النقب والضفة قبلتهم

صيد "إسرائيل" الثمين من أوكرانيا !

الساعة 01:08 م|05 مارس 2022

فلسطين اليوم

تسعى دولة الاحتلال "الإسرائيلي"، بكافة الوسائل والطرق إغراء كافة يهود العالم، من أجل جلبهم للإقامة والعيش في "إسرائيل" سواء كانت إغراءات اقتصادية ومادية وأمنية، من خلال إطلاق حملات إعلامية مكثفة تستهدف يهود العالم توضح فيها أحقيتهم في أرض فلسطين وبإقامة دولتهم المزعومة.

فالحرب الروسية على أوكرانيا، فتحت أبوابها على مصراعيها أمام حكومة الاحتلال، لتظهر نفسها الأب الأول لكافة اليهود في دول العالم ويهود أوكرانيا وأن "إسرائيل" البلاد الأكثر أمناً واستقراراً، لكونها تمتلك القوة للدفاع عن نفسها من مخاطر الأعداء.

ووصل دولة الاحتلال منذ اندلاع الحرب الروسية قرابة 1555 يهودي أوكراني وفقا لوزيرة داخلية الاحتلال اييليت شاكيد، عملت حكومة الاحتلال على تزويدهم بكافة العوامل الحياتية والمادية، فضلاً عن إعلانها إنشاء مستوطنة لإستيعاب يهود اوكرانيا في محاولة لضمان وصول أكبر عدد من يهود أوكرانيا خلال الفترة المقبلة، خاصة وأن وسائل الاعلام "الإسرائيلية"، تروج بين الحين والأخر أن دفعات جديدة تتجهز للوصول، الأمر الذي تفنده الوقائع والتقارير التي تؤكد أن جل يهود أوكرانيا تتجه نحو أوروبا.

يهود العالم

الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، أكد أن الحملة الإعلامية التي تروج لها  حكومة الاحتلال على أثر مساعدتها ليهود أوكرانيا وجلبهم إلى الكيان تهدف من خلالها توجيه رسالة لكافة يهود العالم أن أرض "دولة إسرائيل" هي أكثر الأماكن أمناً واستقراراً في العالم، خاصة وأن الفكر الصهيوني قام على جمع كل يهود العالم إلى الكيان وتحقيق دولتهم المزعومة.  

واعتقد الصواف خلال حديث لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، اليوم السبت، أن الاحتلال بهذا الجلب لليهود من أوكرانيا لا يحتاج على إثره زيادة في أعداد الجيش ولا مزيد من المهنيين؛ لكن ما يسعى إليه الاحتلال بهذه القضية التأكيد لهؤلاء اليهود أن أمنهم هو في دولتهم المزعومة وأن مكانتهم الحقيقية على أرض الميعاد.

تأثيره على القضية

وحول تبعيات القرار "الإسرائيلي" على نقل يهود أوكرانيا خاصة على القضية الفلسطينية، بين  أن الجلب ليهود أوكرانيا وغيرهم، لن يكون له تأثير يذكر على القضية الفلسطينية، لافتاً إلى أن القضية تحتاج لنا كفلسطينيين كي نعمل على تحقيق أهدافنا وما نسعى إليه.

وأوضح الكاتب السياسي أن المطلوب منا أن نعد العدة، لنؤكد لهم ولمن يفكر منهم ممن هم خارج فلسطين أن فلسطين هي لنا كفلسطينيين وأننا نعمل على تحريرها من الغاصبين، بدليل أن هؤلاء أوكرانيين الميلاد والنشأة وأن أوكرانيا بلدهم وليس فلسطين والتي لها أهلها ويعملون على تحريرها.

