عواصم تفتح ذراعيها للقاتل.. والقدس تقاوم

الساعة 02:02 م|15 مارس 2022

فلسطين اليوم | خالد صادق

أستهل مقالتي بما قاله الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين القائد الكبير زياد النخالة في كلمته بذكرى الاسراء والمعراج « في هذه المناسبة العظيمة، مناسبة الإسراء والمعراج، اسمحوا لي أن أصحح هذه المقولة التي نرددها كلّ يوم؛ فالقدس يا سادة تحت السيطرة المباشرة للعدوّ الصهيونيّ منذ خمسين عاما، وأقدام العدوّ تدنس القدس والمسجد الأقصى يوميّا وعلى مدار الوقت، وكلمة خطّ أحمر تطلق على شيء لم يحدث ويتمّ التحذير من حدوثه، وليس على شيء قد حدث منذ زمن طويل». الأمين العام يقرأ نوايا الاحتلال الصهيوني جيدا ومخططاته في القدس والمسجد الأقصى, ويكشف للجميع ان القدس والاقصى في قلب الخط الأحمر, وان حالة الخذلان الرسمي العربي والإسلامي وصلت الى مداها, فها هو رئيس ما يسمى بدولة الكيان الصهيوني اسحاق هرتسوغ يرتع في ربوع تركيا «ارض الخلافة» ويستقبل بحفاوة بالغة, وها هو اﻟﻌﺎﻫﻞ المغربي، رئيس لجنة القدس, التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي يدشن اول رحلات طيران مباشرة بين الرباط وتل ابيب بعد ان قام بالتطبيع والتحالف مع الكيان الصهيوني, وها هي الامارات العربية المتحدة ومملكة البحرين والسعودية وعمان والسودان تفتح ذراعيها للاحتلال الصهيوني ليستبيح أراضيها وخيراتها وثرواتها ويتحكم في اقتصادها وسياستها وثقافتها, بل تخطى ذلك بالتحكم في عقيدتها بفرض الديانة الابراهيمية عليهم بدلا من الديانة الإسلامية فالأقصى ليس خطاً احمر, انما هو في قلب الخط الأحمر, فالاحتلال ينتهك حرمته في كل وقت وبات هدفا واضحا لقطعان المستوطنين الذين يستعدون لاقتحامه بأعداد كبيرة خلال الأيام القادمة لإحياء ما تسمى باعياد البوريم.

خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري دعا إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك وتكثيف التواجد فيه لإعماره وصد اعتداءات المستوطنين واقتحاماتهم، وعبر الشيخ عن رفضه للدعوات الباطلة التي تطلقها ما تسمى «جماعات الهيكل» لإقامة شعائر دينية يومي الأربعاء والخميس القادمين فيما يسمى «بعيد المساخر». وقال: «إن هذه الدعوات تستفز مشاعر المسلمين الذين يتمسكون بالمسجد الأقصى المبارك ويرفضون المس بحرمته، وعلى الفلسطينيين والمقدسيين التكثيف من تواجدهم وشد الرحال إلى الأقصى لإعماره وصد هذه الاعتداءات». واعتبر الشيخ صبري ان حكومة الاحتلال تتحمل المسؤولية عن تداعيات هذه الاقتحامات، مشيرًا إلى أنها هي التي تفسح المجال وتؤيد هذه الجماعات لتدنيس المسجد الأقصى المبارك. وما يسمى بعيد البوريم الذي يحتفل به اليهود في 16 و17 مارس الجاري، وهو ما يوافق ليلة النصف من شعبان بالتقويم الهجري في الليلة التالية مباشرة، حيث تُحاول تلك الجماعات خلال أعيادها، فرض طقوس «البوريم» في المسجد الاقصى، ضمن مسعاها لفرض كامل الطقوس التوراتية داخل المسجد، بينما اكد ناجح بكيرات، نائب رئيس مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس، أن ما يجري في المدينة المقدسة اليوم هو محاولة لإظهار القدس ذات طابع يهودي, ولفت إلى أن «دولة» الاحتلال فشلت في جعل القدس المحتلة عاصمة للدولة العبرية، لذا فدعوات جماعات الهيكل المزعوم تأتي في هذا السياق لإظهار أن القدس مدينة يهودية, وأوضح بكيرات أن خطورة دعوات الجماعات المتطرفة تتمثل في كسر كل الخطوط الحمراء التي اعتاد الاحتلال على تجاوزها داخل باحات الاقصى المبارك.

واضح ان إسرائيل تقدر إمكانية تصاعد الاحداث في القدس, خصوصا مع قدوم شهر رمضان المبارك ووصول عشرات الاف الفلسطينيين للأقصى لإحياء شعائر الشهر الفضيل, وهذا يتزامن مع إصرار المستوطنين الصهاينة على اقتحام الأقصى لإقامة احتفالات وطقوس ما يسمى بعيد البوريم حيث يحاول أعضاء «جماعات الهيكل» إدخال الصفارات والأدوات التنكرية المشهورة في هذا العيد إلى الأقصى ومنها، الأزياء الغريبة، الكعك الخاص بالعيد، الهدايا والألعاب، والغناء والرقص والاحتفال على أبواب الأقصى وهي هدف متكرر لجماعات الهيكل في السنوات الماضية, انها محاولات يائسة من أجل تهويد المدينة وتحريض المجتمع الصهيوني  على اقتحام المسجد بالقدر الذي يحاولون فيه تجميع أنفسهم كالمدارس التوراتية لاقتحام الأقصى من خلال جلب روافد لهم. والعدوان على الأقصى، يتمثل في تنظيم اقتحامات مركزية للأقصى بقيادة كبار حاخامات الهيكل، وقراءة فقرات من سفر إستير بصوت مرتفع داخل الأقصى وبشكل جماعي، و»السجود الملحمي» داخل الأقصى وتلاوة فقرات التوراة والصلوات العلنية، وهذا فيه استفزاز كبير لمشاعر المسلمين، وقد يؤدي إلى انتفاضة كبيرة في وجه الاحتلال، ولا تخفي «إسرائيل» تخوفاتها مما قد يحدث خلال ايام وليالي رمضان, فوفق التقديرات الإسرائيلية فقد رسخت أحداث الأسابيع الأخيرة: التوترات في حي الشيخ جراح، وارتفاع عدد «القتلى» الفلسطينيين في أنحاء الضفة التقدير الآخذ في التبلور في الجيش الصهيوني بأن شيئا يمكن أن يحدث بين بداية رمضان وعيد الفصح ويمكن أن يتطور إلى تصعيد حقيقي في المناطق, ويبدو ان الأيام القادمة حبلى بالأحداث الساخنة والمقاومة اهل لها.

كلمات دلالية