فيلم صالون هدى .. رسائل ثقافية وسياسية مبتذلة تشكل خطرا على الرواية الفلسطينية

الساعة 09:56 ص|14 مارس 2022

فلسطين اليوم

بقلم : ريهام جعفري

أنهيت مشاهدة فيلم صالون هدى لفهم محتوى ورسائل الفيلم ... الفيلم لا يعكس تعري جسدي فحسب، بل يعكس تعري أخلاقي وقيمي وانحطاط ثقافي وسياسي وتسطيح للقضية الفلسطينية بطريقة مبتذلة تسيء لعدالة القضية الفلسطينية ليس بسبب مشهد التعري بل من خلال رسائل الفيلم والحوار بين أبطال الفيلم ولو أراد مخرج إسرائيلي متطرف أو السينما الإسرائيلية انتاج فيلم عن هذا الموضوع، لن يفعل كما فعل هذا الفيلم.

كان بالإمكان إيصال أو استبدال مشهد التعري الكامل أو تمثيله بطريقة مبدعة لا تجسد التعري الكامل. يقدم الفيلم رسائل ثقافية وسياسية مبتذلة تشكل خطرا على الرواية الفلسطينية وتشوه مفهوم العمل النضالي للشعب الفلسطيني خاصة للجمهور غير العربي لأسباب عديدة منها.

أولا: فصل الفيلم اضطهاد المرأة واسقاطها عن سياق الاحتلال بل جعل دور الاحتلال غير مرئي وهامشي وضعيف ولا تأثير له ولم يذكر الفيلم كلمات متعارف عليها في السياق الفلسطيني وترمز للاحتلال.

ثانيا : يواصل  الفيلم ارسال رسائل مخيفة تسيء للشعب  الفلسطيني وتاريخه ونضاله، حيث أرسل رسالة مفادها أن مشكلة النساء الفلسطينيات سببها الرجل او الزوج وليس الاحتلال الذي يتدخل في كل تفاصيل حياة الفلسطينيين اليومية ويراقبهم بأجهزة ويسيطر على سفرهم وخروجهم ، يطرح الفيلم فكرة ان تمكين النساء من خلال العمالة، صور الفيلم المرأة الفلسطينية انها بتعيش في مجتمع يقمعها وتعيش تحت ظل زوج لع عقد نفسية، وان السبب للرضوخ للابتزاز هو الخوف من المجتمع، هنا التركيز على المجتمع وتقزيم مرة أخرى لدور وجرائم  الاحتلال، فبحسب هدى التي تقوم بالإيقاع بالفتيات فإنها تحرص على اختيارهن ممن يعانين من مشاكل زوجية، وهي تحاول أن تقدم لهنّ خدمة: كيف يصبحن قويات وقادرات على مواجهة الأزواج المضطهدين.

ثالثا: يرسل الفيلم رسالة سياسية تحط من العمل المقاوم حيث يعكس الفيلم أن الاحتلال لا يشكل سبب للمقاومة، بل الجوسسة والعمالة تدفع للمقاومة للتكفير عن الذنب من خلال حديث المحقق مع هدى: بسألها شو وصلك لهون و بعد ما شرحتله بتحكيله و انت شو وصلك لهون؟ كأن المقاومة ايضا عمل جبان ويجيب على سؤالها ان وصل لهون كتكفير عن ذنب عن وشاية قديمة بحق صديقه الذي قتله العدو، بينما كان هو مَن رشق دورية الجيش بالحجارة، وهذا يدفع الجمهور غير العربي على الافتراض ان النضال  فعلاً تخريبياً عدوانياً يستهدف جنوداً مسالمين في ساعات خدمتهم اليومية، ولا يصور المُحتلّ على أنه محتل ومستوطن للأرض.

رابعا: إعطاء صورة العمل المؤسساتي المحترم للموساد عندما يرد رجل الموساد على طلب ريم بطلة الفيلم التي تطلب منه تصريح للسفر، بأنه يمثل دولة مؤسسات وأشار للتنظيمات بالتنظيمات الإرهابية 

 

 

كلمات دلالية