بأس الصادقين.. وفعل الصادقين

الساعة 01:15 م|23 فبراير 2022

فلسطين اليوم | خالد صادق

خالد صادق

لم يكن مشهد الجرافات الصهيونية وهى تنهش جسد الشهيد محمد الناعم مستساغا, انما كان له انعكاس قوي على شعبنا الفلسطيني الذي طالب المقاومة بالرد على هذه الجريمة البشعة, كي يعلم الاحتلال الصهيوني المجرم ان مثل هذه الجرائم البشعة لا يمكن الصمت عليها, وان الرد سيكون اسرع مما يتوقع الاحتلال, بعد ساعات من الجريمة أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين حالة النفير العام في صفوفها ،والتي ارتبطت بتغريدة القتال القرآنية للناطق العسكري لسرايا القدس أبو حمزه ،في إشارة واضحة تمثلت ببدء الرد على جريمة الاحتلال ،وبشكل فوري استجابة لصيحة الشعب، والتي نادت بالانتقام، وعدم تمريرها على الاحتلال، ودخلت سرايا القدس جولة قتال ضد الاحتلال استمرت يومين ارتقى خلالها شهيدان من السرايا، في استهداف بالعاصمة السورية دمشق، بينما أطلقت المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها سرايا القدس أكثر من ١٠٠ صاروخ صوب المستوطنات، في جولة تصعيد اعتبرت بأنها الأكثر شراسة وتكتيكا على غيرها من جولات التصعيد السابقة, لقد توعدت سرايا القدس الاحتلال ففجرت معركة بأس الصادقين, وكان لها وقعها على الاحتلال نتيجة فعل الصادقين المجاهدين الاطهار, حيث تمكنت المقاومة من توجيه ضربة صاروخية نوعية من خلال الإطلاق المركز للصواريخ، وإصابتها للأهداف العسكرية الصهيونية بشكل مباشر ،كما أثبتت المقاومة قدرتها في تثبيت معادلات الردع، ودلل المؤشر على التطور في العمليات الميدانية لسرايا القدس، محققة التكافؤ في الخسائر بينها وبين الاحتلال حسب ما افصح عن ذلك محللون سياسيون قاموا بتقييم نتائج معركة باس الصادقين.

 

سرايا القدس قامت بواجبها الديني والأخلاقي والوطني بالرد على العدو الصهيوني بعد جريمة إعدام الشاب محمد الناعم،  وردّتْ على العدو الصهيوني باللغة التي يفهمها، وهو دليل على ان السرايا تسارع دائما الى تلبية نداءات شعبها, وتستجيب لواجبها الوطني وفق قاعدة راسخة اقرها الشهيد القائد المعلم الدكتور فتحي الشقاقي عنوانها «تغليب الواجب على الإمكان»  وقد اكدت معركة «بأس الصادقين» عمق الارتباط والالتفاف الجماهيري حول خيار المقاومة التي تحفظ دماء الشهداء والكرامة الوطنية، وكشفت جهوزية سرايا القدس وقدرتها على الردّ بقوة، وإدارة المعركة بكل وعي ومسؤولية وجهوزية عالية بانت بوضوح خلال المعركة, ويبدو ان التجربة علّمت الاحتلال أن المقاومة لا تفرط بدماء الشهداء ولا تفرط بالحقوق الوطنية, فالمقاومة والسرايا خلال جولة التصعيد استطاعت أن تفرض معادلاتها الأمنية والعسكرية ، وتثبت قواعد الاشتباك، والتصدي للتوغل الإسرائيلي الذي حاول أن يعزز نظرية جديدة على حدود غزة من خلال اختياره لمكان تعرضت فيه قوات الجيش لإهانة كبيرة على يد المقاومة الفلسطينية، لكن المقاومة صفعته بقوة حتى يستفيق من أحلامه, فغزة باتت محرمة على جنود بني صهيون, فقد اعتبر الكاتب الصهيوني يآف ليمور بأن «إسرائيل» لم تعد متحكمة في بدء ونهاية أي معركة, وانها استقبلت رسائل علنية وسرية من الجهاد الإسلامي بأن رده العسكري قد انتهى ، وقال بأن الجهاد حرص أن لا يوسع رقعة القتال ولديه قدرات مركزة في توجيه ضربات صاروخية خلافا لجولات تصعيد سابقة, فقد أسست بأس الصادقين لواقع جديد في مواجهة الاحتلال الصهيوني بصواريخها المتطورة التي اربكت الاحتلال .

 

الحقيقة ان فعل الصادقين هو الذي اضفى القوة والصدق والامل في النفوس خلال معركة بأس الصادقين، فرغم ان الاحتلال الصهيوني هو من بدأ بالتصعيد على قطاع غزة لكن سرايا القدس هي من أنهت جولة التصعيد على طريقتها الخاصة، بعد ان نجحت بالتصدي لكل محاولات الاحتلال الهادفة لتغيير قواعد الاشتباك في المعركة، وقد أرغم الاحتلال على التهدئة تحت الضربات الصاروخية المكثفة للأراضي المحتلة, ورغم ان رئيس الوزراء الصهيوني الأسبق المجرم بنيامين نتنياهو غاظه أن تعلن سرايا القدس وقف ردها من طرف واحد, فأراد أن تكون له الكلمة الأخيرة في المعركة، لكنه فوجئ برد قوي من السرايا على خرقه للتهدئة، فعاد مرغما للدخول في حالة الهدوء مقابل الهدوء, وذلك بعد ان ارست سرايا القدس قواعد اشتباك جديدة وفرضت معادلات جديدة على الاحتلال الصهيوني, وبعد ان امتلكتْ في «بأس الصادقين» زمام المبادرة، ورسمت حد النهاية لتلك الجولة، وأرست مفهوم القصف بالقصف والدم بالدم، فالرد المُنظم والمحدود والمسؤول للسرايا على الاحتلال, قلب الطاولة على رأس المؤسسة الأمنية للعدو الصهيوني, لذلك حاولت «إسرائيل» ان تحفظ ماء وجهها امام العالم, من خلال صورة زائفة كانت تسعى لتسويقها, حيث استهدفت اثنين من كوادر سرايا القدس في الساحة السورية, لكن هذا الفعل الاجرامي ارتد عليها سلبا, ووجهت لها اتهامات بعجزها عن مواجهة المجاهدين في غزة, ففرت الى دمشق لاستهداف كوادر الجهاد الإسلامي هناك, وعبر ضابط صهيوني عن ذلك بالقول « نحن نقاتل أشباحاً» ولا نعرف من اين تنطلق الصواريخ».. وهذا وحده يكفي السرايا لكي تفخر بنتائج معركة «بأس الصادقين» .