خبر السلام الان..هآرتس

الساعة 06:02 م|19 ابريل 2009

بقلم: اسرة التحرير

التاريخ يوفر قلة قليلة جدا من الفرص التي يمكن من خلالها تغيير الواقع السياسي من الاقصى الى الاقصى: يخيل ان الان حلت واحدة كهذه. خطة السلام لرئيس الولايات المتحدة براك اوباما تقدم لاسرائيل والمنطقة بأسرها فرصة نادرة لتغيير حقيقي؛ محظور هدرها.

الخطة، التي نشر أهم ما فيها عكيفا الدار في هارتس اول أمس، تتضمن محادثات ثنائية متوازية بين اسرائيل والفلسطينيين وبينه وبين سوريا، في ظل الاستناد الى مبادرة السلام السعودية، التي تقترح على اسرائيل تطبيعا مع العالم العربي مقابل انسحابا من المناطق واقامة دولة فلسطينية. الولايات المتحدة من جانبها، ستقترح على اسرائيل رزمة أمنية، تتضمن تجريدا من السلاح للمناطق ومرابطة قوة دولية لعدة سنوات. يدور الحديث بالتالي، عن خطوة شاملة لاحلال السلام في المنطقة، التي لا تنجح منذ عشرات السنين في الخروج من دائرة العنف وسفك الدماء.

هذا هو الوقت للسير نحو الخطوات العظيمة. لرئيس الوزراء الجديد – القديم بنيامين نتنياهو ولحكومته توفرت الفرصة لمفاجأة المعمورة بكاملها، والتحلل من قيود الصيغ القديمة، والتأزر بالشجاعة والرد على المبادرة بحماسة ودون اكفهرار للوجه. فبعد ان انتهى حلم ارض اسرائيل الكاملة منذ زمن، حتى في دوائر اليمين، ينبغي التعلل بالامل في ان يواصل نتنياهو ما بدأ به رئيس وزراء آخر في حزبه، مناحيم بيغن، قبل 30 سنة.

في واشنطن يجلس الان رئيس يريد ان يترك اثرا من التغيير في العالم. ينبغي الأمل بأن في القدس ايضا يجلس سياسي كهذا. بعض من الأنظمة العربية تتطلع الى السلام والتطبيع مع اسرائيل وتريد مثلها ان تصد الاصولية. لا يوجد سلاح اكثر نجاعة ضدها من السلام.

هذه هي فرصة نتنياهو للدخول الى صفحات التاريخ: رئيس وزراء يميني يبدي نزعة قيادية ويقود شعبه وبلاده نحو السلام، الامن والازدهار. محظور ايضا الفزع من صفعات اجنحة الخطة وطموحاتها: يمكن تحقيق السلام بالتوازي سواء مع سوريا ام مع الفلسطينيين. هذا ليس الوقت لاحصاء المصاعب التي قد تتراكم في الطريق، هذا هو الوقت لرؤية الفرص. وعليه، ففي الشهر القادم، حين يسافر نتنياهو الى واشنطن سيتعين عليه ان يتعاون، ان ينضم الى المساعي المثيرة للانطباع التي يقوم بها اوباما وان يقول لمضيفه صراحة: نعم، اسرائيل تريد ومستعدة للسلام الان.