خبر نداء اخير لبيبي وتسيبي -هآرتس

الساعة 09:23 ص|21 ابريل 2009

بقلم: يوئيل ماركوس

 (المضمون: التحديات الماثلة امامنا في ظل عهد اوباما ونهجه الجديد تستوجب تشكيل حكومة وحدة بين كاديما والعمل قبل فوات الاوان - المصدر).

قبيل التوقيع على اتفاق السلام بين مصر واسرائيل في التاسع والعشرين من ايار (1979) في واشنطن، دعي المراسلون الاسرائيليون الى لقاء مع انور السادات. كانت هذه الفترة التي تظاهر فيها الاف الطلاب الايرانيين الذين يدرسون في مصر تأييدا للخميني الذي عاد من المنفى الفرنسي الى طهران. احد المراسلين سأل السادات ان كان يشعر بالقلق من هذه التظاهرات، فوضع الرئيس غليونه في فمه ومن ثم قال:- "فعلا ولانهم متحمسون للخميني الى هذه الدرجة فقد امرت بنقلهم الى بلادهم حتى يعبروا عن حماسهم هناك وليس عندي".

السادات ادرك مرتين الاخطار التي تهدد نظام الثورة:- استمرارية حالة الحرب مع اسرائيل وخطر سيطرة الاخوان المسلمين على مصر. بينما حل مشكلة مع اسرائيل ظل الخطر الثاني المتمثل في ازدياد خطر سيطرة الاسلام المتطرف على مصر وفي الفترة الاخيرة كشف النقاب عن مؤامرة لاسقاط مبارك. هذا آخر امر ترغب به اسرائيل. ومن الخسارة ان ليبرمان لم يفهم تأثير كلمات مثل "ليذهب الى الجحيم" والتهديد بـ "قصف سد اسوان" على مكانة مبارك والى اي مدى تزيد من شكيمة ايران واذيالها.

الرئيس اوباما تبنى قاعدة ان ما لا يتم انجازه خلال المائة يوم من فترة حكمه الاولى لن ينجز ابدا. وفي ظل الازمة الاقتصادية والتهديدات النووية لا يمكن تحقيق الكثير في مائة يوم ولكن من الممكن تشخيص بؤر الاشتعال التي يتوجب اطفاءها.

على سبيل المثال:- حل قضية الذرة الايرانية من خلال المفاوضات وبالتأكيد ليس من خلال هجمة اسرائيلية. وزير الدفاع الامريكي قد حذر اسرائيل من نتائج الهجمة الجوية.

اوباما يغير مواقف كانت تنتقل من رئيس لآخر:- مثلا هو يميل لرفع الحصار المتواصل لمدة (50) عاما على كوبا والى التفاوض مع ايران. من المبكر ان نقول انه سيغير الموقف من الالتزام التقليدي باسرائيل. صحيح انه لم يحتك باطراف ومؤسسات يهودية في حياته ولم يولد عند حدوث المحرقة النازية ولم يشعر بالندم لعدم قصف معسكرات الابادة. ما يهمه هو وضع اشارة صحيحة على المشاكل االتي تستوجب حلا سريعا.

هو يرى الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني في اطار التسوية الاقليمية. وهو لم يدعو بيبي فورا لاجراء محادثة صريحة ولم "يكن لديه وقت" للالتقاء معه بعد مؤتمر اللوبي اليهودي. هذه الحيلة المعروفة لم تنطلي على اوباما. وفقا للمؤشرات الاولى هو لا ينوي التصرف مثل الرئيس بوش:- قال خريطة الطريق؟ فليقل. قال ازالة البؤر الاستيطانية؟ فليقل. مساعد اوباما الرئيس رام عمانويل أجاد وصف نهج اوباما: "لا يعنينا كيف ولكن خلال اربع سنوات ستكون التسوية قد عقدت".

الى ان يستقبل اوباما بيبي في النصف الثاني من ايار، سيكون قد زار تركيا وجلس في معية ملك السعودية، ودعا اليه ملك الاردن بل وحتى ابو مازن سيسبق بيبي. الا ان اوباما ارسل الينا مبعوثه جورج ميتشل، الذي كان قام بدراسة مواقف اسرائيل وارسل الرسائل للرئيس. ليبرمان الذي استقبله في ديوانه وسمع منه ما سمعه وقال ما قاله، "نسي" مرافقته حتى سيارته كما تجري العادة وتركه يسير مرتبكا وحده فوق البساط الاحمر. على الاقل لم يقم بركل المبعوث البارز للرئيس.

في ظل هذه الظروف والتحديات الماثلة امامنا يتوجب ان نأسف لان بيبي ولفني لم ينجحا في اقامة حكومة مشتركة. ليس من المؤكد انه رغب بها كثيرا وليس من المؤكد انها رغبت به. هي لم تكن جاهزة لابتلاع الاحباط من قدرة كاديما الذي حظي بمرتبة اولى في الانتخابات لتشكيل الحكومة. هي اشترطت انضمامها للحصول على التناوب الذي يتسبب بالمشاكل لانه يتمخض عن رأسين لحكومة مزعومة. طرف مقرب من بيبي يقول انه اراد حقا الشراكة معها بل وعرض عليها مكانة ومجال عمل واسعا. الان هي في الخارج وبامكانها ان تفعل اقل بكثير مما كان بامكانها ان تفعله لو كانت في الداخل.

هذه السطور لا تكتب من اجل وضع العلكة في الفم وانما من اجل ان نقول انه ليس مهما من الذي اخطأ وانما ان هذا خطأ يمكن تصويبه الان. على خلفية التحديات الماثلة امامنا، لا يمكن لمثل هذه الحكومة ان تدار وفقا لنغمات اللحن الذي يعزفه ليبرمان وحزب العمل مقصوص الجناحين. هذا نداء اخير لتسيبي ولبيبي: انتما قادران على تشكيل حكومة من 79 عضو كنيست من دون ليبرمان. اين هم اولئك القادة الذين شهدناهم في الماضي والذين كانت لديهم الجرأة للتحذير: علينا ان نتحلى بالجرأة لتحمل الثمن من قبل ان تحدث الفوضى.