عقد مركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ ليلة أمس الثلاثاء، جلسةً حواريّةً مع سفير أوكرانيا في كيان الاحتلال، إيفغين كورتشينكوك، للنقاش حول آخر المُستجدّات في الحرب بين روسيا وجارتها الأوكرانيّة.
وقال السفير الإسرائيليّ السابِق في موسكو، د. تسفي ماغين، إنّ الضغط لدى قادة صنع القرار في الكرملين وصل إلى أوجه في الساعات الأخيرة، زاعمًا أنّ التقديرات الروسيّة في البداية كانت تؤكِّد إنهاء الحرب في غضون أيّامٍ معدوداتٍ، على حدّ قوله.
وأضاف ماغين قائلاً: صحيح أنّ الناتو (حلف شمال الأطلسيّ) لا يتدّخل قي الحرب بشكلٍ مباشرٍ عن طريق إرسال قوّاته لمُحاربة الجيش الروسيّ الغازيّ، ولكنّه في المقابل، أكّد السفير الإسرائيليّ، يقوم الناتو بتزيد الأوكرانيين بمعلوماتٍ إستخباراتيّةٍ محتلنةٍ، أيْ معلوماتٍ أكيدةٍ في الوقت الصحيح، بالإضافة لإمداد أوكرانيا بالأسلحة، وشنّ الهجمات السيبرانيّة ضدّ الأهداف الروسيّة، وهذا، خلُص إلى القول، هو سرّ الصمود الأوكرانيّ أمام آلة الحرب الروسيّة، وفق مزاعمه.
أمّا كبير الباحثين في المركز، الجنرال المُتقاعِد إلداد شافيط، فقال من ناحيته إنّه في الولايات المُتحدّة الأمريكيّة، بما في ذلك الكونغرس، كانوا قد طالبوا بوقف استيراد النفط والغاز من روسيا، على الرغم من علمهم ودرايتهم بأنّ هذه الخطوة تحمل في طيّاتها تبعاتٍ خطيرةٍ جدًا، ونقل عن مصادر مطلعةٍ جدًا في البيت الأبيض قولها إنّ الرئيس الأمريكيّ، جو بايدن، يدرس في هذه الأيّام القيام بزيارةٍ رسميّةٍ إلى المملكة العربيّة السعوديّة، على حدّ قوله.
عُلاوةً على ذلك، أشار شافيط إلى أنّ الإدارة الأمريكيّة، خلافًا للاعبين الآخرين ليست متحمسةً من المفاوضات بين أوكرانيا وروسيا في تركيّا، والتي تُحاوِل أنقرة تحويلها إلى حدثٍ مفصليٍّ في الصراع، مُشيرًا في الوقت عينه إلى أنّه من ناحية الإدارة الأمريكيّة فإنّ العقوبات على روسيا والركض الروسيّ الموضعيّ، هما عامليْن مهميْن جدًا لأنّهما يُساهِمان إلى حدٍّ كبيرٍ في رفع شعبية الرئيس بايدن والتي وصلت إلى أدنى مستوياتها، كما قال.
د. يوئيل غوجانسكي، وهو أيضًا من الباحثين في المركز، أكّد في مداخلته أنّه مع الارتفاع الحّاد في أسعار النفط في العالم بسبب الأزمة الأوكرانيّة-الروسيّة وفرض العقوبات من قبل الغرب، وفي مقدّمته الولايات المُتحدّة، فإنّ الضغوطات على دول الخليج وصلت إلى أعلى درجةٍ، لافِتًا إلى أنّ الإدارة الأمريكيّة تقود حملة الضغوطات على دول الخليج لزيادة إنتاج النفط، على الرغم من معرفتها بأنّ هذا الأمر يتناقض مع قرارات منظمة (أوبيك)، أيْ منظمة الدول المُصدِّرة للنفط.
من جهتها، قالت الباحثة سيما شاين، والتي شغلت في السابق رئيسة قسم الأبحاث في جهاز الموساد الإسرائيليّ (الاستخبارات الخارجيّة)، فقالت في معرِض حديثها إنّ الغرب يتصرّف في الحرب الدائرة بين الدولتيْن الجارتيْن وكأنّه معنيٌ باستمرار الحرب، وهذا الأمر، أضافت يجِب أنْ يقُضّ مضاجع الرئيس الروسيّ، فلاديمير بوتن، على حدّ قولها.
وعبّرت الباحِثة غاليا ليندنشتراوس وزميلها رامي دانيئيل عن تقديرهما بأنّ المفاوضات بين أوكرانيا وروسيا في تركيّا لن تجلِب الثمار، ولفتا إلى أنّ فرص نجاها ضئيلةً للغاية، كما أكّدا على أنّ الوضع في الحرب الدائرة سيكون على رأس الموضوعات التي سيُناقِشها الرئيس الإسرائيليّ، يتسحاق هرتسوغ، مع الرئيس التركيّ، رجب طيّب أردوغان، في زيارته التاريخيّة إلى أنقرة، والتي ستبدأ اليوم الأربعاء، وهي أوّل زيارةٍ رسميّةٍ لشخصيّةٍ من الكيان منذ العام 2008، وفق قولهما.