منذ الإضراب الأول للشيخ خضر عدنان القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بالضفة عام 2012، برزت زوجته رندة عدنان "أم عبد الرحمن" كمساندة له، ولكل ما يقوم به من فعل مقاوم للاحتلال وأعوانه، فكانت كلمتها الشهيرة عندما حاول البعض التشكيك بإضرابه عن الطعام ووصفه بالانتحار "لا يفتي قاعد لمجاهد" رداً على كل هذه الأفواه، وأصبحت الناطق باسمه بكل الميادين حتى حقق انتصاره الكبير.
ولم يتغير الحال في الإضراب الثاني، فرُغم تعبها بسبب حملها في أشهرها الأخيرة استطاعت التواجد في المستشفى والاعتصام وخلق حالة من الإسناد الذي كان له دور مهم في انتزاع انتصاره.
ومنذ ذلك اليوم وحتى الآن تتواجد هذه الأم وزوجة الأسير والواعظة في دينها وهي الحاصلة على بكالوريوس شريعة في كل الميادين، مع زوجها إذا كان خارج السجن، ومع المتضامنين والمساندين له في حال اعتقاله.
ومنذ ذلك الحين لا يظهر الشيخ خضر عدنان، وإلا كانت زوجته بجانبه في زيارته لعوائل الأسرى و الشهداء، في ميادين التضامن مع الأسرى واستقبالهم عند الإفراج عنهم، في جنازات الشهداء وتأبينهم، تأكيداً من زوجها على أهمية دور المرأة في معركة الصمود ومقاومة الاحتلال.
أكدت زوجة الشيخ القيادي خضر عدنان "أم عبد الرحمن"، أنها تغرس في ذهن وفكر أبنائها أن ما يقوم به أباهم هو أعظم ما يقوم به أي إنسان حر لأبنائه وهو مقاومة الاحتلال من أجل أن نحيا على هذه الأرض بكرامة، وأن نكون رافضين للاحتلال، ومن هنا كان دوري في تربية الأبناء منذ اللحظات الأولى التي ارتبطت به".
وأشارت أم عبد الرحمن خلال حديث لـ"لوكالة فلسطين اليوم الإخبارية" إلى أن هذه التربية تؤتي أكلها في المواقف والأزمات التي يتعرض لها
الشيخ عدنان، وخاصة أنه في الاعتقالات يستمر أبناؤها بحياتهم الطبيعية،"كعائلة مترابطة داخل البيت".
وقالت أم عبد الرحمن: "إعداد هذا الجيل وتهيئته تبدأ من البيت، فإذا كان أهل البيت يحترمون الفكر الذي ينتمي له الشخص المقاوم الذي يدافع عن الأسرى ويهتم بهم وبالشهداء مثل زوجي يجب أن نربي أبنائه على احترام هذا الفكر وحب الوطن، وأن يقوم به هو دور أساسي للأب، ليس فقط توفير الطعام والزاد والمسكن".
وتابعت:" أعمل على غرس هذه القيم داخلهم؛ ولكن دون تحميلهم أكثر من طاقتهم، فاللحظات التي يعتقل فيها زوجي أعيش وأبنائي حياة طبيعية رغم صعوبة غياب الأب".
وردَت أم عبد الرحمن على من ينتقد خروج المرأة إلى الميادين التي تتواجد فيها قائلة:" أنا فعلاً أواجه هذه الانتقادات، وزوجي أيضاً".
وأشارت إلى أسباب ملازمتها لزوجها في كل مشاركاته الوطنية؛ لتكون مساندة له فلا يوجد شخص ملازم له بشكل مستمر ويستطيع تحمل عبء زياراته المتكررة في نفس اليوم، إلا أنها تؤمن بفكرة أن تكون حاضرة معه بكل الأوقات، موضحةً أن الشيخ عدنان في الفترة الأخيرة يتعرض لمضايقات في تحركاته، ويجب أن يبقى شخص ملازم له.
ولفتت أم عبد الرحمن إلى أن خروجها مع الشيخ هو دليل تقديره لدور المرأة الكبير في دعم القضية الفلسطينية والرجال، ومقاومة المحتل وترسيخ فكرة أن مقاومة الاحتلال غير مقتصرة على الرجال فقط، وما يدلل على ذلك أن النساء أكثر من يعاني من اعتقال الأزواج و الأبناء.
وتساءلت قائلة :"لماذا يسمح للنساء المشاركة في الأفراح و المناسبات والحفلات، ونحن لا نتواجد في هذه الميادين التي ننصر فيها من نحب سواء الأسرى أو تأييداً للشهداء؟!!".
وبينت أم عبد الرحمن أن هناك في بعض الأحيان ضرورة لخروجها مع زوجها في زيارته فهو يدخل بعض البيوت التي تكون خالية من الرجال فلا يستطيع هو كرجل أن يدخل إليها وحده دون وجود امرأة"، موضحة أن لزوجات الأسرى والشهداء أثر كبير في الميدان، فهن الأكثر تعبيراً عن الوجع والألم الذي تشعر به هذه العائلات والأكثر قدرة على إيصال رسالتهم.
وأردفت قائلةً:" عندما نتحدث عن الأسرى المضربين فأنا أكثر درايةً بما يجري مع الأسير منذ لحظة إضرابه ومراحل إضرابه، والألم الذي يشعر به، والضغوطات التي تمارس عليه؛ لخبرتي كزوجة أسير أضرب أكثر من مرة عن الطعام وأطلعني على كافة التفاصيل الإضراب".
وشددت أم عبد الرحمن على أن كل إنسان يقاوم، وكل أخ أو أخت يعتقل فنحن نناصرهم لأنهم ينتمون لنهج مقاومة المحتل، وهذا هو رصيدنا فكل بيوت الفصائل مفتوحة لنا، وهو ما يغيظ الاحتلال وكل من يعاونه.
وعن الأعباء المضاعفة لخروجها من المنزل بشكلٍ مستمر قالت: "كل شيء يهون في سبيل الوطن".