إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بروحهم وريحانهم، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.
ميلاد فارس:
كان مخيم عايدة قضاء بيت لحم على موعد مع فارسه أكرم إسحاق نبتيتي في 13 حزيران 1978م، لعائلة مؤمنة بدينها ووطنها تعود جذورها لبلدة جليا قضاء الرملة، وهو الابن البكر في العائلة.
تلقى أكرم تعليمه الابتدائي والإعدادي كما باقي أبناء المخيم في مدارس وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، ثم انتقل إلى دراسة الثانوية العامة، ثم انتقل إلى العمل في مهنة "الحياكة".
روح وريحان:
عرف عن الفارس أكرم أنه مميز في أخلاقه وسلوكه الحسن حتى إنه تميز بقدرته على جذب القلوب نحوه للطافته ونبالة خلقه. والتزم منذ نعومة أظفاره بالمساجد وتعلق قلبه بها حيث شب على قراءة القرآن ودروس العلم والفقه في الدين فضلا ًعن أنه بعد أن كبر وترعرع أدي العمرة. ويشهد بأنه من أكثر الناس حرصاً على مساعدة الآخرين ومساندتهم في أفراحهم وأتراحهم.
في صفوف الجهاد:
انضم إلى صفوف حركة الجهاد الإسلامي مع بداية انتفاضة الأقصى، لكنه شديد الحرص على عدم كشف أمره، وهذا ربما ما ساعده كثيراً في إبعاد عيون العدو عن نفسه بأنه يقف خلف أنشطة عدة ضد الاحتلال.
شهيداً على طريق القدس:
قبل استشهاد أكرم نبتيتي بنحو شهرين، عقد قرانه على إحدى الفتيات غير أن فترة خطوبته لم تدم طويلاً. وفي 17 مارس 2002م، فجَّر الاستشهادي الفارس أكرم نفسه أمام مجموعة من المستوطنين في التلة الفرنسية بالقدس ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات، وما تزال قوات الاحتلال الصهيوني تحتجز جثمان الشهيد الفارس أكرم فيما يسمى مقابر الأرقام إمعاناً في الإجرام والتنكيل.