بعد عام ونصف من الضبابية.. عائلة "بلال رواجبة" تُطالب بمعرفة مصيره سواء كان شهيداً أو أسيراً

الساعة 10:16 م|23 مارس 2022

فلسطين اليوم

طوال عام ونصف الفائتة، انقلبت حياة عائلة " بلال رواجبة" من قرية عراق التايه جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، رأسا على عقب وباتت حياتها كلها تتمحور حول البحث الكشف عن مصيره سواء أكان شهيدا محتجز جثمانه أو أسيرا لدى الاحتلال.

حالة القلق والتوتر الدائم، جعل العائلة تطرق كل باب يمكن أن يساعدها في معرفة مصير ابنها المجهول، دون أن تحصل على معلومات عنه.

شقيقة بلال تقول: "لم نترك مؤسسة حقوقية دولية أو محلية، ولا جهة رسمية إلا وطرقنا بابها لنعرف مصير بلال دون جدوى، الرد الدائم والمستمر أن لا معلومات، وهو ما يجعلنا نعيش على أمل أن يكون على قيد الحياة".

عائلة بلال رواجبة، وهو مستشار قانوني لجهاز الأمن الوقائي، تلقت في شهر نوفمبر/ تشرين 2020 اتصالا هاتفيا من قبل مخابرات الاحتلال أبلغت خلاله إنه تم إطلاق النار عليه على حاجز حوارة جنوب مدينة نابلس بدعوى محاولته تنفيذ عملية دهس، وتم نقله إلى إحدى المستشفيات الإسرائيلية في الداخل المحتل.

شهود عيان تواجدوا على الحاجز أكدوا للعائلة إصابته، وقالوا إنه تم نقله بطائرة إسعاف عامودية من المكان، ولكن العائلة لم تتمكن من معرفة أسم المستشفى أو وضعه الصحي بعد إصابته بسبب تعتمي الاحتلال على تقديم أي معلومات عنه.

ولم تُبلغ من قبل الارتباط المدني في حينه أو وزارة الصحة، التي بالعادة تتلقى معلومات عن نوعية الإصابة أو الاستشهاد في هذه الحالات.

وحتى بعد استدعاء والد بلال للتحقيق معه في نفس اليوم الذي أصيب به بلال تعمد، ضابط المخابرات عدم إخباره بمكانه واكتفى بالقول: إنه مصاب ويتلقى العلاج بمستشفى "إسرائيلي"، وبعد خروجه من مقر التحقيق التابع للمخابرات "الإسرائيلية" في معسكر جيش الاحتلال المقام على أراضي قرية حوارة جنوب نابلس، تلقى الوالد اتصالا هاتفيا أبلغ خلاله استشهاد بلال. ولكنه ما أن وصل لبيته حتى تلقت العائلة اتصالا آخر يفيد بعدم استشهاده، وهو ما جعل العائلة تعيش حالة من التناقض.

وبحسب شقيقة بلال، فإن الاحتلال رفض تقديم أيه معلومات عنه فيما بعد، بالرغم من تدخل كل هذه الجهات الحقوقية والقانونية والرسمية، وحتى نواب عرب في الكنيست مؤسسات حقوق الإنسان الإسرائيلية لم يكن لديها أي رد حاسم حول مصيره.

وأضافت: "نعيش على أمل أن يكون بلال على قيد الحياة، فإن كان شهيد لماذا لا يتم الإعلان من قبل الاحتلال عن ذلك، حتى لم يتم التعامل معنا مثل عائلات الشهداء الذين يتم مداهمة منازلهم بعد استشهاد أبنائهم أو التحقيق مع أفراد العائلة".

ووفق شقيقته، فإن بلال (30 عاما)، وهو متزوج وأب لطفلة عمرها الأن عام وثمانية أشهر، كان ملاحقا من الاحتلال الذي استدعاه أكثر من مرة للمقابلة للتحقيق معه على قضايا قانونية تتعلق بعمله، ولكنه رفض الاستجابة للاستدعاء وهو ما يثير تخوف العائلة أكثر، ويطرح تساؤلات لديها عن أسباب تكتم الاحتلال عن الكشف عن مصيره.

وكانت العائلة توجهت إلى مقر الصليب الأحمر في يوم الأم (الإثنين 21 مارس/ آذار الحالي) للمطالبة بمعرفة مصيره مع مجموعة من أمهات الشهداء المحتجزة جثامينهم في محافظة نابلس:" في الفعاليات التي تتعلق بالشهداء المحتجزة جثامينهم نتواجد ونطالب، وفي الفعاليات المساندة للأسرى نكون حاضرين".

وبالنسبة للعائلة فإن حالة الضبابية التي تحيط مصير أبنها قلب حياتها بالكامل، فالكل ينتظر خبر يقين على مصيره، شهيدا أو أسيرا:" إن كان شهيدا فنحن نحتسبه عند الله فدى الوطن، فهو ليس بأغلى من الشهداء، ولكن حتى اليوم الذي نتأكد أنه استشهد سنبقى نعيش على أمل أنه على قيد الحياة" قالت شقيقته.

كلمات دلالية