"فلسطين اليوم" تحاور الوزيرة عشية يوم المرأة..

الوزيرة آمال حمد : المرأة في فلسطين شكّلت أيقونة النضال وتواصل مزاحمة الرجل في المناصب القيادية

الساعة 11:13 ص|07 مارس 2022

فلسطين اليوم

أكدت وزيرة شؤون المرأة الدكتورة آمال حمد: أن المرأة الفلسطينية تشارك الرجل في النضال ضد الاحتلال في كل الأراضي الفلسطينية، لاسيما في القدس تزامناًَ مع الأحداث التي شهدها حي الشيخ جراح في الآونة الأخيرة، وزيادة وتيرة الاقتحامات "الإسرائيلية" للمسجد الأقصى، إذ برزت أسماء عشرات النساء اللاتي دافعن عن أرضهم وعرضهم ومقدساتهم، وصمدن في وجه المحتل ومستوطنيه، في رسالة واضحة وصلت إلى العالم بأنهن نموذجاً يجب أن يحتذى به في كل بقاع الأرض.

المرأة الفلسطينية نموذجاً مشرفاً

وقالت الوزيرة حمد في حوار خاص مع وكالة "فلسطين اليوم" الإخبارية، بمناسبة يوم المرأة العالمي: "إن النساء الفلسطينيات يصمدن في وجه المحتل، ويقاومن الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة بحقهن، كما أنهن شركاء الرجل في تربية وتخريج الأجيال لتحرير كل الأراضي الفلسطينية، إذ أسماء كثيرة منهن ناضلن الاحتلال ولا يزلنّ يواصلن طريقهن النضالي، مثل الشابة منى الكرد أيقونة حي الشيخ جرّاح، وهنادي الحلواني التي تتصدى للاقتحامات المتكررة للأقصى وباحاته، وفاطمة سالم وغيرهن الكثير من اللاتي حفرن أسمائهن في التاريخ النضالي ضد الاحتلال".

وأوضحت، أن المرأة الفلسطينية حققت الكثير من الإنجازات، فهي تؤدي دورها الريادي، والسياسي، والاقتصادي، وتشارك الرجل في تمثيل وتولي المناصب السياسية على المستوى الرسمي، والشعبي، والمدني، والقطاع الخاص، لاسيما وأن نسبة تمثيلها للمناصب القيادية في ارتفاع، مضيفةً: "على الرغم من أنهن خضنّ الحروب ضد المحتل الإسرائيلي واستشهد أبنائهن واعتقل أشقائهن وأصيب أبائهن، إلا أن لديهن قدرة على العطاء المتواصل في الدفاع عن فلسطين وحماية الأسرة، وبناء جيل يناضل المحتل حتى التحرير.

الأسيرات الفلسطينيات

وشددت على أن الأسيرات الفلسطينيات نماذج نفتخر بها، فهن اللاتي ضحين بشبابهن وأسرهن من أجل الدفاع عن أراضها وعرضها وكرامتها، فهن واجهن أشرس محتل على مر التاريخ، موجهةً رسالة لهن: "أنتن نموذج مشرف، ونحن نسير على خطاكم في نضالكم الوطني الحقيقي وسنستمر في المعركة التي بدأتموها ضد المحتل".

تخوض المعركة منذ عشرات السنوات

وأضافت: "المرأة الفلسطينية تخوض المعركة ضد المحتلين منذ عشرات السنين، ففي تاريخ 26/ 10/ 1929 احتفل الفلسطينيون في اليوم الوطني للمرأة الفلسطينية، وكان أول مؤتمر عقد في القدس، كان على أثر ارتقاء 8 شهيدات في ثورة البراق"، متابعةً: "معركة المرأة ليست لحظية أو آنية، فدورها وطني تاريخي، فهي خاضت تجربة عميقة في النضال، فهي ارتبطت بالوطن وآمنت بعدالة قضيتها الوطنية كونها صاحبة حق، تريد استرجاعه ممن سلبوه منها".

