يومان حاسمان في المسجد الأقصى..الاحتلال يتبجح والفلسطينيون يستنفرون

الساعة 12:18 م|14 مارس 2022

فلسطين اليوم

على وقع الانتفاضة المشتعلة في الضفة المحتلة، واستمرار الانتهاكات الصهيونية في القدس والمسجد الأقصى، قررت "جماعات الهيكل" المزعوم اقتحام المسجد الأقصى يومي الأربعاء والخميس، بدعوى إحياء ما يسمى عيد "المساخر" أو "البوريم"، الأمر الذي ينذر باشتعال المواجهة، التي لم تهدأ.

ويحتفل عادةً اليهود بـ"عيد البوريم" في ١٦ و17 مارس الجاري، فيما ستوافق ليلة النصف من شعبان بالتقويم الهجري في الليلة التالية مباشرة، حيث تُحاول تلك الجماعات خلال أعيادها، فرض طقوس "البوريم" في المسجد المقدس، ضمن مسعاها لفرض كامل الطقوس التوراتية داخل المسجد.

دعوات لشد الرحال للمسجد الأقصى

بدوره، دعا خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك وتكثيف التواجد فيه لإعماره وصد اعتداءات المستوطنين واقتحاماتهم.

وعبر الشيخ صبري، عن رفضه لما وصفه بـ"الدعوات الباطلة" التي تطلقها ما تسمى "جماعات الهيكل" لإقامة شعائر دينية يومي الأربعاء والخميس القادمين في ما يسمى "عيد المساخر".

وقال:"إن هذه الدعوات تستفز مشاعر المسلمين الذين يتمسكون بالمسجد الأقصى المبارك ويرفضون المس بحرمته، وعلى الفلسطينيين والمقدسيين التكثيف من تواجدهم ويشدوا الرحال إلى الأقصى لإعماره وصد هذه الاعتداءات".

وحمل صبري حكومة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن تداعيات هذه الاقتحامات، مشيرًا إلى أنها هي التي تفسح المجال وتؤيد هذه الجماعات لتدنيس المسجد الأقصى المبارك.

محاولات تهويد المدينة

أما د. ناجح بكيرات، نائب رئيس مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس، فأكد أن ما يجري في المدينة المقدسة اليوم هو محاولة لإظهار القدس ذات طابع يهودي.

ولفت إلى أن دولة الاحتلال فشلت في حسم معركة جعل القدس المحتلة عاصمة للدولة العبرية، لذا فدعوات جماعات الهيكل المزعوم تأتي في هذا السياق لإظهار أن القدس مدينة يهودية.

وشدد د. بكيرات على أن المعركة مستمرة من خلال الصمود المقدسي الذي ازداد قناعة بمقاومة المحتل والتجذر في مقدساته وإعادة بناء بيته المهدم وعدم الرحيل عن المدينة المقدسة.

وأوضح، أن خطورة دعوات الجماعات المتطرفة تتمثل في كسر كل الخطوط الحمراء التي اعتاد الاحتلال على تجاوزها وكسر فرحة الفلسطينيين والرموز الدينية الإسلامية.

وقال د. بكيرات :"تلك المحاولة هي يائسة بالقدر الذي يحاولون فيه تجميع أنفسهم كالمدارس التوراتية التي تدعو لاقتحام الأقصى من خلال جلب روافد لهم."

وتابع:"مشروع اقتحامات الأقصى المبارك فاشل ولا يسمن ولا يغنِ من جوع رغم ألمنا بتدنيس الأقصى، وهي محاولات يائسة من أجل تهويد المدينة وتحريض المجتمع الصهيوني اليهودي على اقتحام المسجد المبارك."

ماذا يعني عيد البوريم

الباحث والمختص في شؤون القدس زياد ابحيص، أوضح تفاصيل قصة "عيد البوريم"، مبيناً أن عيد القرعة أو النصيب، وقصته تتلخص بنجاة اليهود من مؤامرة حاكها (هامان) وزير الملك الفارسي (أحشويروش)، حيث اقترع قرعة لقتل كل اليهود الموجودين في المملكة يومي ١٣ و ١٤ آذار العبري، وتقول الرواية التوراتية إن (موردخاي) اليهودي وابنة عمه وابنته بالتبني (استير) اليهودية التي كانت إحدى زوجات الملك الفارسي تمكنا من قلب الخطة وكشف هامان وقتله، وبذلك نجى اليهود من الإبادة الجماعية بسرد أسطوري غريب حكاه سفر إستير.

وحول خطورة "البوريم" على المسجد الأقصى، أشار ابحيص إلى أن جماعات الهيكل المتطرفة تحاول فرض طقوس "البوريم" في الأقصى خلال يومي الأربعاء والخميس، ضمن مسعاها لفرض كامل الطقوس التوراتية فيه.

ووفقاً لابحيص فإن العدوان على الأقصى، يتمثل في تنظيم اقتحامات مركزية للأقصى بقيادة كبار حاخامات الهيكل، وقراءة فقرات من سفر إستير بصوت مرتفع داخل الأقصى وبشكل جماعي، و"السجود الملحمي" داخل الأقصى وتلاوة فقرات التوراة والصلوات العلنية.

كما يشمل العدوان محاولة أعضاء جماعات الهيكل إدخال الصفارات والأدوات التنكرية المشهورة في هذا العيد إلى الأقصى ومنها، الأزياء الغريبة، الكعك الخاص بالعيد، الهدايا والألعاب، والغناء والرقص والاحتفال على أبواب الأقصى وهي هدف متكرر لجماعات الهيكل في السنوات الماضية.

 

كلمات دلالية