قرار الاحتلال بشأن الشيخ جراح خطوة تستدعي الحذر واستمرار المعركة القانونية

الساعة 05:30 م|02 مارس 2022

فلسطين اليوم

في خطوة أبدى الاحتلال "الإسرائيلي"، تراجعاً في حالة التعنت والانحياز الكامل والمستمر لقطعان مستوطنيه، وخاصة في مدينة القدس المحتلة وحي الشيخ جراح أصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية أمس الثلاثاء، قرار يقضي بعدم إخلاء سكان حي الشيخ جراح لمنازلهم حتي الإنتهاء من إجراءات التسوية بشأنها، بعد قبولها بشكل جزئي استئناف أهالي حي الشيخ جراح.

القرار "الإسرائيلي" والذي يخص 13 عائلة تعيش في الحي، الزمت ضمن بنوده سكان تلك المنازل المهددة بالإخلاء، بدفع مبلغ مالي “ثانوي” بشكل سنوي حتى البتّ النهائي في ملكية الأرض.

جهود إضافية

رئيس لجنة حي الشيخ جراح في القدس المحتلة عارف حمد، أكد أن قرار المحكمة العليا "الإسرائيلية" الصادر يوم أمس الثلاثاء، يعطي أهالي الحي الحق في المطالبة في ملكية الأرض من خلال تقديم الوثائق والأوراق التي تثبت ذلك.

وقال حمد خلال حديث لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" اليوم الأربعاء : " إن التغيير الجوهري في قرار محكمة الاحتلال يستدعي منا بذل جهود كبيرة وإضافية في هذه القضية من خلال البحث والمتابعة للوصول للهدف المرجو وهو إثبات وجودنا في هذه الأرض وحقنا فيها".

وأضاف :" إن التراجع "الإسرائيلي" في القضية يمكن تقييمه في خانة القبول المؤقت لدى أهالي الحي, ولكن ليس هو المطلوب"، لافتاً إلى أن المطلوب من محاكم الاحتلال هو اعترافها التام بملكية الأرض ووجودنا فيها من خلال مطالعتها كافة الوثائق والأوراق الثبوتية التي تقدم من قبل المحامين.

وأوضح رئيس لجنة حي الشيخ جراح: أن القرار "الإسرائيلي" يجب أن يكون خطوة داعمة لكافة التحركات الفلسطينية في هذه القضية وعدم التراجع، واعتبار القرار منصف ومناسب لأهالي الحي، مطالباً الكل الفلسطيني بزيادة مستوي التكاتف والتضامن دون ملل للوصول لشي حقيقي وأساسي يؤكد ملكيتنا للأرض .

وبشأن المبالغ المالية التي أقرتها المحكمة ضمن القرار، أشار رئيس لجنة حي الشيخ جراح في القدس المحتلة عارف حمد إلى أن المبالغ التي قررت المحكمة دفعها ستكون بشكل سنوي والمقدر قيمته بـ2400شيكل، وسيتم وضعه كوديعه بأسماء المحامين في أحد البنوك وليس كإيجار، يحق لنا استرداده في حال الوصول لقرار نهائي من المحكمة يثبت حقنا في الأرض.

أسباب القرار

بدروه، رأى المختص في شؤون القدس د. جمال عمرو، أن إصدار محكمة الاحتلال يوم أمس الثلاثاء، قراراً جديداً في قضية سكان أهالي الشيخ جراح والقاضي بقبول استئناف المحامين وتقديم الأوراق والوثائق، يرجع لعدة أسباب دفعت الاحتلال والمحكمة العليا لذلك.

وقال عمرو خلال حديث لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "إن أبرز الأسباب التي كانت وراء إصدار الاحتلال القرار؛ هو شعوره أنه متورط ويقف في موقف خطير جداً نتيجة حالة اللا استقرار التي تسود العالم، والتي تشكل حافز أساسي للمجتمع الفلسطيني بالعودة لحالة الاشتباك والمواجهة، خاصة وأن تهديدات المقاومة في قطاع غزة وأعلنها الجهوزية التامة لخوض معركة "سيف القدس 2".

وأضاف :" كذلك شعور الاحتلال بحالة غير مريحة على الإطلاق، على إثر نزيفه للدم الفلسطيني في الضفة ونابلس وبيت لحم، فضلاً عن شعور دولة الأردن صاحبة الوصاية على المقدسات بحالة من التهميش، أجبرته على التراجع واتخاذ عدة قرارات من شأنها تخفيف من حدة الغليان في الشارع الفلسطيني، منها عدم وضع حواجز معدنية في ساحة باب العامود وقرار محكمة الاحتلال العليا أمس بشأن قضية الشيخ جراح".

ولفت المختص إلى أن الاحتلال باتخاذه القرار يمسك العصا من الوسط، بقوله تارة للمستوطنين إنه بهذا القرار سيلاحقهم وأن الفلسطينيين لن يستطيعوا إثبات ملكيتهم للأرض، وأن قرار المحكمة سيعود لصالحكم في النهائية.

"وعلى سياق الفلسطينيين يحاول إبراز نفسه أنه عادل بهذه القرار وأنه يعطي فرصة جديدة لكم لإثبات ملكيتكم للأرض وأن أي تأخير أنتم من يتحمل المسؤولية الكاملة، لذلك على الفلسطينيين البقاء بحالة جهوزية كاملة والحذر من الاحتلال وقراراته وعدم الاطمئنان لأن الأمور جداً خطيرة "، حسب المختص عمرو.

تعزيز القرار

وحول الخطوات المطلوب تنفيذها لتعزيز قرار محكمة الاحتلال، أشار المختص عمرو إلى أن القرار يتطلب العمل به على مستويين، الاول على المستوى الفلسطيني الشعبي؛ أن يبقي على حالة الجهوزية الكاملة  وزيادة مستوى الصمود والتكاتف الشعبي وخاصة فصائل المقاومة لان الاحتلال بطبعه احتلال وعدو ماكر ودائماً يلجأ للغدر وخاصة في شهر رمضان المبارك، لأن الاحتلال يحسب ألف حساب لحالة الوحدة الشعبية والتي يعمل بشكل دائم على محاربتها ليتمكن من الاستفراد بأبناء شعبنا.

" ثانياً: على المستوى الرسمي، المطلوب من الفلسطينيين ملاحقة السلطة النائمة ووضعها في زاوية، واعتبار أن لديهم الأوراق الثبوتية والعمل على تعزيزها وتقديمها للمحاكم الإسرائيلية"، وفق قول المختص في شؤون القدس.

يذكر أن أحداث حي الشيخ جراح في مدينة القدس، كانت أحد الأسباب الرئيسية لاندلاع مواجهة عسكرية بين المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والاحتلال "الاسرائيلي"، اطلق عليها فصائل المقاومة "معركة سيف القدس"، خلفت عشرات الشهداء والاصابات، فضلاً عن الدمار الهائل في المنازل والبنية التحية للقطاع

كلمات دلالية