خبر غزة : الدعوة لتعزيز رأس المال الفكري لزيادة القدرة التنافسية في السوق العالمية

الساعة 05:20 ص|22 ابريل 2009

فلسطين اليوم : غزة

دعا خبراء وباحثون إلى العمل على تطوير المهارات الفكرية والاهتمام بالتفكير الإبداعي كوسيلة للمنافسة في السوق العالمية.

جاء ذلك خلال يوم دراسي نظمه قسم العلوم المالية والإدارية بالكلية الجامعية للعلوم التطبيقية، أمس، بعنوان "رأس المال الفكري"، بحضور د. خضر الجمالي، نائب العميد للشؤون الأكاديمية و د. خالد حمد مساعد النائب الأكاديمي و د. هشام غراب رئيس وحدة البحث العلمي و د. ماجد الفرا عميد التخطيط والتطوير بالجامعة الإسلامية وبسام الأغا رئيس قسم العلوم المالية والإدارية ولفيف من طلبة الكلية.

وثمن الجمالي الجهود التي أدت إلى إنجاح اليوم الدراسي الذي يأتي في إطار مناقشة كل ما هو جديد في مجال العلوم والمعارف، مشيراً إلى أن العالم بات متغيراً بشكل كبير وأن هذا التغيير طال كل شيء حتى الأفكار والمفاهيم، مضيفاً إن العالم أصبح قرية صغيرة مملوءة بالمعارف والتقنيات التي تتطور يوما بعد يوم.

من جهتها، تحدثت الباحثة ابتسام مرزوق، عن طرق تطوير رأس المال الفكري، وأهمها الكشف عن رأس المال الفكري من خلال إجراء البحوث وتوظيف منهج الاستشارات والتدريب.

وأضافت إن من طرق تطوير رأس المال الفكري نشر الجهل الذي يقوم على الاعتراف بحقيقة أنه ليس مطلوباً من الجميع أن يعرفوا كل شيء عن كل شيء، موضحة أن استخدام السوق لكسر البيروقراطية يعد أحد مخاطر هيكلة رأس المال الفكري.

وتناولت مرزوق العملاء كأحد أهم مصادر رأس المال الفكري، مشيرة إلى ضرورة التحالف معهم واستثمارهم عبر إشراكهم في النجاح، وبينت أنه يجب ربط العميل بصاحب العمل وكذلك ربط المعلومات فيما بينهم.

رأس المال الحقيقي

من جهته، عرف الفرا مفهوم رأس المال الفكري على أنه رأس المال الحقيقي للمؤسسة، مضيفاً إن المعرفة المفيدة للمؤسسة هي التي يمكن توظيفها لصالحها، وإن العنصر البشري كي يصبح رأس مال فكرياً لا بد أن يعطي ميزة تنافسية للمؤسسة ويصعب تقليده.

واستعرض أهم الأساليب المقترحة لتطوير رأس المال الفكري من القدرة على تحديد رأس المال الفكري للمؤسسة كخطوة أولى كي يتم وضع الإستراتيجية المناسبة للتطوير والمحافظة على رأس المال الفكري، إلى توفير المناخ المناسب لاستغلال ما لدى العاملين من قدرات ومهارات ومعارف، مضيفاً إن هذا يتطلب شحن القدرة الذهنية للعاملين ومنحهم الأمن الوظيفي وتطوير الثقافة التنظيمية السائدة بما يمكن من سهولة التواصل مع الإدارة العليا وسهولة انسياب الأفكار الإبداعية وتقليل العمل الروتيني لدى المبدعين.

صعوبات وعقبات

وعن الصعوبات التي يواجهها رأس المال الفكري أشارت منال البحيصي المحاضرة في قسم العلوم المالية والإدارية بالكلية إلى أن من أهم الصعوبات في العالم العربي هدر رأس المال البشري وتدني فرص العمل مقابل النمو السكاني وتدني المهارات ونقص فرص التدريب والتأهيل، مضيفة إن هناك صعوبات أخرى كصعوبة اللغة الأجنبية وعدم المقدرة على التعامل مع الحاسب الآلي والآلات الحديثة إضافة إلى الفجوة بين المؤهل العلمي والمهنة.

وبينت أن السيادة غير الكاملة على الأرض والموارد والإغلاق والحصار والحرب وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي وسعي الشباب للهجرة من الصعوبات التي تواجه سوق المال الفكري في فلسطين، مضيفة إن الاحتلال الإسرائيلي هو السبب الرئيسي وراء سياسة التجهيل المستمرة.

واختتمت البحيصي بشرح عن كيفية تطوير رأس المال الفكري عبر تطوير الجامعات وتوطين المعارف والعلوم والتطوير المستمر للمهارات العلمية والتطوير الإداري، مشيرة إلى أن الاهتمام برأس المال الفكري سيؤدي إلى زيادة القدرة الإبداعية وتحسين الإنتاجية وتعزيز التنافس وخفض التكاليف.

نحو فاعلية أكبر

وتحدثت سمر عطا الله، المحاضرة بقسم العلوم المالية والإدارية بالكلية عن طرق قياس وتقويم رأس المال الفكري، مشيرة إلى أن عملية تقييم وقياس رأس المال الفكري ترتبط بمعرفة بالأداء وتحديد دور وتأثير مكونات رأس المال الفكري في تحقيق الأهداف الإستراتيجية للمنظمة من خلال مؤشرات القدرة التنافسية، مضيفة إن رأس المال الفكري حين لا يقاس لا يمكن إدارته ثم لا يمكن الحكم على قيمة وفاعلية الاستثمارات فيه، وأن عملية القياس تعد أكثر صدقاً حيث تعكس قائمة المركز المالي للثروة الحقيقة للمنشأة.

وعن صعوبة قياس وتقييم رأس المال الفكري أشارت عطا الله إلى أنه يعد أمرا صعبا نظرا لاعتماد المحاسبة التقليدية على قواعد محاسبية ومؤشرات ومقاييس مالية وتاريخية تعطي نظرة خلفية وليست مستقبلية، علاوة على أن بعض الأصول غير الملموسة يصعب قياسها إضافة إلى الطبيعة الخاصة لرأس المال الفكري.

كفاءة العنصر البشري أولاً

كما تحدث مروان الدهدار، رئيس قسم الموارد البشرية في الكلية عن أهمية رأس المال الفكري التي تتمثل في كفاءة استخدام العنصر البشري، مضيفاً إن من أهم قواعد العمل المؤسسي الاستثمار في رأس المال البشري.

وأوضح أن من شروط انتماء الأفراد للمؤسسة الولاء للمؤسسة ورسالتها والعمل على أساس الاقتناع والرغبة إضافة إلى العمل بروح الفريق.

وفي ختام اليوم الدراسي شدد المشاركون على ضرورة الاهتمام بالاستثمار برأس المال الفكري وتوفير البرامج التدريبية المستمرة المناسبة للموظفين حسب ميولهم وقدراتهم الشخصية، إضافة إلى الاستفادة من الإبداع البشري ورأس المال الفكري في جميع مجالات المعرفة وتطوير الجامعات وتبادل الخبرات بين المؤسسات التعليمية والمؤسسات بأنواعها وترشيد استخدام العمل المعرفي وتعظيم نتائجه وتفعيل نظام الحماية الفكرية والاهتمام بالإبداع، مع التشديد على أهمية إشراك الموظفين في صنع القرار وزيادة الجهود في مجال التطوير.