"الفيفا"... أطبقت الصمت لسنوات فحين قررت نطقت بعنصرية

الساعة 05:22 م|02 مارس 2022

فلسطين اليوم

أثار قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" (FIFA) القاضي بتعليق مشاركة الأندية والمنتخبات الروسية في جميع المسابقات الرياضية، رداً على الحرب الروسية على أوكرانيا جدلا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي، وخاصة العربية والفلسطينية.

الجدل الذي عم مواقع التواصل الاجتماعي احتجاجاً على قرارات الاتحاد الدولي التي تحمل في طياتها طابع العنصرية والمحسوبية، خاصة في أوقات شن الاحتلال "الإسرائيلية" حروبه على قطاع غزة، بتعمدها التزام الصمت التام بزعم ضرورة فصل الرياضية وملاعبها عن السياسية وأحداثها.

 ففي كل مرة كان يحاول أي لاعب أو جمهور سواء كان عربي أو دولي مساندة القضية الفلسطينية ونصرتها داخل الملاعب بكلمة أو صورة أو موقف، تواجهه الفيفا بعقوبات قاسية، في صورة أظهرت ملامحها العنصرية وانحيازها للاحتلال "الإسرائيلي" وصمته على جرائمه ضد الشعب الفلسطيني، أكدتها بإصدارها قرار تعليق مشاركة الأندية والمنتخبات الروسية.

فقد نشرت "الفيفا" عبر موقعه الرسمي بيانا قالت فيه إن جميع الفرق والمنتخبات الروسية ستحرم من المشاركة في جميع المسابقات الرياضية حتى إشعار آخر

وأضافت "الفيفا" في بيانها أن "كرة القدم موحدة، نتضامن مع جميع المتضررين في أوكرانيا، نأمل أن يتحسن الوضع بشكل كبير وسريع بحيث تصبح كرة القدم مرة أخرى قوة دافعة للوحدة والسلام بين الناس".

تعاطفًا مع غزة

أسطورة كرة القدم المصرية ولاعب الأهلي السابق محمد أبو تريكة الذي طالته عقوبات الفيفا في عام 2008 بعدما أظهر قميصًا مكتوب عليه عبارة "تعاطفًا مع غزة" في مباراة جمعت منتخب بلاده مع السودان بكأس أمم افريقيا، في وقت غزة كانت تتعرض لقصف عنيف خلف وقتها مئات الشهداء والجرحى.

علق على القرار عبر حسابه في تويتر فقال :" قرار منع الأندية الروسية والمنتخبات من المشاركة في كافة البطولات لازم يكون معه منع مشاركة الأندية والمنتخبات التابعة للكيان الصهيوني لأنه محتل ويقتل الأطفال والنساء في فلسطين منذ سنين، ولكنكم تكيلون بمكيالين".

 

9999052440.jpg

الشرق الأوسط

أما اللاعب التركي "أيكوت دمير" قائد فريق أرضروم سبورت التركي فترجم رده على قرار الاتحاد الدولي في أرض ملعب كرة القدم، برفضه  ارتداء قميص كتب عليه "لا للحرب" للتضامن مع أوكرانيا خلال مباراة جمعت فريق أرضروم بنظيره في أنقرة فريق غوتشو، ضمن مسابقة الدوري التركي لكرة القدم، قائلاً:" لم يهتموا بموت الناس في الشرق الأوسط، ولكن عندما يتعلق الأمر بأوروبا ينتفضون".

صبص.jpg

 

التضامن الأعوج

في حين، كتب حساب "مقاطعة" عبر تويتر "رفض فتحي نورين مواجهة لاعب إسرائيلي، فتلقى عقوبة بالإيقاف لمدة 10 سنوات دفعته للاعتزال، وحينما أعلنت 4 دول أوروبية مقاطعتها أي مباريات مع المنتخب الروسي رد الفيفا بحظر مشاركة روسيا في البطولات، التضامن الأعوج هو أن تكون المقاطعة جريمة أمام إسرائيل وموقفا إنسانيا أمام غيرها".

وتحرص لوائح الفيفا بالفعل على الفصل بين الرياضة والسياسة إذ تنص المادة 16 من دليل الإجراءات التأديبية الصادر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم، على أن "استخدام الإيماءات أو الكلمات أو الأشياء أو أي وسيلة أخرى لنقل رسالة استفزازية لا تصلح لحدث رياضي، خصوصاً الرسائل الاستفزازية ذات الأهمية السياسية والأيديولوجية، أو الطبيعة الدينية أو الهجومية"، لكن أحدًا لم يتحدث عن تلك المادة حين اتشحت الملاعب الأوروبية بالألوان الصفراء والزرقاء المميزة للعلم الأوكراني.