"فضلاً على ضرورة أن نتوحد ونعزز القوة وأن نعمل على شرح الصورة الحقيقية من خلال هؤلاء الأوكرانيين كي نثبت إعلامياً أن هذه ليست أرضهم، وأوكرانيا هي أرضهم كما أن فلسطين هي أرض الفلسطينيين، وأن ادعاء اليهود باطل"، وفق الكاتب الصواف

إنجاز للحكومة

بدوره، أكد الكاتب السياسي أحمد عبد الرحمن، أن الضجة المصاحبة لقضية نقل يهود أوكرانيا  أمر مُفتعل ومبالغ فيه وليس لها ترجمة على أرض الواقع، وخاصة وأن حالة الامتعاض والتذمر من قبل السفير الأوكراني في "إسرائيل" من تؤكد ذلك، فضلاَ على أن عدد الذين وصلوا حتى اليوم لم يتجاوز ال 300  شخص الغير متوقع.

ورأى الكاتب عبد الرحمن، أن الضجة الإعلامية مدعومة من حكومة بينيت - لبيد التي تعاني من فشل وإخفاق على أكثر من صعيد ويُراد من خلال نقل ومساعدة يهود أوكرانيا تحقيق إنجاز لصالح الحكومة، مبيناً أن عدد اليهود في أوكرانيا حوالي 200000 يهودي، ومعظمهم لا يرغب في الهجرة لـ"إسرائيل" لأنهم يفضلون الدول الأوربية الأكثر أمناً ورفاهية.

وأوضح الكاتب السياسي خلال حديث لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الحديث الذي يدور عن استعداد الكيان لاستقبال 5000 أو 10000 يهودي أوكراني لا يُعتبر تغيّراً نوعياً في سياسة "إسرائيل" في هذا الإطار، فاليهود سواء الأوكرانيين أو غيرهم مرحب بهم في إسرائيل في كل وقت وليس في زمن الحرب فقط .

ويعتقد أن وصول هؤلاء النازحين لن يشكّل فرقاً مهماً في موازين الصراع، وربما يكون لحضورهم سلبيات أكثر من الإيجابيات خصوصاً لناحية تنامي التعامل الطبقي بين القادمين من دول أوروبية وآخرين من دول نامية وفقيرة كالدول الأفريقية على سبيل المثال.

ولفت الكاتب السياسي إلى أن المطلوب فلسطينياً لمواجهة هذه القضية وغيرها؛ العمل على تعزيز صمود المواطنين الفلسطينيين على أرضهم خصوصاً في المناطق المهددة بالتهجير والإخلاء كالقدس والنقب على سبيل المثال حتى لا يحدث اختلال في المواجهة الديمغرافية التي كانت على الدوام تصب في مصلحة الشعب الفلسطيني.

مستوطنة في النقب لإستيعابهم 

وكان قسم الاستيطان في المنظمة الصهيونية العالمية ، أعلن عن بدء تحرك لإنشاء 1000 وحدة سكنية استيطانية لصالح استيعاب اليهود الفارين من أوكرانيا.

وكشف رئيس قسم الاستيطان في المنظمة الصهيونية العالمية يشاي ميرلنغ: أنه وضع قبل أسابيع قبل بدء الحرب الروسية الاوكرانية خطة مفصلة لإنشاء منازل مؤقتة للعائلات اليهودية في أوكرانيا التي تخطط للهجرة إلى إسرائيل.

 وقال إنه عرض خطة الطوارئ على رئيس المنظمة الصهيونية العالمية والقائم بأعمال رئيس الوكالة اليهودية لإسرائيل، يعقوب حاجويل.

وتتضمن الخطة مباني سكنية بمساحات مختلفة تتراوح من 55 مترًا مربعًا إلى 90 مترًا مربعًا سيتم استخدامها كمجمعات لاستيعاب المهاجرين اليهود الجدد.

وبحسب خطة الطوارئ، ستقام المباني في مناطق قرب الحدود الشمالية في النقب، ووادي عربة، ووادي الينابيع بالقرب من بيسان، وفي وادي الأردن.

 

كلمات دلالية