خبر شرخ جديد بين الفاتيكان واليهود حول مؤتمر مناهضة العنصرية

الساعة 06:21 ص|21 ابريل 2009

فلسطين اليوم-وكالات

تسبَّب قرار البابا بنديكتوس السادس عشر بإرسال وفد من الفاتيكان للمشاركة في أعمال مؤتمر الأمم المتحدة حول العنصرية (ديربان 2)، المنعقد حاليا في جنيف بسويسرا، بحدوث شرخ جديد في العلاقات مع المجموعات والتكتلات اليهودية في العالم، والتي تنظر إلى الحدث بمجمله على أنه "مجرد منصة تُستخدم لمهاجمة إسرائيل."

 

فقد انتقدت مجموعات يهودية عدة الفاتيكان قُبيل خروج مجموعة من الدبلوماسيين الغربيين من قاعة المؤتمر عندما اتهم الرئيس الإيراني محمود أحمدي إسرائيل بإقامة "نظاما عنصريا قمعيا وحشيا" على أراضي الفلسطينيين.

 

وفي حديث لصحيفة "لا ستامبا" الإيطالية، قال كبير حاخامات روما، ريكاردو دي سيجني، تعليقا على القرار: "إن الفاتيكان بمشاركته هذه يكون قد أعطى قبوله وموافقته على ما يجري إعداده هناك (ضد إسرائيل)."

 

وأضاف دي سيجني قائلا إن قرار البابا بمشاركة الفاتيكان بالمؤتمر كان "آخر خطوة حمقاء طائشة" في علاقاته مع اليهود، والتي شابها توتر شديد في وقت سابق من العام الحالي بسبب قرار البابا برفع قرار العزل أو الحرمان الكنسي عن أحد القساوسة الذين أنكروا وجود المحرقة.

 

أما شيمون صاموئيلز، مدير المكتب الأوروبي لمركز سايمون وايزينسال، فقال إن الفاتيكان "يضع ختم الموافقة على حملة الكراهية ضد إسرائيل."

 

وأضاف صاموئيلز قائلا: "إن هذا ليس بالموقف الذي يمكن حصره وتطويقه، إذ ليس بإمكان الجمع بين الأمرين والسير باتجاهين متناقضين (أي مناصرة إسرائيل وإقرار اتهامها بالعنصرية). إن الفاتيكان هو صوت قوي، وكان من شأن مقاطعته للمؤتمر أن تترك أثرا قويا وحاسما."

كما عبَّر تجمُّع الأمريكيين الناجين من المحرقة (الهولوكوست) والمتحدرين منهم عن "الصدمة العميقة" من أن الفاتيكان لم ينضم إلى المقاطعين للمؤتمر.

 

وقال إيلان شتينبيرغ، نائب رئيس التجمع: "لأن المؤتمر يسلط الضوء على مشاركة الرئيس الإيراني السيء الصيت، والذي ينكر وجود المحرقة، فكان هنالك ثمة التزام خاص على الفاتيكان بالنأي بنفسه عن المشاركة بالمؤتمر."

 

وقال أبراهام فوكسمان، المدير الوطني لعصبة مناهضة التشهير، ومقرها الولايات المتحدة، فقال إنه كان يتعين على الفاتيكان مقاطعة المحادثات (أي مؤتمر ديربان 2)، وذلك بعد علمه بأن أحمدي نجاد سوف يحضره."

 

وأضاف فوكسمان قائلا: "لم يكن لزاما من الناحية الأخلاقية على الفاتيكان أن يكون حاضرا في مهرجان الكره هذا."

 

من جانبه، دافع الأب فريدريكو لومباردي، كبير المتحدثين باسم الفاتيكان، عن حضور الفاتيكان للمؤتمر المذكور وقال إن نص البيان الذي سيصدر عنه أصبح الآن "مقبولا" لأنه تم حذف الأجزاء التي تم الاعتراض عليها.

 

في غضون ذلك، استدعت إسرائيل اليوم الاثنين سفيرها في سويسرا احتجاجا على مشاركة أحمدي نجاد في المؤتمر، حتى قبل أن يتحدث الرئيس الإيراني أمام المشاركين ويهاجم الدولة العبرية.

 

وقد سارع الفاتيكان إلى إدانة تصريحات أحمدي نجاد، إذ جاء على لسان لومباردي قوله: "من الطبيعي أن كلمات وخطبا كتلك التي ألقاها الرئيس الإيراني لا تسير في الاتجاه الصحيح، لأنه، حتى وإن لم ينكر الهولوكوست أو حق إسرائيل بالوجود، فقد جاءت تعابيره متطرفة وغير مقبولة."

 

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي-مون قد أدان أيضا تصريحات أحمدي نجاد بسبب الهجوم الذي شنه على إسرائيل.

 

وقال بان إن الرئيس الإيراني استغل كلمته لكي "يتهم ويشق الصف، بل ويستفز" وهو ما يتعارض مباشرة مع هدف المؤتمر.

 

وعندما بدأ أحمدي نجاد كلمته حاول شخصان يرتديان شعرا مستعارا ملونا إشاعة الاضطراب والفوضى في الجلسة، إلا أن الرئيس الإيراني تجاهلهم واستمر في إلقاء كلمته. وقد تكفل الحراس بإخراجهما من القاعة.

 

وكان دبلوماسيون غربيون وممثلو دول أُخرى قد انسحبوا من جلسات المؤتمر عندما وصف الرئيس الايراني، وهو رئيس الدولة الوحيد الذي يشارك في المؤتمر، في كلمته إسرائيل بالحكومة "العنصرية"، وهاجم تأسيس الدولة العبرية وحمَّل الغرب مسؤولية إنشائها.

 

ويعتبر هذا الانسحاب تقويضا لعمل الأمم المتحدة التي كانت تأمل في أن يؤدي المؤتمر إلى توحيد الصفوف وراء مناهضة الظلم والعنصرية في العالم، حسبما يقول مراسل بي بي سي في جنيف.

 

وتقاطع إسرائيل والولايات المتحدة ونيوزيلاندا وهولندا واستراليا وكندا وإيطاليا وألمانيا مؤتمر "ديربان 2" في جنيف.

 

وكانت فرنسا قد هددت على لسان وزير خارجيتها، برنارد كوشنير، في وقت سابق بانسحاب أوروبي من المؤتمر إذا ما تطرق الرئيس الإيراني لانتقاد إسرائيل أو السامية.

 

يُشار إلى ان البيان الختامي لمؤتمر "ديربان 1" في عام 2001 كان قد وصف الصهيونية بالعنصرية. وشهد اليوم الختامي من ذلك المؤتمر اتهامات بالعنصرية ومعاداة السامية وانتهى بانسحاب الوفدين الأمريكي والإسرائيلي منه.