تسعى حكومة الاحتلال "الإسرائيلي" على مدار الوقت إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المسجد الاقصى ومدينة القدس عبر استفزاز مشاعر المسلمين، وكان أحدثها إصدار ما يسمى بـ"وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي" عومير بار ليف، قرارًا يسمح للمستوطنين بـ"اقتحام" الحرم المقدسي خلال شهر رمضان المبارك المقبل.
واعتبر المقدسيون، السماح باقتحام المستوطنين في رمضان، تصعيد جديد لإشعال الأوضاع في مدينة القدس التي تريد حكومة الاحتلال من وراءها تهويد المدينة وطرد الأهالي لصالح المستوطنين والاستيطان، وفق رؤية "تلمودية".
وقال خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، إن "تصريح وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي باقتحام الأقصى والقدس في رمضان، استمرار لابتزاز مشاعر المسلمين والمقدسيين"، محملاً حكومة الاحتلال المسؤولية عن أي إخلال للأمن وزعزعة الاستقرار في القدس خلال الفترة المقبلة.
وأضاف صبري، في تصريح لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن هذا التصريح "يتناقض مع ادعاء الحكومة الإسرائيلية الاحتلالية التي تطالب بعدم العنف وبضرورة فرض الهدوء خلال شهر رمضان في القدس".
وأكد خطيب الأقصى، أن وزير الامن العدو يهدف من وراء خطوته الجديدة إرضاء اليمن المتطرف، لأن الحكومة "الاسرائيلية" حكومة يمينية تشجع الجماعات المتطرفين لاقتحام الأقصى، التي تزايدت خلال الفترة الماضية بصورة رهيبة.
ودعا صبري، من الجماهير الفلسطينية إلى ضرورة استمرار شد الرحال إلى الأقصى والقدس، نصرة ودعما لهما في التصدي لاعتداءات الاحتلال المتكررة والمتصاعدة.
وبحسب إذاعة "103" العبرية"، فإن "وزير الامن الداخلي" قال في تصريح بها إنه "سيسمح لجماعات المستوطنين دخول (اقتحام) المسجد الأقصى خلال رمضان كما هو الحال في الأشهر المختلفة".
وأضاف "وزير الأمن الإسرائيلي"، أن المستوطنين سيكونون أحرارًا في دخول الحرم القدس كما هو الحال دائمًا".
تفجير الاوضاع
ويرى المحلل السياسي، خليل شاهين، أن تصريح مسؤول "وزير الامن الاسرائيلي" أنه يأتي ضمن سياسة "إسرائيلية" في وضع أساس تفجير الأوضاع بالقدس والضفة الغربية المحتلتين، لأن الفلسطينيين لم يسمحوا باستمرار هذه السياسيات التي تشكل خطر على وجودهم وعلى مقدساتهم الاسلامية.
وقال المحلل السياسي، شاهين، لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إن "السلطات الإسرائيلية الحالية توفر كل عوامل التوتر اللازم في تفجير الأوضاع في القدس"، مشيرًا إلى أن الاحتلال يستغل الأزمات العالمية في تمرير وتصعيد سياستها الهادفة إلى التهويد وإمعان المستوطنين باعتداءاتهم واستفزازاهم في محاولة لفرض وقائع جديدة بالقدس.
وأضاف: " يترتب الحذر من فرض الاحتلال سياسة تهدف إلى السماح بوصول الفلسطينيين إلى الأقصى بالمقابل مزيد من اقتحام المستوطنين (المتطرفين) لباحات القدس"، وهو مرفوض شعبيًا وفصائليًا.
وتابع: إن "حكومة نفتالي بينت تسعى لإقناع السلطة بأن لا تسمح بأي شكل لوجود مقاومة فلسطينية رافضة للسياسة الاحتلالية، من خلال رشاوى عبر تمرير تسهيلات اقتصادية".
وأوضح شاهين، أن المطلوب لصد سياسات الاحتلال واعتداءات المستوطنين لباحات القدس والاقصى، هو تصعيد المواجهة مع العدو في جميع الأراضي الفلسطينية.
وتعمل الجمعيات الاستيطانية، على تعبئة عناصرها وحشدهم للهجمة الكبرى على المسجد الأقصى المبارك في شهر رمضان المقبل، الذي يتزامن مع نيسان العبري ويتخلله خمس مناسبات وأعياد لليهود.
ويستغل المستوطنون الاحتفال بما يسمى "السبت العظيم"، و"يوم الهجرة العالية"، و"عيد الفصح" الذي يستمر لسبعة أيام، ويوم صيام البكر، ويوم هشوا، لتنفيذ مخططاتهم في المسجد الأقصى.
وبحسب المخططات "الإسرائيلية" فإن الهجمة الثانية المتوقعة على المسجد الأقصى في رمضان ستكون في ما يسمى يوم الهجرة العالية، الذي يوافق 11/4/2022، وسط احتمالات من توتر الاوضاع الميدانية في القدس.