ذهب الفاكهة في غزة .. ملكة التصدير خارجيًا والمدللة داخليًا

فلسطين اليوم

شهدت أسعار التوت الأرضي (الفراولة) مع بداية شهر مارس الحالي انخفاضًا ملحوظًا نظرًا؛ لتوفرها بكميات كبيرة في الأسواق الغزية، في المقابل ارتفعت معدلات القوة الشرائية لدى المستهلك الفلسطيني على هذه الفاكهة التي تعد مصدر دخلٍ وفير للباعة، في ظل سوء الأحوال الاقتصادية والمعيشية في القطاع.

واستعرض أحد أصحاب المحالات التجارية في مدينة غزة، ويدعى أحمد خليل، واقع عمليات بيع وشراء وأسعار الفراولة، مع بداية شهر مارس الحالي، لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية".

وشهدت هذه الفاكهة اللذيذة في الأسواق والمحالات التجارية إقبالاً كبيرًا من المواطنين على شرائها بعد انخفاض أسعارها نحو 2 شيقل، إذ تراوح سعر الكيلو الواحد من 4 إلى 7 شواقل حسب جودة الثمار.

وفق التاجر خليل، فإن بعض المواطنين بدأوا من الآن شراء التوت الأرضي وتخزينه داخل الثلاجات في البيوت، تحضيرًا لتناوله على موائد الإفطار في شهر رمضان المبارك الذي من المقرر أن يأتي بداية شهر أبريل المقبل.

وتوقع صاحب المحال، مزيدًا من الانخفاض على أسعار الفراولة خلال الأيام المقبلة القليلة، نظرًا لوفرة كميات العرض في الأسواق التي تلبي حاجة المستهلكين وبزيادة.

أما التاجر مهند عقل، فقد اتفق مع سابقه حول التوقعات بمزيد من الانخفاض في أسعار هذه الفاكهة المعروفة بين المزارعين، والمواطنين بـ"الذهب الأحمر"، بالإضافة إلى الإقبال الشديد من المواطنين على شرائها.

ويُعد موسم الفراولة مصدر دخل مهم للباعة في الأسواق الغزية، والكلمة لعقل: إن "الإقبال الكبير على شراء التوت الأرضي في هذه الأيام يُحسن من مصدر دخل عائلاتهم الوحيد، خاصة أن الأوضاع المالية السائدة صعبة للغاية".

ويُشار إلى أن زراعة الفراولة في فلسطين بدأت مع نهاية الستينات في قطاع غزة، بمساحة تجريبية تقدر بدونم ونصف، وبعد أن حققت نجاحاً ملحوظاً، أخذت بالاتساع تدريجياً حتى وصلت 2500 دونم في عام 2005.

3 آلاف دونم

وبخصوص أسعار الفراولة، قال مدير الجمعية التعاونية الزراعية في بيت لاهيا، محمد غبن: إن" أسعار التوت الأرضي متعلق حسب عملية الطلب، والعرض في الأسواق"، مؤكدًا أن الكميات متوفرة، وبكثرة في الأسواق الغزية، وهي في  متناول يد المستهلك الفلسطيني.

وأضاف غبن، لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": أن "عمليات تسويق الفراولة إلى الضفة الغربية المحتلة التي بدأت في منتصف نوفمبر الماضي مستمرة، وتلبي حاجة الأسواق فيها".

وأكد أن وزارة الزراعة بغزة تواصلت مرات عدة مع الزراعة برام الله من أجل تصدير الفراولة إلى خارج الوطن، لكن دون جدوى.

وأشار إلى أن "المساحة الإجمالية لزراعة التوت الأرضي بلغت هذا العام نحو 3100 ألف دونم، حيث ينتج كل دونم 3 طن من الفراولة بتكلفة 12 ألف شيقل، كما يعمل في هذه المهنة قرابة 520 مزارع"، مشيرًا إلى 6 دونمات من هذه المساحة مخصصة لمشروع الفراولة المعلقة، ذات الإنتاجية العالية.

وبشأن الفراولة المعلقة، ذكر غبن: أن "مشروع التوت الأرضي المعلق الذي بدأ منذ سنوات، يتميز بأنه ذات إنتاجية عالية"، لكن فترة النضج فيه طويلة مقارنة بالزراعة التقليدية، نظرًا إلى طبيعة التربية والسماد الصناعية.