تحدّت البطالة بمشروعٍ صغير...

بالصور قصة كفاح جديدة: "روان" تضيء وتعطر "مستقبلها" بأدوات بسيطة

الساعة 10:49 ص|28 مارس 2022

فلسطين اليوم

غزة/ أمل الوادية:

بعد أن بحثت على بصيص أمل ينتشلها من شبح البطالة، وجدت بين جدران غرفتها الأربعة ما يُضيء حياتها ويفتح أمامها نافذة أمل، لطالما أحبت روان أشكال الصابون والشمع المزينة بطرق مختلفة، والتي تفوح منها روائح الفانيليا والمسك والعنبر والمانجا، لتجد بمحض الصدفة طرق تعلمها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

طاولة بلاستيكية تتوسط غرفة "روان الحداد" وسط مدينة غزة، مزينة بكافة مشغولاتها اليدوية، حيث تجلس على الكرسي وتبدأ بصنع الشمع والصابون والحجر المعطر، فلم تكن تعلم روان وهي خريجة –تربية تكنولوجيا-أن حبها وشغفها سيكون مصدر رزق لها في ظل عدم حصولها على فرصة عمل منذ تخرجها عام2012، لتبدأ بالبحث والتعلم.

تابعت الحداد صفحات تركية وعربية واجتازت دورة تدريبية وورشة عمل، وأخذت تطبق كل ما تعلمته ورأته، حتى انتهى بها المطاف لتحول غرفتها الى مشروع صغير لصنع الصابون والشمع وتزينهما، وتقوم بترويجهما عبر حسابها "الانستغرام".

صناعة الصابون روان الحداد (32).JPG
 

بداية القصة

تقول روان لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "في عام 2017بدأت أتعلم الجوانب العملية في صناعة الصابون والشمع عبر اليوتيوب، لكني لم أشعر بالفائدة، فرأيت بمحض الصدفة فتاة من غزة وقد أشارت عليَ بالحصول على ورشة عمل ليوم واحد، وبالفعل اجتزتها وتعلمت كيفية الصنع، وتعرفت من خلالها على كل محلات المواد الخام".

تبدأ روان عملها مع وصل التيار الكهربائي في مدينة غزة، إذ تُحضر كل المواد الخام المطلوبة لصنع الصابون وتذوبها ببعضها البعض على درجة حرارة معينة، لتضيفهم مادة تلو الأخرى وتضع مادة الصودا فوق المواد بدرجة حرارة معينة حتى يتجانس القوام المطلوب وتضع العطر واللون الذي ترغب به.

تضيف روان: "أما الشمع فلا يختلف كثيراً عن صنع الصابون الذي يستغرق نصف ساعة بينما الشمع فيستغرق وقتاً أطول في الصنع، وذلك لأنه يدخل في مراحل الذوبان والتجفيف ووضعه على درجة حرارة لا تزيد عن 75% كشمع البروفين والعسل والصويا".

تقول بعد ضحكة مملوءة بالأمل: "فشلت أول مرة في صنع الصابون، لكني لم أيأس فحاولت مراراً وتكراراً حتى وصلت للنتيجة المطلوبة، الشيء المزعج بالأمر أنني لا يمكنني إعادة تدوير الصابون الذي أفشل في صنعه، على عكس الشمع الذي يمكنني إعادة تدويره".

أنتجت روان العديد من أشكال الصابون والشمع كالقالب الوردي، وشكل سندريلا والخروف، وشكل الشمع البابلز والوردة، إلى جانب شكل عربة الأطفال، واستغلت قوالب الكعك والكيك في صناعة أشكال جديدة، إلى جانب صناعة قوالب السيليكون بيديها.

صناعة الصابون روان الحداد (25).JPG
 

عوائق عملها

ويشكَّل الحصار الإسرائيلي وإغلاق المعابر عائقاً كبيراً في وصول أدواتها من الخارج، حيث تستغرق عاماً كاملاً في انتظار وصول القوالب التي تحتاجها، ناهيك أن ضريبة الشحن مرتفعة جداً بالنسبة لسعر الأدوات.

تقول: " إن انقطاع التيار الكهربائي بشكل يومي عطل عملي كثيراً، فأتقيد بشكل كبير بمجيء الكهرباء لأبدأ بالعمل، منوهةً أنه لا يوجد مكان خاص بها للعمل بكل راحة واستقرار".

صناعة الصابون روان الحداد (22).JPG
 

أسعار زهيدة

ولاقت روان اقبالاً بسيطاً حين عرضت مشغولاتها اليدوية على حسابها الانستغرام الذي أسمته "فرحتي" وذلك لتكون أعمالها فرحة لقلوب الناس وفرحتها الكبرى بإنجاز الأشكال بالدقة المطلوبة، حيث تهتم باختيار الألوان الباردة في الشمع والصابون كالزهري والأبيض.

وتتفاوت أسعار روان من 3 شواقل و8شواقل، مضيفةً أنها لا تفضل صنع الأشياء المكلفة لأن الناس لا تستطيع شراءها، فالوضع الاقتصادي بقطاع غزة متدهور.

تختم بقولها: "هذا المشروع الصغير علمني أن أتحلى بالصبر، وأنشر أعمالي دون أن أحتاج أحد، فحلم حياتي أن أفتتح متجراً خاصاً بأعمالي".

ويبلغ معدل البطالة في فلسطين 26% بواقع 372ألف شخص عاطل عن العمل، 47% منهم في قطاع غزة، وذلك بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ 16 عاماً.

صناعة الصابون روان الحداد (16).JPG
صناعة الصابون روان الحداد (27).JPG
صناعة الصابون روان الحداد (20).JPG
صناعة الصابون روان الحداد (19).JPG
صناعة الصابون روان الحداد (17).JPG
صناعة الصابون روان الحداد (13).JPG
صناعة الصابون روان الحداد (11).JPG
صناعة الصابون روان الحداد (12).JPG
صناعة الصابون روان الحداد (10).JPG
 

كلمات دلالية