خبر مسيرة الخراف- هآرتس

الساعة 09:15 ص|21 ابريل 2009

بقلم: عكيفا الدار

 (المضمون: نتنياهو يراهن على حيلة الخراف التي يدخلها ويخرجها متى شاء ولكن مع اوباما هناك خراف سيصعب عليه ان يخرجها ان ادخلها لانها سمينة - المصدر).

عندما سيجلس ملك الاردن عبدالله اليوم قبالة الرئيس الذي يحمل اسما اوسطا كاسم ابيه، لن يفوت الفرصة بالتأكيد لتحذير المضيف من احد اكبر المخاطر التي تهدد مشروعه السلمي للشرق الاوسط. الملك قال لتسيبي لفني في لقائه الاخير معها كوزيرة للخارجية انه قد مل سماع عبارة "عملية السلام" هذه العبارة التي تحولت الى كلمة مرادفة لتكريس الصراع. من الممكن ايجاد اشارة لضيق الصدر هذا من خلال البيان الذي نشره القصر الملكي في ختام لقاء تنسيقي عقده الملك عبدالله الثاني في الاسبوع الماضي مع مجموعة من وزراء الخارجية العرب عشية السفر الى واشنطن . جاء هناك بان "الاطار الزمني حاسم لتحقيق مفاوضات جدية لانهاء الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني، بوسطة حل الدولتين للشعبين"

ايضا في ديوان رئيس الوزراء يعتبر الزمن سلعة هذا الموسم ان لم نقل سلعة العام. بنيامين نتنياهو تعلم من سلفه في قيادة الليكود اسحاق شامير واريئيل شارون، كذلك كيف يمكن شراء اشهر من الامريكيين بل وسنوات بثمن بخس. اولا، يجب القيام لتغطية السياسة الاستيطانية بورقة تين جافة يطلق عليها اسم حزب العمل. اعط قائدهم حقيبة الدفاع فيقوم بترتيب الاحوال عند الفلسطينيين ويحرص على ان لا ينقص شيء عند الرفاق هناك في البؤر الاستيطانية. بعد ذلك يقولون ان الحكومة جديدة وهي بحاجة لبضعة اسابيع وربما اشهر لدراسة الوضع وبلورة سياستها السلمية. الصراع مع العرب في اخر المطاف هو مسألة جديدة جدا.

بين هذا وذاك يبدأون بادخال الخراف واخراجها. في البداية يقولون انه ليس هناك شريك فلسطيني. بعد اللقاء الاول مع المبعوث جورج ميتشل، يقولون بان رئيس الوزراء اتصل برئيس السلطة محمود عباس. اليكم اذا "اول تنازل" و "لفتة ايجابية لاوباما". قبيل اللقاء الثاني مع المبعوث يسمحون لوسائل الاعلام بفطام عنزة المعارضة الحازمة لحل الدولتين لشعبين. وفي ختام اللقاء يقولون بان نتنياهو قد بدأ يتحدث عن شروط للتفاوض حول اقامة الدولة الفلسطينية: اعتراف باسرائيل كدولة للشعب اليهودي. هاكم اذا لفتة ايجابية اخرى وهذا كله من قبل ان يقوم الفلسطينيون بذرة من التنازل (م.ت.ف اعترفت قبل 20 عاما بقرار التقسيم الذي يعترف باسرائيل كدولة للشعب اليهودي). في صبيحة اليوم التالي بعد ان نشر بان الامريكيين يرفضون السماع عن اية شروط مسبقة تبشرنا القدس بانها تتنازل ايضا عن شهادة الشرعية الفلسطينية.

