كرة القدم في الحارات الشعبية..روابط عائلية تنتظر شهر رمضان

الساعة 01:36 م|16 مارس 2022

فلسطين اليوم

مع اقتراب شهر رمضان المبارك، شهر الخير والعبادة يتجه كثير من المواطنين في المخيمات والحارات الشعبية إلى ممارسة وتنظيم بطولات رياضية خاصة بهم، تهدف إلى تقوية الروابط الاجتماعية وتسلية الصائمين.

وتعد كرة القدم هي الوسيلة الأولى، كونها العشق الأول والأبدي لملايين من الناس حول العالم، وتحديداً في فلسطين، التي تتميز بحبها لكرة القدم وخاصةً في الحارات والشوارع والمخيمات، فتنظم البطولات الشعبية.

وخلال شهر رمضان تكثر بطولات الأحياء الشعبية والمخيمات الرياضية، رغم ما تعانيه هذه الأحياء من نقص الامكانيات وعدم توفر مساحات كافة لممارسة اللعبة المحببة، نتيجة الاكتظاظ السكاني، إلا لأنهم تمكنوا من تطوير هذه اللعبة، وإنشاء بطولات وفرق خاصة بهم.

ففي مخيم خانيونس جنوب قطاع غزة أنشأ مجموعة شبان تجمع أطلقوا عليه التجمع الرياضي لساحات الشعبية لتنظيم هذه البطولات المقامة في المخيم وهي كصورة مصغرة عن اتحاد الكرة المتعارف فيه. 

أسباب نجاحها

المتحدث الإعلامي باسم تجمع الرياضي لساحات الشعبية بلال حنيدق، أوضح  خلال حديث لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن التجمع يعتبر الإطار الذي يضم جميع فرق الساحات الشعبية في مخيم خانيونس ومنطقة البلد ويهدف للقيام بالعديد من الانشطة الرياضية المتعلقة بكرة القدم طوال العام.

وبين، أن هذه الأنشطة تبرز خلال  شهر رمضان المعروف بكثافتها في غرب خانيونس، بحيث أنها تنقسم إلى أنشطة نهارية المقامة على الملاعب الشعبية الترابية والأنشطة الليلة المتمثلة في بطولة الصالات والكرة الخماسية.

وقال حنيدق: "تهتم الساحات الشعبية بكرة القدم ذلك للزخم الجماهير المصاحب لها عكس الرياضات الأخرى التي تعاني من نقص الممارسين والمتابعين لها وناهيك عن توفر الامكانيات الخاصة بكرة القدم عكس الرياضات الأخرى".

وأشار إلى أن الاعتماد الكامل في هذه البطولات يكمن في المجهودات الشخصية للأشخاص المنظمين للبطولة سواء الفريق أو الساحات الشعبية، الدعم الخارجي كان فقط عن طريق اللجنة الشعبية للاجئين في بعض البطولات أما الدعم الحكومي أو المؤسساتي فهو منعدم".

تابع: "النجاحات في البطولة يعتمد على نوعية الملاعب المُقام عليها إلى جانب الفرق وأسماء اللاعبين المتواجدين فالنجاح متواجد ولكن يتفاوت من بطولة إلى بطولة."

وذكر حنيدق، أن مخيم خانيونس  يعتبر من المخيمات والمناطق الأكثر تنظيماً لمثل هذه البطولات الرمضانية فمنذ أكثر من 22 سنة ينظم المخيم بطولات متتالية في شهر رمضان بحيث تشهد تواجد أشهر الفرق الشعبية مع تواجد أبرز نجوم كرة القدم الغزية.

فكرة مصرية

بدوره ، أكد الإعلامي الفلسطيني خالد أبو زاهر أن بطولات الساحات الشعبية ظاهرة قديمة جداً وهي مأخوذة من البطولات الرمضانية التي كانت تقام في مصر في الستينات والسبعينات القرن الماضي.

وقال أبو زاهر خلال حديث لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، اليوم الأربعاء:" إن الساحات الشعبية تعتبر الملاذ الاول للنجوم والمواهب ومنهم المواهب التي ترفض أن تلعب في الأندية وفي نفس الوقت هي ملاذ اللاعبين الذين يحبون أن يعبروا عن نفسهم ويعرضوا أنفسهم على الكشافين التي ترسلهم الأندية لساحات الشعبية بشكل عام ولبطولات الساحات الشعبية خلال شهر رمضان المبارك".

وأضاف :" بطولات الساحات الشعبية هي بطولات موسمية بدرجة الأولى مع احتفاظ كل ساحة و كل حارة بالمعنى العام على التجمع مرة بالأسبوع أو أكثر ولكن فيما يتعلق في رمضان  يكون التجمع بشكل يومي"، مبيناً أن البطولات الشعبية في رمضان هي تقليد ايجابي ورائع للشباب و لمن تجاوز السن الرياضي وأيضاً نجوم الكرة والأندية فهم مشاركين بارزين في البطولات الشعبية.

ولفت الإعلامي الفلسطيني خالد أبو زاهر إلى أن البطولات الساحات الشعبية في رمضان تطيف نكهة كبيرة  وبالتالي اعتقد أن هذا التقليد هو ظاهرة ايجابية يفترض أن يتم المحافظة عليها ودعمها بشكل جيد حتى تأتي بالغرض الأهم وهو اكتشاف مواهب.

وتشهد كافة الملاعب الرياضية والساحات الشعبية خلال شهر رمضان، أقامة العديد من البطولات الرياضية وخاصة كرة القدم، ذات الطابع الجماهيري الواسع، وتقام هذه المباريات بشكل معتاد بعد صلاة العصر، وفي بعض المناطق تقام قبل موعد اذان المغرب موعد الافطار بساعة ونص، حفاظاً على صحة اللاعبين.

كلمات دلالية