خبر تطبيع للمبتدئين-هآرتس

الساعة 09:11 ص|22 ابريل 2009

بقلم: تسفي بارئيل

 (المضمون: رغم التغيرات فما زال التطبيع بين اسرائيل ومصر يراوح في مكانه  - المصدر).

ليس مهما مدى تأثير كشف النقاب عن شبكة التخريب التابعة لحزب الله في مصر، على الرأي العام هناك، والى اي حد مدت وسائل الاعلام المصرية حدود الانتقاد، بل على وجه الصحة الهجمات التي شنت على حسن نصرالله، كل هذا لم يقرب التطبيع مع اسرائيل ولو سنتيمترا واحدا. كان من المفروض سماع انتقادات بعض المفكرين والصحافيين واعضاء البرلمان المصري، لظهور دانيال برينبويم في دار الاوبرا في القاهرة في الاسبوع الماضي للادراك بان حزب الله شيء واسرائيل شيئا اخر.

برينبويم دعي من قبل السفيرة النمساوية لقيادة الفرقة الموسيقية المصرية. وزير الثقافة المصري فاروق الحسيني الذي يعارض التطبيع مع اسرائيل وافق، وكانت القاعة الجميلة مملوءة بالحضور تماما، والقائد الاسرائيلي للفرقة الذي قام ايضا بعزف مقاطع منفردة على قيثارته حظي بتصفيق عاصف من الجمهور.

الممثل المصري المعروف عمر الشريف هو الذي قدم برينبويم للجمهور واوضح بانه يحب عمل برينبويم واراءه وانه انسان يزرع المصالحة. برينبويم من ناحيته الموسيقار الاسرائيلي الاول الذي يقدم عرضا في القاهرة بعد 30 عاما من السلام، قال للجمهور المتحمس بانه كان منذ صغره "قلقا من عدم اهتمام اسرائيل بحياة الدول المجاورة" وانه يحاول من خلال الموسيقى القضاء على هذا الجهل في الجانبين. ولكن هذا الجهد الموسيقي لم يقنع الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الذي رفض الدعوة التي وجهت اليه لحضور العرض.

وزير الثقافة حسني اكثر من الالتواء في المقابلة. هو حرص على التوضيح للجمهور الذي حضر الحفل الموسيقي بأن الموسيقار الاسرائيلي يمتلك جنسية فخرية فلسطينية وهو معروف بمعارضته للعدوانية الاسرائيلية وينتمي للمعتدلين دعاة السلام ومؤيدي الفلسطينيين. مع ذلك قال قبل ظهوره في مقابلة اجرتها معه شبكة التلفزة السعودية أم.بي.سي، بانه لم يغير اراءه وانه "يتفق مع كل المفكرين المصريين بان التطبيع مع اسرائيل سيأتي في وقته الملائم، (اي ليس الان). وان على وزير الثقافة المصري ان يصغي لنبض الشارع المصري والعربي. قال وأردف "وتمثيل اولئك الذين يعارضون التطبيع من اسرائيل في هذه المرحلة... فليس من المعقول ان يغني الجمهور ويرقص ويشاهد في المسرح بينما يخضع الشعب الفلسطيني البائس في غزة والضفة تحت وابل الهجمات الاسرائيلية اليومية". الوزير حرص على القيام بتمييز واضح: "انا لست ضد اليهود".

اذا، فلماذا دعا فخامة الوزير الموسيقار الاسرائيلي لتقديم عرض في دار الاوبرا المصرية؟ السبب كما يقول خصومه هو انه يتطلع للحصول على منصب رئيس اليونسكو ولذلك هو بحاجة لتأييد اسرائيل التي تعارض ترشيحه لنفسه. "حسني قام بادخال هذا الرمز الصهيوني (برينبويم) من البوابة الخلفية وهذه هي البداية فقط. غدا سنرى فرقة موسيقية اسرائيلية كاملة تظهر في مصر"، هاجم عضو مجلس الشعب المصري مصطفى بكري متهما الوزير بانه يتزلف للاسرائيليين بالحصول على المنصب الرفيع الذي ينشده.

سواء كان يتزلف ام لا، فاسرائيل ما زالت تعارض ترشيحه لنفسه، مدعية بانه لا يعقل بان يكون على رأس هذه المؤسسة الثقافية الدولية الهامة جدا انسان يعارض التطبيع مع اسرالئيل. ربما من اجل صد هذا الادعاء، اوضح الوزير حسني في مقابلته مع الـ ام. بي. سي بانه سيتصرف كرئيس لليونسكو بصورة مغايرة لتصرفه كوزير ثقافة في مصر، وان تطلب المنصب زيارة اسرائيل فسيزورها.

ولكن في الوقت الحالي عليه ان يتصدى لهجمات اخرى تشن عليه. في هذه الايام حظر وزير الداخلية المصري نشر المجلة الثقافية الهامة "ابداع" التي تصدر من قبل وزارة الثقافة. السبب: نشر قصيدة الشاعر حلمي سالم باسم "من فوق شرفة ليلى مراد" حيث يتعرض فيها الشاعر وفقا للائحة الاتهام المقدمة ضده للذات الالهية.

قبل عام اضطر سالم لاعادة جائزة الادب التي حظي بها بسبب هذه القصيدة وفي الاسبوع الماضي تم حظر توزيع ونشر مجلة "ابداع". حسني اوضح بانه يعارض الرقابة ولكنه لم يقم بشيء من اجل منع امر الاغلاق. "كيف يمكن ترشيح شخص يصمت امام قيود الرقابة لمنصب رئيس اليونسكو؟" ، تساءلت المنظمة المصرية للمعلومات حول حقوق الانسان.