نتنياهو سيأخذ العنزة الاكثر سمنة معه الى البيت الابيض – وسيكون من الصعب اخراجها جدا من هناك. بعد ان يصافح اوباما كاشارة لموافقته على الاستئناف الفوري للمفاوضات مع الفلسطينين سيشهر رئيس الوزراء تفاهمات كلينتون – باراك، وبوش – اولمرت، التي تقول " ليس هناك اي شيء متفق عليه الى ان يتم الاتفاق حول كل شي". نتنياهو سيدعي انه بما ان الاتصالات التي اجراها سلفه لم تتمخض عن الاتفاق فمن حقه ان يعود الى نقطة البدء. هو سيطلب ابعاد خريطة فلسطين التي تمتد على اكثر من 90 في المائة من الضفة الغربية، عن طاولة المفاوضات، والتي كان باراك واولمرت قد عرضاها على ياسر عرفات ومحمود عباس. سيكون من المثير ان نرى قسمات وجه ابو مازن عندما سيعرض عليه نتنياهو خريطة فلسطين الخاصة والتي تمتد على 40 في المائة من الضفة الغربية. وليس اقل من ذلك.

الوضع سيء

عشية الحصول على جائزة اسرائيل لمسيرة مشروع العمر استكمل طاقم المعهد الاسرائيلي للديمقراطية برئاسة البروفيسورة تمار هيرمان، بحثا مثيرا حول موقف الاسرائيليين من مؤسستهم. الباحثون وثقوا نقاشات كانت قد جرت في مطلع 2008 في مجموعات بحث منفصلة: نساء من الفئة العمرية 40 حتى 60 من الضواحي القريبة من تل ابيب واشخاص يعملون في مجال التكنولوجيا الراقية من 25 الى 45 عاما وتلاميذ المدارس الثانوية وطلاب وناطقون بالروسية ومستوطنون "ايديولوجيون" ومجموعات من ام الفحم ومن اوفاكيم.

"مثل الجميع عرفنا ان موقف المواطنين من الجهاز السياسي موجود في الحضيض ولكننا لم نتخيل لانفسنا الى اي حد يصل ذلك"، تقول هيرمان. الرد الاكثر شيوعا على سؤال "ما هو رأيك بالوضع؟" كان: "الوضع سيء". تحليل النصوص اظهر ان "الوضع" لا يتعلق بالمرة بالاحتلال او بالصراع الخارجي. النساء والرجال يهودا وعربا، مستوطنين ومن مدن التطوير ليسوا راضين بالاساس من وضع السياسة والفساد السياسي. في المقابل يعتبرون المشروع الصهيوني جيدا ووضعهم الشخصي من مقبول فما فوق.

هيرمان تجد العزاء في استعدادية اغلبية المشاركين (عشرة من كل مجموعة) للاعتراف بان اللامبالاة وعدم الثقة بقدرتهم على تغيير الواقع "يسهم في الوضع". دورهم يبدأ وينتهي بالوقوف في الطابور في صناديق الاقتراع، وفي اقصى حد بالمشاركة في حلقات النقاش المنزلية. هم يكتفون بقراءة الصحفة الاولى من الصحيفة وينتقلون بعد ذلك لصفحة الرياضة والتسلية. من جهة يظهر هذا البحث ان الاسرائيلي قلق من المستوى الهابط للسياسيين، تقول هيرمان، ومن الناحية الاخرى يقوم الجميع بابعاد اعزاءهم عن السياسة.

وزير الخارجية افيغدور ليبرمان سيجد بالتأكيد اهمية ان اطلع على الاستخلاص التالي: كل المشاركين العرب بمن فيهم اتباع الحركة الاسلامية اكدوا رغبتهم بالانخراط في المجتمع الاسرائيلي واشتكوا من ان هذا المجتمع يصدهم. هم وجهوا الانتقادات للقيادة العربية الاسرائيلة، وليسوا مستعدين حتى للسماع عن امكانية وجود رئيس وزراء عربي لاسرائيل. هم لا  يثقون بهم ومن الذي سيمنحهم الشعور بالاعتزاز والانتماء؟ طيار عربي في شركة إلعال. الاخيار يذهبون للطيران . في المقابل افادت مجموعة المستوطنين بان فك الارتباط قد تسبب بالقطيعة والبعد عن المجموعة الكبيرة وعن الديمقراطية الاسرائيلية . ثلاثة منهم يتمنون بان تكون هنا دولة توراتية.