تقرير كيف تؤثر الحرب الروسية الأوكرانية على الذهب والدولار والأسعار في فلسطين؟

فلسطين اليوم

في الوقت الذي دقت فيه الحرب الروسية الأوكرانية أوزارها صبيحة اليوم الخميس 24/2/2022، صعدت أسعار الذهب والدولار الأمريكي، وبرميل النفط للأعلى، لتصل لمستويات قياسية لم تشهدها من قبل، لتبدأ كل دول العالم الاستعداد لهذه القفزة بمستوياتها ومجالاتها المختلفة.

فالحرب، تشد حزامها على السلة الاقتصادية كما البشر، واشتعلت السوق الاقتصادية العالمية، وكان للحرب تأثيرها الكبير عليها، فارتفع لأول مرة منذ سنوات برميل النفط لما يقرب من 103 دولار، فيما صعدت أونصة الذهب لـ1940 دولاراً.

الخبير الاقتصادي أحمد أبو قمر، أكد في تصريح خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الاقتصاد هو أول المتضررين من الحرب حيث أن أسواق الأسهم هبطت بشكل كبير لأن الأصول أولى المتضررين من أي توتر.

ولفت إلى أن هبوط الأسهم أثر على الأسواق حول العالم، لأنها عالية المخاطر، حيث أن المستثمرين يهربون للملاذات الآمنة، ويهربون من الأسواق التي لها مخاطر.

أما الذهب، فبين أبو قمر أنه يعتبر الملاذ الآمن لكافة المستثمرين لذلك يهرولون إليه، فهو يعيش حالياً مستويات 1940 دولاراً للأونصة، متوقعاً أن يصل في السوق المحلي الفلسطيني إلى 40-41 ديناراً، حيث يبلغ حالياً مستوى 38.5.

وتوقع أبو قمر، أن يصل الذهب في السوق العالمية لـ2000 دولاراً للأونصة، لافتاً إلى أن الأمر مرهون بطبيعة تطورات الحرب الأوكرانية الروسية، ومدى تعمقها أو الاكتفاء بعملية عسكرية محدودة، حيث من الممكن أن تصل حالياً لـ1960، لكنه توقع أن تصل الحرب لمستويات أعلى، لذا التوقعات أنها ستصل لأعلى من 2000 دولار.

أما الدولار، فيعتقد أبو قمر أن مؤشر الدولار يرتفع وهي حالة  نادرة أن يشهد ارتفاع للدولار الأمريكي مع ارتفاع للذهب، حيث يعود الأمر للمخاطر الموجودة حول العالم وحالة الهلع والاضطراب في الأسواق العالمية، حيث لا يوجد انضباط في الحالة العالمية، وخوف، منوهاً إلى أن مؤشر الدولار بلغ 96.6، وهو مرتفع في وقت يرتفع فيه الذهب.

الدولار في فلسطين

بخصوص السوق المحلي، فذكر أبو قمر، أن مؤشر الدولار ارتفع في فلسطين شيكل، حيث أن صرف الدولار يشهد حالتين، ارتفاع مؤشر الدولار أعطى بعض الدعم للدولار، فيما أن هبوط الأسواق العالمية الأمر الذي يؤثر على الشيكل الذي يتأثر بالدولار الأمريكي والأسهم العالمية.

ولفت إلى أن صباح اليوم بلغ سعر الدولار 3.29 شيكلاً، أي بداية الثلاثينيات، متوقعاً أن يغلق اليوم لأعلى من مستوى 3.28، وهي تعتبر نقطة مقاومة قوية، وهو يمهد لمستوى الثلاثينيات.

ورأى أبو قمر، أن التوقعات في ظل التقلبات الحالية "صعبة"،  لأنه لا أحد يعرف طبيعة ردود الفعل الدول الأخرى وتحركاتها، بخصوص المشاركة في الحرب أو فرض عقوبات اقتصادية، وموقف الولايات المتحدة الأمريكية، فهذه التطورات تحدث تقلبات في سوق المال.

وبين، أن الأمور تتصاعد والدولار في ارتفاع والشيكل في انخفاض، وقد يغلق المؤشر على مستوى أعلى من 3.28، الأمر الذي يمهد لمستوى الثلاثينيات.

نصيحة من أجل الذهب والدولار

وبشأن نصيحته لبيع أو شراء الذهب، أوضح أبو قمر أن الذهب حالياً مرتفع ولا يوجد فرصة لاقتناء الذهب في الوقت الحالي، خاصةً مع الاقبال على موسم الصيف والزواج الذي يسهم في الاقبال على شراء الذهب الأمر الذي يُحدث انتعاشة في سوق الذهب، مع استمرار فتح السوق مع الضفة المحتلة.

أما الدولار، فاعتبر أبو قمر أن هناك فرصة للدولار، فمع هدوء الحرب الروسية الأوكرانية، فالعالم على موعد في مارس المقبل مع اجتماع الفدرالي الأمريكي، والذي من المتوقع أن يرفع الفائدة على الدولار، الأمر الذي سيعزز من الدولار، حيث لازال هناك فرصة لادخار الدولار في الوقت الحالي، حيث سنعيش في فلسطين مستوى الثلاثينيات بأريحية خلال الأيام المقبلة.

ولم يتوقع أبو قمر أن يعود الدولار للانخفاض السابقة في الوقت الحالي، قائلاً:" في حال انخفض الدولار الأمريكي، فلن نصل حتماً لمستويات وصل لها سابقاً 3.10 ،  3.12، أو أقل، وفي أسوأ حالاته قد يصل إلى 3.20، وكل المؤشرات تدلل على ارتفاعه ".

الأسعار في ارتفاع

وفي تعليقه على تأثير الحرب الروسية الأوكرانية على الأسعار بشكل عام، قال أبو قمر :" الحرب ستؤثر تحديداً على الحبوب والطاقة، حيث أن 30% من امدادات القمح في العالم هي من روسيا وأوكرانيا.

كما أشار إلى توقعات في ارتفاع أسعار الطاقة من بنزين وسولار، وكذلك السلع المستورة، وارتفاع في معدلات تكاليف النقل.

وأوضح أبو قمر، أن دول الشرق الأوسط والعربية هي الأكثر تضرراً من تأثير الأسعار ونقص الامدادات كون أن الدول الأوروبية تمكنت من سياسة التحوط الاقتصادي.