مخللات غير مضرة لمرضى ضغط الدم في رمضان

الساعة 03:21 م|13 مارس 2022

فلسطين اليوم

لن يُحرم مرضى ارتفاع ضغط الدم من "المخللات" التي يعشقونها في شهر رمضان، إذ اكتشف باحثون حلولا مختلفة.

اعتاد محمود حمدي على المخلل في وجباته الغذائية، ولكنه صار محروما منه مؤخرا بعد تشخيص إصابته بارتفاع ضغط الدم، وهو ما جعل الرجل الأربعيني يتساءل: "كيف سأستطيع مقاومة التنوع المذهل في المخللات في الموائد الرمضانية بالمناسبات العائلية؟".

المخللات تتصدر قائمة محظورات مرضى ارتفاع ضغط الدم، وهي المشكلة التي حاول فريق بحثي من معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية في مصر حلّها لمساعدة حمدي ورفاقه من عشاق المخلل، وذلك بإنتاج أنواع مقبولة مذاقا، ومنخفضة في محتواها من ملح الطعام "كلوريد الصوديوم".

وأوجدت العديد من الدراسات التي أجريت على البشر والحيوانات، وجود علاقة قوية بين زيادة استهلاك كلوريد الصوديوم وارتفاع ضغط الدم، وعلى العكس، وجدت هذه الدراسات أن ارتفاع مستوى البوتاسيوم له دور فعال في خفض ضغط الدم.

وخلال الدراسة التي قادتها الباحثات رشا ماهر ومنى السيد وسوى سلامة، تم استبدال جزئي لكلوريد الصوديوم بكلوريد البوتاسيوم أو استبدال جزئي بكلوريد الماغنسيوم أو الكالسيوم، لإنتاج الخيار والجزر المخلل، وقد تم تقييم المنتج من الناحية الحسية والميكروبيلوجية والتكنولوحية والتغذوية.

وتقول الباحثات في الدراسة المنشورة بدورية "ميدل إيست جورنال أوف أجريكليتشر ريسيرش"، إنهن بعد العديد من التجارب وجدن أن كلوريد البوتاسيوم يمكن أن يحل محل كلوريد الصوديوم بنسبة 50٪، كما أنه يمكن تقليل نسبة كلوريد الصوديوم إلى 25٪ باستخدام الماغنسيوم أو كلوريد الكالسيوم، دون أن ينال ذلك من الطعم ومدة التخزين والحفظ.

وتوضح الباحثات أن المنتجات الجديدة من المخلل سواء باستخدام كلوريد البوتاسيوم بنسبة 50% أو باستخدام الماغنسيوم أو كلوريد الكالسيوم، كانت ذات طعم جيد ومقبول، وأمكن تخزينها لمدة 30 يومًا في درجة حرارة الغرفة.

وأضافت الباحثات، أن هذه المنتجات يجب التوسع فيها، لأنه في بعض الأحيان تقهر العادة الغذائية النصائح الصحية، وهو ما يعرض المرضى من عشاق المخلل لخطر الإصابة بضغط الدم، الذي يعد من أحد العوامل الخطيرة التي تؤدي الى أمراض القلب وتصلب الشرايين والسكتة الدماغية.

وارتفع عدد المصابين بارتفاع ضغط الدم بين البالغين خلال الأعوام الـ 30 الماضية من 650 مليون إلى 1.28 مليار، وذلك بحسب تحليل عالمي شامل لاتجاهات انتشار ارتفاع ضغط الدم واكتشافه وعلاجه ومكافحته، قادته "إمبيريال كوليدج لندن" ومنظمة الصحة العالمية وتم نشره في المجلة الصحية "The Lancet" في أغسطس/ آب الماضي.

وبحسب التحليل، فإن ما يقرب من نصف هؤلاء الأشخاص لم يعرفوا أنهم مصابون بارتفاع ضغط الدم، وبحسب التحليل أيضا، فقد انخفض معدل ارتفاع ضغط الدم في البلدان الغنية، التي عادة ما يكون لديها بعض أدنى المعدلات، لكنها زادت في العديد من البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.

وأوضح التحليل أنه في عام 2019، كان أكثر من مليار شخص ممن عانوا من ارتفاع ضغط الدم (82% من جميع الأشخاص الذين عانوا من ارتفاع ضغط الدم) يعيشون في بلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، وأحد أسباب ذلك العادات الغذائية، مثل تناول الأغذية المرتفعة في محتواها من ملح الطعام، مثل المخللات.

كلمات دلالية