تُحتجز بسجن الدامون مع 9 أسيرات..

في منزل الأسيرة عطاف جرادات لم يتبقَ لعيد الأم فرحة..!

الساعة 08:23 ص|21 مارس 2022

فلسطين اليوم

"غازي وهنادي" جرادات، من بلدة السيلة الحارثية القريبة من جنين بالضفة المحتلة، سيكون يوم الأم هذا العام وغيره من المناسبات القادمة مناسبة للحزن على غياب والدتهم في الأسر وتشتت عائلتهم بعد أن هدم الاحتلال بيتهم واعتقل ثلاثة من أشقائهم مع والدتهم.

الوالدة عطاف جرادات، شقيقة الأسير محمود جرادات الذي يتهمه الاحتلال بالمسؤولية عن عملية فدائية بالقرب من  مستوطنة "حومش" قرب مدخل قرية برقة شمال غرب مدينة نابلس في 16 ديسمبر/كانون الأول الماضي، والتي قتل فيها مستوطن صهيوني، اعتقلها الاحتلال بعد أيام من تنفيذ العملية هي وثلاثة من أبنائها.

وبينما تحتجز الوالدة في سجن الدامون المخصص أحد أقسامه لإحتجاز الأسيرات الفلسطينيات، يقبع أبنائها الثلاثة (عمر وغيث، ومنتصر) في سجن عوفر ولكن كل منهم في قسم.

ومنذ ذلك الحين لم تستطع هنادي وغازي وباقي أبنائها الأربعة من زيارة والدتهم أو الاطمئنان عليها، وكل ما يصلهم منها ما حمله لهم المحامي، وخالتهم التي استطاعت زيارتها مرتين، كما يقول ابنها أسد الله.

وتتهم جرادات وأبنائها الثلاثة بتقديم المساعدة لشقيقها محمود في تنفيذ عملية إطلاق النار على مستوطن، بينما لم تقدم لهم حتى الآن لائحة إتهام نهائية، ولا زالوا موقوفين على هذه التهمة.

يقول أسد الله لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" :" منذ اعتقال والدتنا منعنا جميعاً من زيارتها والاطمئنان عليها وعلى صحتها، وكل مرة نحاول استصدار تصريح زيارة كان الرد هو الرفض بحجة المنع الأمني".

وتعاني جرادات ( 49 عاما) من مشاكل صحية تجعل العائلة في قلق دائم عليها، وخاصة مع عدم التواصل معها أو رؤيتها بسبب المنع من الزيارات.

وبحسب أسد الله فإن العائلة انتقلت للعيش في شقة شقيقه عمر بعد هدم المنزل، ولم يتبق سوى شقيقيه الأصغر هنادي وغازي ووالدهم، وهو ما أثر على نفسيتهم سلبا وخاصة شقيقه الأصغر (16 عاما) :" فجأه قلبت حياته رأا على عقب البيت الذي كان يعيش فيه هدم ووالدتنا في الاعتقال مع أشقائنا الثلاثة كل ذلك كان صعبا عليه".

وما يخفف من هذه المعاناة بالنسبة لغازي وهنادي هو حصولهم بعد معاناة على تصريح لزيارة والدتهم في الخامس من شهر أبريل/ نيسان المقبل، ولكن بحسب أسد الله، فإن هذه الفرحة منقوصة أيضا فالاحتلال رفض منح والدهم تصريحا لزيارة الوالدة معهم ووافق فقط على زيارته لأبنائه في سجن عوفر:" وكأن الاحتلال يتعمد إيلامنا وإنقاص فرحتنا، وأن لا نجتمع سويا".

وحال عائلة جرادات كحال عائلات الأسيرات الأمهات اللواتي يحرمن من مشاركة أبنائهن في يوم الأم وغيرها من المناسبات التي تتحول لأوقات صعبة عليهن وعلى الأبناء.

وبحسب نادي الأسير الفلسطيني فإن الاحتلال يواصل اعتقال عشرة أمّهات، وهنّ من بين (31) أسيرة يحتجزن بالكامل  في سجن "الدامون".

 والأسيرات الأمّهات هنّ: إسراء الجعابيص، فدوى حماده، وأماني الحشيم، ختام السعافين، وشذى عودة، وعطاف جرادات، وسعدية فرج الله، وفاطمة عليان، وشروق البدن، وياسمين شعبان.

وتقضي مجموعة من الأمّهات أحكامًا بالسّجن لسنوات، منهن، الأسيرة جعابيص المحكومة بالسّجن (11) عامًا، وفدوى حمادة وأماني الحشيم اللتين تقضيان حُكماً بالسّجن لمدة عشر سنوات، ومن بين الأّمهات أسيرة معتقلة إداريًا وهي الأسيرة البدن من بيت لحم.

وقال نادي الأسير إن إدارة مصلحة السجون لا تراعي خصوصية الأمهات وحاجتهن للإطمئنان على أطفالهن وتمنع العديد منهن من الزيارات المنتظمة، وتحرم أطفال وأبناء الأسيرات الأمّهات من الزيارات المفتوحة، ومن تمكينهن من احتضانهم.

وقالت مسؤولة الإعلام في النادي أماني سراحنة لـ" وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" منذ سنوات تطالب الأسيرات بتوفير هاتف عمومي في أقسامهن ليتمكن من التواصل مع عائلاتهن، وخاصة في الظروف التي تتوقف فيها برامج الزيارات، أو للأسيرات الذين لا يتمكن أبنائهن من الزيارة كما هو الحال مع أسيرات قطاع غزة، ولكن دون جدوى.

وبحسب سراحنة فإن إدارة السجون تستخدم الأبناء في بعض الأحيان للضغط على الأسيرات الأمهات بفرض عقوبات عليهن ومنعهن من زيارة أبنائهن.

أو اعتقالهنّ كوسيلة للضغط على أبنائهن المعتقلين أو أحد أفراد العائلة، وإيقاع أكبر قدر من الإيذاء النفسي كما جرى مع الأسيرة عطاف جرادات مؤخرًا، التي اعتقلت للضغط على أبنائها الثلاثة.

 وتواجه الأسيرات  كافة أنواع التّنكيل والتّعذيب التي تنتهجها سلطات الاحتلال بحق المعتقلين الفلسطينيين، بدءاً من عمليات الاعتقال من المنازل فجراً وحتى النقل إلى مراكز التوقيف والتحقيق، ولاحقاً احتجازهن في السّجون وإبعادهّن عن أطفالهن لمدّة طويلة، ولاحقًا تستمر مواجهتهن جملة من  السياسات الممنهجة التي ترافقهن طول فترة الاعتقال كعمليات القمع والتًنكيل، والإهمال الطبيّ، ومحاولة إدارة السّجون المستمرة سلب حقوقهنّ

كلمات دلالية