مشاريع التمكين الاقتصادي

وأوضحت وزيرة شؤون المرأة، أن وزارتها تتبنى شعار التمكين الاقتصادي للمرأة باعتباره البوابة للتمكين السياسي والاجتماعي، الذي سيوصلها إلى مواقع صناعة القرار، وشريكة أصيلة في رسم السياسات والخطط والبرامج الفلسطينية، قائلة: "نعمل على وفق إطار التكاملية، لتمكينها اقتصادياً، والتخلص من العنف الذي تتعرض له، وتدريبها لتتمكن من صناعة القرار".

وتابعت: "وزارة شؤون المرأة تعمل على مبدأ التكاملية مع كل الشركاء، من المؤسسات والوزارات الرسمية، والأهلية ومؤسسات المجتمع المدني، والقطاع الخاص، إذ أنها تنسق مع كل المؤسسات لتوفير مشاريع ووظائف لتمكين المرأة، وتقليل نسبة البطالة بين صفوفها".

وبيّنت، أنه في الآونة الأخيرة توصل مجلس الوزراء إلى تشكيل استراتيجية للتمكين الاقتصادي، إذ تم الاتفاق على استكمال ما بدأت به الوزارة من بناء للمشاريع الريادية، وألا تبدأ من الصفر، حيث تم تحديد القطاعات التي ستعمل بها حسب كل منطقة جغرافية ومتطلباتها، مضيفةً: "بدأنا العمل وفق استراتيجية ترتكز على الأولويات والشرائح المجتمعية، وأعمار النساء واحتياجاتهن، وذلك بالشراكة مع المؤسسات الرسمية والقطاع الخاص، حتى التوصل إلى إيجاد فرص عمل يساعدهن، وتحد من نسبة البطالة بينهن".

وشددت على أن وزارة المرأة تعمل وفق سياسات مدروسة وخطط استراتيجية وأهداف وطنية للارتقاء بدور المرأة على جميع الأصعدة، معربةً عن أملها أن يكون العام الجاري و2023 عام التمكين الاقتصادي للمرأة.

مشكلات تواجه المرأة الفلسطينية

وأشارت د. حمد إلى أن النساء الفلسطينيات يواجهن مشاكل عديدة، أبرزها ارتفاع نسبة العنف الأسري، فالوزارة تعمل حالياً على توفير نظام حماية متكامل لهن، على صعيد نظام الحماية الأساسية، وبيوت الأمان، حتى نحافظ عليها وعلى كيانها كشريكة أساسية في المجتمع.

الخريجات الفلسطينيات

وذكرت، أن نسبة البطالة بين الخريجات الفلسطينيات تجاوزت الـ 70%، وهو تحدٍ كبير تعسى الوزارة إلى إيجاد حلول له، إضافة إلى أن نسبة وجود الخريجات في سوق العمل 17%، فهناك فجوة كبيرة بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل، وهو ما تحاول الوزارة معالجته، من خلال التوجه لإنشاء جامعات مختصة بالتدريب المهني والتقني تعطي حوافز للفتيات، لكي يدرسن تخصصات توائم احتياجات سوق العمل.

وفي نهاية حوارها، وجهت وزيرة شؤون المرأة، التحية والتهاني للأسيرات في سجون الاحتلال، وأمها الشهداء والأسرى والجرحى، وللمرأة العاملة، الفلاحة، والمهندسة، والطبيبة، والمعلمة والإعلامية، وربة البيت، والريادية، ولكل نساء فلسطين في الوطن والشتات، فهن نموذجاً للصمود والتحدي.

واليوم العالمي للمرأة هو احتفال عالمي يحدث في اليوم الثامن من شهر مارس / آذار من كل عام، ويقام للدلالة على الاحترام العام، وتقدير وحب المرأة لإنجازاتها الاقتصادية، والسياسية والاجتماعية.

 

 

 

 

 

 

 

كلمات دلالية