أزمة الفكة تُطل برأسها في قطاع غزة مع اقتراب شهر رمضان

الساعة 09:58 ص|10 مارس 2022

فلسطين اليوم

اضطر المواطن عبد اللطيف عودة من حي الزيتون جنوب مدينة غزة لإرجاع السلع التي تسوقها من إحدى البقالات في منطقته، بسبب نفاذ الفكة من المتجر الصغير، في ظل أزمة السيولة "المعدنية" من فئة الشيكل التي تشهدها أسواق قطاع غزة، في هذه الأشهر من كل عام، وهو ما يؤثر على عمليات البيع، لدى أصحاب المحال التجارية بشكل عام والصغيرة على وجه الخصوص.

أزمة فكّة

أزمة الفكة في القطاع بدأت تُطل برأسها قبل أسابيع من حلول شهر رمضان، وتنعكس بالسلب حركة البيع والشراء والمواصلات، وتُكبد أصحاب البقالات والمتاجر الصغيرة خسائر كبيرة، لأنها تحد من عمليات البيع لديهم.

يقول المواطن عودة لوكالة "فلسطين اليوم" الإخبارية: "بعد أن انتهيت من شراء السلع اللازمة لبيتي، أخرجت من محفظتي عملة ورقية فئة الـ 100 شيكل، إلا أن البائع اعتذر عن وجود فكة في خزنته، بسبب نقصها من الأسواق، وهو ما دفعني إلى إرجاع كل ما قمت بشرائه".

وأَضاف: "قبل شهر من الآن، تسوقت من ذات البقالة، ودفعت للبائع 200 شيكل، إلا أنه استجاب له، وخصم ثمن السلع وأرجع لي الباقي، مستغرباً من الوضع الذي وصل إليه من نقص حاد في الفكة خلال هذه الأيام".

الأزمة تطال المواصلات

أما المواطن محمد سليمان من حي النصر شمال مدينة غزة، فكانت قصته مشابهة للشاب عودة، إذ أنه أوقف تاكسي ليقله لميدان فلسطين "الساحة"، وفي منتصف الطريق أخرج عملة نقدية فئة 10 شواكل، وسلمها للسائق، إلا أن الأخير أخبره بنفاذ الفكة من سيارته.

وقال المواطن سليمان: "بدت علامات الغضب على ملامح السائق بسبب نقص الفكة معه، لكنه استمر في توصيلي إلى المكان الذي أردته، وعندما وصلنا قال لي الله يسهل عليك مسامحك بالإيجار".

ويشكو المواطنون من باعة ومشترين في قطاع غزة من أزمة الفكة، وخاصة الفئات المعدنية منها" شيكل- 2 شيكل- 5 شيكل- 10 شيكل" لانعكاسها السلبي على تعاملاتهم الاقتصادية، داعين الجهات المختصة للسعي إلى توفيرها في الأسواق قبل حلول شهر رمضان المبارك.

تامر بدوي صاحب أحد المحال التجارية لبيع المواد التموينية، أكد أن أزمة الفكّة بدأت بالظهور على السطح منذ حوالي ثلاثة أسابيع، بسبب قرب حلول شهر رمضان، موضحا أن في هذه الأيام من كل عام تتأزم الفكة من الفئات المعدنية، وتصبح شحيحة في الأسواق.

وأوضح بدوي لوكالة "فلسطين اليوم" الإخبارية، أنه يشترط على الزبون قبل أن ينتقي سلعه بوجود فكة معه، حتى لا يُحرجه الموضوع مع زبائنه، مشددا على أن نقص الفكّة يؤثر سلبا على عملية البيع والشراء في متجره.

وطالب، بتوفير الفكّة بشكل أكبر في الأسواق، لأن شحها يؤثر عليهم بالسلب وأحيانا يكبدهم خسائر فادحة، كون الزبون يرجع بضاعته ويقوم بشرائها من مكان آخر، وغالبا يلجأ للمولات الكبيرة.

المختص في الشأن الاقتصادي والمالي د. معين رجب، رأى أنّ اختفاء الفئات النقدية الصغيرة من الأسواق أو نقصها، يعود إلى اقتراب شهر رمضان المبارك، ويتسبب النقص الحاد منها بخسائر مادية جسيمة للتجار الصغار لفشل العديد من عمليات البيع.

بعض التجار الكبار جزء من الأزمة

وقال رجب لوكالة "فلسطين اليوم" الإخبارية: إن بعض المتاجر الكبيرة التي تتوفر فيها الفكة تستمر بعملية البيع والشراء على أكمل وجه، بينما التي لا تمتلك السيولة النقدية من الفئات الصغيرة فتتوقف عن عمليات البيع، وهو ما يؤثر سلبا عليها.

وتوقع رجب، أن التجار الكبار في هذه الأوقات من كل عام يجمعون الفكّة من الأسواق، ليستسهلوا عملية البيع والشراء خلال الشهر الفضيل، ولا يهتموا لأصحاب المتاجر الصغيرة، مشددا على أن لا مبرر يدفعهم لذلك سوى الجشع.

 

 

 

كلمات دلالية