خبر الجندي الخاص لاولمرت..هآرتس

الساعة 06:07 م|19 ابريل 2009

بقلم: تسفي بارئيل

حلف دم نشأ بين رئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت وجلعاد شليت.  نوع من الدمج الرائع تحقق بين هاتين الشخصيتين المأساويتين. وهما يتماثلان الواحد بالاخر بحيث أنه عندما اختفى احدهما تبخر الاخر ايضا. فهل سمع احد ما عن جلعاد شليت مؤخرا؟ هل يعرف احد ما ماذا حصل بالمفاوضات على تحريره؟ هل حكومة نتنياهو مستعدة لان تحرر سجناء فلسطينيين مقابله، وان تتعهد بما وافق عليه رئيس الوزراء السابق، فتواصل المفاوضات مع حماس من المكان الذي توقفت عنده؟ شليت، كما يخيل، كان ذخرا خاصا لاولمرت. ومن اللحظة التي توجه فيها هذا الى اروقة دائرة التحقيقات في الشرطة، فقد أخذ معه شليت ايضا.

الى اين اختفى كل اولئك المتظاهرين من أجل شليت؟ الشعارات، الملصقات، فهل كانت هذه كلها فقط من أجل لاعب واحد، اولمرت، الذي هو وحده اراد جدا تحرير شليت ومن جاء بعده معفى؟

نوع من فرضية العمل المشوهة تقررت، وبموجبها بنيامين نتنياهو معفي من التزام اولمرت باعادة جلعاد شليت. ذهبت حكومة وجاءت حكومة وكل شيء يبدأ من جديد. على أي حال، بدأت ولكن يبدو أن شيئا لم يحصل. فنتنياهو يبحر على موجات "التفهم" الجماهيري بانه لن يحرر شليت. وبالفعل، يوجد قدر من "الحق" في هذا الاعفاء الذي يمنحه لنفسه. فذاك "التفهم" له بني لبنة لبنة قبل انتهاء ولاية حكومة اولمرت. في ايامها الاخيرة، في الساعات الاخيرة لولايتها، ترسخت النظرية المغلوطة بان اولمرت وحده يمكنه وينبغي له ان يحرر شليت. فقد اختطف في "ورديته"، هو الذي شرع في حملة العقوبات على غزة بسبب شليت، هو الذي ادار الحرب التي احد اهدافها كان تحرير شليت. اولمرت بنى نفسه وبناه الاخرون، بما في ذلك عائلة شليت البائسة التي لم يتبقَ لها ما تتمسك به، كالسيد الشخصي لجلعاد شليت. وكأن كل رئيس وزراء مسؤول فقط عن الجنود الذين خدموا في فترة ولايته. الان، بعد أن انتهت الحرب وانهت الحكومة طريقها، يبدأ عهد جديد. شليت ليس اكثر من دين للمدير السابق الذي أفلس، وليس هناك من يمكن جباية الدين منه,

يبدو ان شليت نال مكانة مشابهة لمكانة المسيرة السلمية. تجاه الموضوعين مستعد الجمهور لان يهز كتفيه وان يتلفظ باحباط بان على أي حال ليس هناك من يريد ان يحصل على العصا في سباق التناوب هذا. فهناك على أي حال مواضيع ثقيلة جدا توجد على جدول الاعمال: المحاكمة المرتقبة لافيغدور ليبرمان، التصدي لتهديد التقارب الايراني – الامريكي، السؤال اذا كان سيستقيل المفتش العام للشرطة، وكذا "الوضع" الاقتصادي يستدعي جهد ما، فلمن يوجد الوقت لشليت؟ ولكن بالاساس، فقد انتخبت حكومة كل جوهرها يصرخ ضد التنازلات.

في لحظة واحدة تحول شليت من ذخر وطني، تحريره يستوجب قرارا شجاعا وصعبا، ولكن ممكنا وبالتأكيد مناسبا، الى عرض مرضي يميز الحكومة الجديدة. حكومة ترسم نطاق عدم فعلها حين تستند الى السمعة التي يعزوها لها الجمهور بخنوع. نوع من حكومة مؤتمر الخرطوم: لا للمفاوضات، لا للاعتراف بالفلسطينيين ولا للسلام. فما بالك، لا لتحرير سجناء فلسطينيين مقابل جندي مخطوف.

بعد شهرين، ستحل ثلاثة سنوات على اختطاف شليت. من الصعب معرفة اذا كان يعرف بان في اسرائيل تغيرت الحكومة، الحكومة الثانية في فترة أسره، وجاءت حكومة وطنية، عزيزة، غير خانعة. حكومة ستري آسري شليت ما هي الحرب الناجعة ضد الارهاب. حكومة صوت وزير الدفاع ايهود باراك لم يسمع بعد فيها، لا في شؤون السلام (باستثناء رده في "محافل مغلقة" على خطة اوباما) وبالتأكيد ليس في شأن شليت. ولعل من الافضل لجندي اولمرت وباراك الا يعرف انه تغيرت الحكومة. فلماذا ينزع منه الامل على الاقل.

اما نحن، مقابل شليت، فنعرف جدا انه جاءت حكومة جديدة، والسؤال هو اين تقع حدود التنازل تجاهها على الاقل في موضوع شليت. اذ أن "جنود نتنياهو" يريدون جدا ان يعرفوا اذا كان التزام الحكومة تجاههم محصور بفترة ولايتها ام أنه بوسعهم أن يعتمدوا على انه اذا ما سقطوا في الاسر، فلن يضطر اهاليهم الى الالتصاق بيأس بطرف ملابس رئيس الوزراء قبل ان يأتي خلفه.