021.jpg

ورغم أن الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا هو من أصدر لائحة الإجراءات التأديبية التي تحوي المادة 16 إلا أنه قرر حظر المنتخب الروسي من كل المنافسات الدولية ما يخرجه من التصفيات المؤهلة لمونديال 2022، ووفق بيان أصدره الاتحاد فإن الأمر لن يقف عند هذا الحد ففيفا تحدث عن محادثات ستجرى مع منظمات رياضية أخرى بشأن ينبغي طرد روسيا من المنافسات.

اتحاد عنصري

بدوره ، أكد الإعلامي  الفلسطيني خالد أبو زاهر أن الأزمة الروسية الأوكرانية أتت لتكشف عن الوجه الحقيقي القبيح للمجتمع الدولي بكل تفرعاته، فهو مُجتمع عنصري لدرجة لم نكن نتصورها قياساً مع ما كان هذا المجتمع يُظهر زوراً وجه الإنسانية المزيفة في كل القضايا.

وقال أبو زاهر خلال حديث لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" ، اليوم الأربعاء :" إن الاتحاد الدولي لكرة القدم أثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنه يكيل بمكيالين، واحد للعرب والمسلمين ودول العالم الثالث، والثاني للجنس الأوروبي عامة والآري على وجه الخصوص، حيث أثبتت الكثير من المواقف عبر العصور، عنصرية وعِرقية الأوروبيين تجاه العرب والمسلمين، من حيث التعالي والتعامل بفوقية، ناهيك عن التردي والانحطاط".

وأضاف :" مهما حاول الاتحاد الدولي تبرير ما قام به من فرض عقوبات سريعة على روسيا، وتغاضيه عن معاقبة دولة الاحتلال، فإنه لن يستطيع لسبب واحد ووحيد، وهو أن لن يتمكن من طرح مُبرر واحد يُثبت أن القانون يجب أن يُطبق على الجميع، ولأنهم يتعاملون مع اليهودية واليهود بطريقة فيها نوع من الخوف على المصالح".

سرعة القرار

 وبشأن دلالات القرار وصمته تجاه الاحتلال، رأى الإعلامي أبو زاهر أن سرعة القرارات دليل على أن الفيفا تتعرض لضغوط صهيونية يهودية كبيرة لا تستطيع الصمود أمامها، وهذا الاعتقاد له ما يُثبته لا سيما الديانة اليهودية والجنسية الإسرائيلية للرئيس الأوكراني، وهذا بحد ذاته يؤكد أن الصهيونية العالمية تُسيطر على مفاصل الحياة السياسية والاقتصادية والرياضية في العالم.

وأشار إلى أن القرارات تم اتخاذها بهذه السرعة دون دراسة أو عرض على المكتب التنفيذي للفيفا أو على الجمعية العمومية للاتحاد الدولي، ما يكون أن الأمور باتت واضحة بأن الفيفا مؤسسة تُحكَم من الخارج وفق المصالح الإسرائيلية.

تصريحات أبو تريكة

وحول تصريحات اللاعب المصري القدير محمد أبو تريكة بهذا الخصوص، والمطلوب لاستغلاله على المستوي الفلسطيني، لفت أبو زاهر إلى أننا لسنا بحاجة لتشجيع الأصوات العربية الإسلامية الشريفة للتعبير عن مواقفها الوطنية والإنسانية تجاه القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، فهذه الأصوات كانت ولا زالت وستبقى تصدح بكلمة الحق، ولن يُرهبها أحد حتى في ظل العقوبات المفروضة عليهم.

وقال :" لكن من المفترض أن تعمل الجهات الرسمية الفلسطينية سواء كانت جهات سياسية أو مجتمعية أو رياضية، على تعزيز التواصل مع أصحاب كلمة الحق في العالم العربي والإسلامي وفي مقدمتهم أمير القلوب المصري محمد أبو تريكة"، منوها إلى ضرورة أن نستثمر هذه الأصوات المؤثرة في العالمين العربي والإسلامي من أجل تعزيز ثقافة مقاومة الاحتلال وعدم الركون إلى الظروف والأوضاع والمتغيرات، وعلينا أن نستثمر مواقفهم من أجل إزاحة الظلم عن فلسطين وإحقاق حقها.

كلمات دلالية