائلًا جدًا” بشأن ما تقوله روسيا عن سحب قواتها من محيط العاصمة الأوكرانية كييف.

وقال جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي على تويتر “صُدمت بأنباء الأعمال الوحشية التي ارتكبتها القوات الروسية. الاتحاد الأوروبي يساعد أوكرانيا في توثيق جرائم الحرب”، مضيفا أن جميع القضايا يجب أن تتابعها محكمة العدل الدولية.

كما قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن “الهجمات البغيضة ضد المدنيين” في بوتشا وإربين وقرب كييف دليل على أن روسيا ترتكب جرائم حرب في أوكرانيا، مشيرا إلى أن بريطانيا ستشدد العقوبات وتزيد من الدعم العسكري ردا على ذلك.

وأضاف في بيان “سأفعل كل ما بوسعي لكبح الآلة الحربية (للرئيس الروسي فلاديمير) بوتين”.

كذلك استنكر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الصور “التي لا تُحتمل” من مدينة بوتشا، مشددًا على ضرورة “أن تُحاسب السلطات الروسية على جرائم” قتل المدنيين.

وكتب ماكرون على “تويتر” “في الشوارع، قُتل مئات المدنيين بجُبن”.

 

كلمات دلالية